في صباح السادس من أغسطس من العام الماضي وقع اشتباك مسلح بين قوة من حركات الكفاح المسلح ومجموعة من الرعاة في ضاحية “كولقي” 30 كيلو متر جنوب غربي مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، الاشتباك راح ضحيته أكثر من 15 من قادة حركة تجمع تحرير السودان التي يقودها عضو مجلس السيادة الطاهر حجر.
عقب الحادث أرسل مجلس السيادة وفداً برئاسة محمد حسن التعايشي للوقوف على تداعيات الحادث واحتواء تطوراته، وفور وصول الوفد انخرط فى لقاءات مع جميع الأطراف وزار موقع الحادث، في وقت تم تشكيل لجنة تحقيق للتقصي حول الأحداث.
اللجنة باشرت اعمالها باستجواب كل من رأت أنه يمكن ان يفيدها في فك طلاسم الحادثة، فاستجوبت شهوداً- وصفتهم بالمحايدين- من بينهم المقدم ركن صالح سيد احمد سالم قائد القوات الحكومية المشتركة في منطقة “تابت” الذي قال انه سمع صوت اطلاق النار جهة منطقة “قلاب” القريبة من “كولقي” حوالي الساعة الثامنة صباحاً، وأخطر بذلك شعبة العمليات بقيادة القوات المسلحة في الفاشر، التي أصدرت له توجيهات بالتحرك للارتكاز على بعد اثنين كيلو متر ومحاولة الفصل بين الطرفين، وذكر أنه نشر قواته حسب التوجيهات الصادرة اليه، وقطع المقدم صالح انه لم يشاهد تحرك أي عربات عسكرية أو مواطنيين اثناء سيره من منطقة “تابت” إلى منطقة “قلاب”.
ذكرت لجنة التحقيق في تقريرها النهائي- الذي اطلعت عليه دارفور24- أنها استجوبت من الشهود الرائد في القوات المسلحة “عبداللطيف جعفر محمد خير” الذي تولى قيادة القوة المشتركة في منطقة “كولقي” في الأول من أغسطس، أي قبل 5 أيام من الحادث، ذكر أنه ذهب إلى “كولقي” بتكليف من شعبة العمليات كقوة عازلة بسبب بعض المشاكل بالمنطقة، وأضاف: وفور وصولي جلست مع عمدة المنطقة لمعرفة مشاكل السكان لعكسها للقيادة، وأوضح ان العمدة أبلغه بأن لديهم أربعة مشاكل تتعلق بالمرحال والحواكير والعمل العدائي من فصيل عضو مجلس السيادة الطاهر حجر، وأضاف: نقلت الشكاوى التي تقدم بها العمدة الي القيادة ووالي الولاية.
ومضى الرائد بالقول: وصلني اتصال في اليوم الرابع من أغسطس من أحد عناصر الاستخبارات العسكرية للجيش بخصوص معلومة تفيد بوجود تحرك لقوات من الحركات المسلحة بدون علم الوالي، مرتكزة في منطقة زمزم، بغرض الهجوم على منطقة “قلاب” وذكر ان شعبة العمليات طلبت منه التحرك إلى منطقة “تابت” ومرة أخرى تم توجيهه بالعودة إلى منطقة “كولقي” التي وصلها في الخامس من أغسطس وارتكز في الجزء الغربي من الدامرة.
وقال الرائد عبد اللطيف إنه سمع في صباح اليوم التالي- الجمعة- السادس من أغسطس صوت اطلاق النار في المنطقة، لكن الأوامر صدرت له بأن يظل بموقعه، في وقت دخل اليه عدد من المواطنين طالبين منه السلاح والذخيرة، لكنه رفض- على حد قوله- وأضاف: بعد ساعة من الاشتباك تم توجيهي بالتحرك لأقرب موقع دفاعي بعيداً عن مرمى النيران، وبالفعل ارتكزت بمنطقة “تبه” غرب منطقة “ام سيالة” بغرض التحرك إلى منطقة “تابت” الا ان نيران المدافع وصلت الى الموقع الذي كنا فيه، وبناءً على ذلك حددنا موقع الاشتباك بين “الردمية ودامرة كولقي”