نيالا- دارفور24
مرت اسبوعان ولا زال عمر ابكر دهوبة 66 عاماً منتظراً في عنبر الباطنية بمستشفى نيالا التعليمي لعله يجد العلاج لمرضه الذي أجبره على قطع مسافة 416 كيلو متر من منطقة “كفن دبي” الحدودية مع جنوب السودان الى مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور.

 

دهوبة قال لدارفور24 إنه قابل أطباء المستشفي قبيل اضرابهم بيوم واحد، وأخبروه بأنه يحتاج لتناول العلاج بالمستشفى لمدة ثلاثة أيام، ومن ثم يخرج من المستشفى الا إنه لا زال ينتظر برفقة 6 مرضى آخرين في ذات العنبر الذي يسع 15 سرير، بسبب اضراب الأطباء عن العمل، الذي استمر لأكثر من اسبوعين، للمطالبة بجملة حقوق مالية.

 

ويروي دهوبة معاناته مع المرض خلال فترة انتظاره في العنبر، ويقول انه يتحمل معاناة المرض والانتظار ويحدوه الأمل في عودة الأطباء لمزاولة عملهم كي يكتمل علاجه، ويضيف “العودة لكفن ديبي قبل اكتمال العلاج فيها مخاطر أكبر على حياتي خاصة أن الطريق سيغلق ببسبب الوعورة والخريف” وناشد حكومة الولاية بالتدخل لحل مشكلة الاطباء بالمستشفى.

 

جراء اضراب الأطباء الذي استمر لأكثر من اسبوعين ترك مئات المرضي والمرافقين عنابر المستشفى التعليمي واتجه ميسورو الحال منهم الى المرافق الصحية الخاصة، بينما لازم الغالبية فراش المرض في منازلهم ينتظرون مصيرهم، وبحسب أحد موظفي الاحصاء بالمستشفى فإن عدد المترددين على المستشفى في الوضع الطبيعي يبلغ 350 حالة باردة وأكثر من 150 حالة طارئة يومياً.

 

ودخل الاطباء والكوادر الصحية بمستشفى نيالا التعليمي في اضراب عن العمل منذ اسبوعين بعد ان فشلوا في انتزاع حقوقهم المالية من حكومة الولاية عبر المخاطبة الديوانية والوقفات الاحتجاجية.

احدي الوقفات الاحتجاجية بنيالا
احدي الوقفات الاحتجاجية بنيالا

ويطالب الأطباء والكوادر الصحية بتطبيق الهيكل الراتبي الجديد، وتحسين بيئة العمل، ودفع فروقات الهيكل الراتبي الجديد من شهر يناير، ودفع المتأخرات من بدل وجبة لأربعة أشهر سابقة، ودفع البديل النقدي منذ 2020م وحتي مايو الحالي، فضلاً عن بدل اللبس لأربعة أشهر، وفرق المنحة لعيد الفطر، وتثبيت العاملين المؤقتين، ومجانية العلاج للكوادر الصحية العاملة في الحقل الصحي.

 

إغلاق الطوارئ والحوادث

على الرغم من أن مستشفى نيالا التعليمي يعد المستشفى المرجعي بالولاية التي يتجاوز تعداد سكانها الاربعة مليون نسمة، الا أن اضراب الكوادر الطبية والصحية إمتدت آثاره الى أن بلغ الأمر اغلاق اقسام الطوارئ والحوادث وعدد من العنابر خاصة عنبر الولادة والأطفال والجراحة بالكامل، بينما يوجد 7 مرضى فقط في عنبر الباطنية.

عنابر المستشفى مغلقة
عنابر المستشفى مغلقة

في ظل هذا الوضع الذي يكتنف المستشفى لاحظ مراسل دارفور24 وجود احدي الكوادر الطبية داخل عنبر الأطفال الذي يقع في الجزء الشمالي للمستشفى، وقد غادره كل المرضى الذين كان يكتظ بهم في الأيام العادية، وعندما تحدث معها مراسل دارفور24 رفضت ذكر إسمها وأكدت عدم دخولها في الإضراب بسبب حالة إنسانية وانها ستظل تعمل رغم توقف زملائها إلى حين خروج ثلاثة أطفال مرضى، وصفت حالتهم بالجيدة، لكنهم لم يكملوا دورة العلاج.

العنابر مغقلة
العنابر مغلقة

ولاحظ مراسل دارفور24 خلال جولته داخل المستشفى غياب الكوادر الصحية والطبية، وطالب من تبقى من المرضى ومرافقيهم حكومة الولاية بالتدخل لمعالجة مشكلة الأطباء التي تدفعهم للاضراب، وتحسر- الحاج اسحق حمدو- المرافق لابنه المريض القادم من محلية كاس 84 كيلو متر غربي مدينة نيالا- لحال المستشفى، وأعتبر اضراب الأطباء منافياً للأخلاق والقيم والإنسانية، وقال ان مهنة الطب لا تتحمل التوقف الجماعي عن العمل، وقال- في الوقت ذاته- انه أنفق كل ما يملك لعلاج ابنه في كأس، وأتى الى المستشفى التعليمي لاكمال علاجه، ولا يستطيع دفع تكاليف العلاج في العيادات الخارجية.

 

وتقول “زينب” المرافقة لطفلتها المريضة “سدن” ذات 3 سنوات إن إضراب الأطباء أضر بالبسطاء وأصحاب الدخل المحدود، لجهة أن العلاج خارج المستشفى يكلف أضعاف تكاليف العلاج في المستشفى التعليمي، ووجهت نداء للأطباء بضرورة فك الإضراب مراعاةً للظروف الاقتصادية للمرضى.

 

إتهام إدارة المستشفى

في الاثناء نفت تنسيقية الصحية والطبية صلتها بإغلاق بعض اقسام المستشفى التعليمي، وأكدت إستثناء أقسام الحوادث وغرف الولادة ومراكز غسيل الكلي والحضانات والعناية المكثفة من الإضراب، وإتهمت التنسيقية إدارة المستشفى التعليمي بإغلاق هذه الأقسام في وجه المرضي، وجددت دعوتها للكوادر الصحية والطبية باستمرار الإضراب لتحقيق المطالب.

صمت حكومي

حاول مراسل دارفور24 الحصول على معلومات بشأن الإضراب بالمستشفى التعليمي والمؤسسات الصحية من حكومة الولاية ووزارة الصحة، لكنه محاولاته باءت بالفشل، وفي إتصال هاتفي وعد مدير المستشفى مراسل الصحيفة بمده بما لديه من معلومات بيد لم يف بوعده، وبعد مضي 24 ساعة أبلغ بانه تم إعادة فتح الطوارئ والحوادث دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول الجهود التي أسفر عنها اعادة فتح الطوارئ والحوادث.