كشفت الأمم المتحدة عن توزيع مساعدات إنسانية لنحو ٢٥٠٠ تلميذ لأول مرة في مناطق سيطرة الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو.

وحسب تصريح لمنظمة الغذاء العالمي للمرة الأولى منذ عشر سنوات، تمكنت الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من الوصول إلى المجتمعات المتضررة من النزاع في المناطق غير الحكومية الخمس التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة الحلو في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في السودان.

وقالت كاردياتا لو اندياي، نائب الممثل الخاص للأمين العام والمنسق المقيم/منسق الشؤون الانسانية بالسودان “تمثل هذه الاستجابة اختراقا كبيرا في الوصول الانساني والاستجابة للمجتمعات المتضررة من النزاع التي لم تصلها المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة في السابق. ونشيد بالجهود المحلية لدعم الاحتياجات الأساسية خلال سنوات الشدة. يدعو المجتمع الانساني في السودان إلى زيادة امكانية الوصول والمساعدات الضرورية لدعم هذه المجتمعات المهمشة‪”.

لم تتمكن الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من الوصول أو تقديم المساعدة المنقذة للحياة لدعم الناس في المواقع الخمسة منذ عام 2011، عندما اندلع الصراع بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال. ويوفر الحصول على امكانية الوصول الانساني إلى هذه المجتمعات فرصة حاسمة لتحسين الحياة وإعادة بناء سبل كسب العيش.

قدم برنامج الأغذية العالمي 100 طن متري من البسكويت المغذي إلى 25,000 تلميذ في 83مدرسة في البعثات الخمس. وكانت هذه هي المساعدة الأولى التي تلقاها الناس في هذه المناطق المعزولة من الأمم المتحدة في العقد الماضي بسبب الصراع وقيود الوصول. ويمثل نقص الغذاء للطلاب أحد التحديات الرئيسية في الحفاظ على الالتحاق بالمدارس في هذه المناطق المعزولة‪. ويعتبر تقديم الوجبات المدرسية من بين الأولويات الأساسية لاستجابة برنامج الأغذية العالمي مع استمرار اتاحة امكانية الوصول.

 

وقال عبد الله فاضل، ممثل اليونيسف في السودان “بينما تمثل هذه البعثات تطورًا كبيرًا، الا أننا بحاجة إلى ضمان أن تتم الموافقة دائما على الوصول الانساني إلى الأطفال والمجتمعات المحتاجة.‪ لا ينبغي أبدا وضع شروط على الوصول؛ يجب تقديم المساعدات الإنسانية في جميع الأوقات ومن جميع الأماكن لمن يحتاجون إليها.‪ النتائج من هذه البعثة قاتمة.‪ وهؤلاء الأطفال “تُركوا” بالكامل. علينا أن نعمل الآن لضمان مستقبل لهؤلاء الأطفال. يجب بذل الجهود بشكل جماعي لضمان امكانية الوصول واستدامة وتوسيع نطاق المساعدات‪”.

إن توسيع امكانية الوصول الانساني إلى الجيوب التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال أمر بالغ الأهمية لتقديم المساعدة العاجلة لما يقدر بنحو 800,000 شخص في هذه المناطق، الذين هم في أمس الحاجة إلى الإغاثة بعد سنوات من العزلة. وسيساعد تكثيف الدعم على استقرار المجتمعات وتمهيد الطريق لجهود بناء السلام ، مع تعزيز التزام الأمم المتحدة بمساعدة السكان المهمشين في السودان‪.