نيالا- دارفور24
يواجه اقليم دارفور نقصاً في الحبوب الغذائية هذا العام- بحسب المعلومات التي حصلت عليها دارفور24 من حكومات ولايات الإقليم- وذلك بنسب متفاوتة من ولاية الى أخرى، ففي جنوب دارفور كشف المدير العام لوزارة الزراعة والثروة الحيوانية “حماد محمد موسي” عن وجود فجوة غذائية ببعض محليات الولاية، وقال حماد لدارفور24 أن المخزون الإستراتيجي من الحبوب الغذائية- الذرة والدخن- بالولاية لا يتجاوز 20 الف طن، في حين تحتاج الولاية لنحو 30 ألف طن اضافية لسد هذه الحوجة، وذكر حماد ان حكومة الولاية رفعت طلباً للبنك الزراعي الحكومي لأجل توفير هذه الكميات لسد النقص.
 لكنه أشار الى أن وزارة الزراعة لازالت تجري مسحاً زراعياً لمعرفة حجم الانتاج الفعلي للموسم الزراعي الماضي واعداد تقرير متكامل عن الأمن الغذائي المتوفر بالولاية، وأوضح حماد ان في هذا الموسم تمت زراعة 5 مليون فدان من الحبوب الغذائية.
وحذرت منظمتا الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” والغذاء العالمي- الاسبوع الماضي- من التأثيرات المجتمعة في السودان الناجمة عن النزاع والأزمة الاقتصادية وضعف الحصاد للموسم الزراعي، وشددتا على أنها تؤثر بشكل كبير على إمكانية حصول الناس على الغذاء.
وقالت المنظمتان في بيان مشترك إنه من المرجح أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الحاد في السودان إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر المقبل.
في غضون ذلك أصدرت حكومة محلية بليل شرقي مدينة نيالا عاصمة الولاية قراراً قضى بمنع ترحيل الحبوب الغذائية إلى خارج المحلية، في خطوة للسيطرة على نقص الغذاء المتوقع في الأشهر المقبلة، وقال مدير عام وزارة الزراعة ان القرار صدر بسبب وجود فجوة بالمحلية، وهي تستوعبججج مخيمات النازحين واللاجئين من دولة جنوب السودان، وأن رؤية الوزارة تداول الحبوب الغذائية يكون داخل حدود الولاية دون غيرها.
وفي شرق دارفور أقرت وزارة الزراعة بعدم وجود مخزون غذائي  استراتيجي، وقال مدير عام قطاع الزراعة عثمان آدم جبريل ان مخازن الوزارة والبنك الزراعي خالية تماماً من الحبوب الغذائية.
وقال عثمان ان مؤشرات الأولية للمسح الزراعي بشرق دارفور غير مبشرة، حيث ان الأنتاج لا يتجاوز نسبة 60%.
في الأثناء قررت المنظمات العاملة في مخيمات النزوح بدارفور التوقف عن توزيع المواد الغذائية للنازحين، وقال القيادي البارز في مخيم كلمة “محمدين محمد عبد الله” ان المنظمات اخطرتهم بأنها ستبدأ توزيع مبالغ مالية لاسر النازحين في المخيم بدلاً عن المواد الغذائية، وذكر محمدين ان هذا القرار ستكون له عواقب كارثية على النازحين، لجهة أن أسعار الحبوب الغذائية ارتفعت بصورة كبيرة.
وذكر محمدين ان الانتاج الزراعي هذا العام متدني، وأضاف: حتى النازحين الذين استطاعوا التغلب على سوء الأوضاع الأمنية جاء انتاجهم متدني لا يكفيهم، وأوضح ان سعر جوال الذرة بلغ 35 ألف جنيه في المخيم الذي يبعد 17 كيلو متر عن مدينة نيالا عاصمة الولاية.
ويعد اقليم دارفور من المناطق ذات الانتاجية العالية للمحاصيل الزراعية المطرية خاصة الحبوب الغذائية “الذرة بأنواعها والدخن” والحبوب الزيتية “الفول السوداني والسمسم”
لكن رغم ذلك ارتفعت أسعار الحبوب الغذائية بالاقليم الى ارقام قياسية حيث بلغ سعر جوال الدخن بسوق الضعين 40 ألف جنيه وجوال الذرة 28 ألف جنيه، بينما سجل سعر جوال الدخن بأسواق مدينة نيالا ارتفاعاً بلغ 35 ألف جنيه،  والذرة الفتريتة 22 الف جنيه، والذرة الطابت 30 الف جنيه.
وأبدى مواطنون بشمال دارفور مخاوفهم من ارتفاع أسعار الحبوب الغذائية بأسواق مدينة الفاشر عاصمة الولاية، وقال المواطن آدم صالح لدارفور24 إن إرتفاع اسعار الحبوب الغذائية في الفاشر وفي شمال دارفور بشكل عام كانت متوقعة نسبة لسوء الأوضاع الأمنية التي شهدتها غالبية أرياف الولاية، لكن هذه الزيادات في مارس اي قبل حلول مايو فاقت التوقعات، وذلك ينذر بكارثة حقيقية- على حد قوله-
أما الحاجة نفيسة آدم وهي تاجرة في سوق المحاصيل فأكدت أن الأسعار باتت مخيفة، لكنها متوقعة لان الموسم الزراعي العام السابق كان فاشلاً بالإضافة إلى تأثير الآفات عليه، مشيرة إلى شكاوى الأسر من ارتفاع الأسعار البيوت، ونبهت إلى أن هنالك ارتفاعاً مضطرداً في أسعار الحبوب الغذائية هذه الأيام، في الوقت الذي بدأ بعضها يختفي من الأسواق خاصةً الدخن.
ويقول رب الاسرة “آدم موسى” إن الأسر كانت تلجأ للعصيدة كوجبة بديلة في حالة ارتفاع بقية المواد الاستهلاكية، لكن الآن باتت العصيدة وجبة مكلفة أكثر من بقية الوجبات الغذائية الأخرى بسبب ارتفاع أسعار الحبوب الغذائية بالاقليم.