نيالا- دارفور24
أثارت حادثة اقتحام مدرسة نيالا الثانوية بنين بواسطة قوة من شرطة جنوب دارفور ردود فعل واسعة بعد انتشار فيديو يوثق للحظة نقاش مؤثر لأحد المعلمين مع قوات الشرطة.
ووجدت الحادثة استنكاراً واسعاً من المجتمع السوداني، الا ان تداول فيديو آخر يظهر رجال شرطة يعتدون على مواطناً، على أنه ما جرى لمعلمي مدرسة نيالا الثانوية أحدث ربكةً وتضليلاً للرأي العام.
في غضون ذلك أسرعت شرطة جنوب دارفور الى توضيح ملابسات الحادث، وقالت ان ما تم تداوله بالامس فيديو “مفبرك” عار عن الصحة تماماً، وانها تثبتت من الفيديو المتداول ووجدت انه واقعة حدثت قبل اربع سنوات، ولا علاقه لها بما حدث بالامس بمدرسة نيالا الثانوية.
وأوضحت شرطة الولاية أن ما حدث هو أن ضابطاً برتبة الملازم شرطة كان يقود قوة من “الاحتياطي المركزي” إلى رئاسة شرطة محلية نيالا شمال، وفي طريقه وجد طلاب المدرسة يغلقون الطريق الرئيسي، ورشقوا القوة بالحجارة، وعندها تصدت لهم القوة وتم تفريقهم، وبعدها دخلت القوة الى المدرسة، ودار نقاش بينهم المعلمين بشأن ما بَدَرَ من الطلاب، قبل أن تقتاد القوة خمسة من المعلمين الى رئاسة شرطة المحلية، وتم الجلوس معهم وانتهي الامر بحل المشكلة وأعيد المعلمين لمدرستهم بعربة الشرطة وهم في تمام الرضي- بحسب بيان شرطة الولاية.
بعد التداول المستمر للمقطعين اصدرت رئاسة قوات الشرطة هي الأخرى بياناً أكدت نفت فيه محتوى الفيديو “المفبرك” وأعلنت عن توقيف الضابط الذي اقتحم حرم المدرسة على زمة التحقيق، وأكدت ان المعلمين محل احترام وتبجيل وانها لن تسمح بأن يكون بين منسوبيها من يأتي بمثل ما جاء في مقطع الفيديو الذي يعتدي فيه رجال الشرطة على شخص يرتدي “الجلابية” والذي اتضح لاحقاً انه حدث في العام 2019م عندما تم القبض على عصابة تعمل في تجارة البشر.
وفي تطور لاحق نظم معلمو جنوب دارفور وقفة إحتجاجية امام وزارة التربية والتوجيه بالولاية، تضامناً مع معلمي مدرسة نيالا الثانوية، وأعلنوا توقفهم عن العمل بجميع المراحل الدراسية، الى حين توقيف الضابط وتقديمه الى المحاكمة العادلة.
لكن لجنة أمن الولاية سارعت في ذات اليوم الى عقد اجتماع مشترك ضم والي الولاية حامد التجاني هنون وقادة القوات الحكومية ومدير عام وزارة التربية والتوجيه ومدير مدرسة نيالا الثانوية، وتم الاعتذار للمعلمين وخرج الاجتماع بتشكيل لجنة محايدة لتقصي الحقائق حول الحادثة.
وأكد الوالي في تصريح عقب الاجتماع عدم التهاون في تطبيق القانون مع أي شخص كان، وإتخاذ القرار المناسب سيكون بعد إجراء التحقيق، ونبه إلى حرص حكومة الولاية على الاستقرار الأكاديمي وعدم التهاون لضياع ما تبقى من العام الدراسي.
وذكر أن الاعتذار الذي قدمته حكومة الولاية لا يعني غض الطرف عما جرى، بل سيتم إتخاذ الإجراءات القانونية بعد قرار لجنة التحقيق.
وأكد مدير شرطة الولاية اللواء محمد احمد الزين احتواء الموقف بإيقاف الضابط عن العمل ومحاسبته لسلوكه الفردي، بجانب إصدار شرطة الولاية بياناً قدمت فيه إعتذارها للمعلمين، فضلاً عن اعتذار رئاسة قوات الشرطة عبر المكتب الصحفي للشرطة.
وقال مدير الشرطة ان ما جرى من فبركة للفيديو يهدف الى بذر الفتنة وسط المجتمع ومحاولة إستغلالها.
فيما أعلن مدير عام وزارة التربية والتوجيه محمد الأمين مصطفي إنهم قبلوا إعتذار حكومة الولاية وقوات الشرطة بصدر رحب، وقال إن ما يجمعهم مع الشرطة تعاون وثيق خاصة الإمتحانات، حاثاً المعلمين الإلتزام بجداول العمل إبتداءً كالمعتاد.
وأوضح مدير مدرسة نيالا الثانوية بنين عمر محمد المصطفى أن ما جرى لهم لم يكن إعتقالاً أو إستجواب، لكن بحسب ما جاء في الفيديو فان رجال الشرطة ارغموا المعلمين على الركوب في السيارة وتوجهوا بهم الى القسم، وأضاف مدير المدرسة “لم يتم أعتقالنا، ركبونا الدفار، وأكرمونا، وأن ما جرى لم يكن إستجواباً أو تحرياً بل إبداء رأي، ومعرفة ما جري لنا، وفي الآخر اعتذروا لنا، ونحن تنازلنا عن فتح البلاغ”
فيما قال رئيس لجنة المعلمين بالولاية هاشم عبدالله زكريا لدارفور24 انهم تم ارغامهم على ركوب السيارات، واقتيادهم الى قسم الشرطة، لكنه رفض الادلاء بمزيد من التفاصيل، وقال ان اللجنة ستعقد مؤتمراً صحفياً يوم غد الخميس لتوضيح ما خُفي من ملابسات الحادث.