نيالا- دارفور24

في مطلع يونيو المنصرم تلقت وزارة الزراعة بجنوب دارفور بلاغات من مزارعين بمنطقة ابوحمرة 90 كيلو متر شمالي مدينة نيالا عاصمة الولاية بوجود ديدان مجهولة داخل عبوات بذور الطماطم المستوردة من الولايات المتحدة الامريكية.

 

الوزارة استشعرت خطورة الأمر وطلبت من المزارعين مدها بنماذج من العبوات للوقوف على نوع الديدان، وقال مدير القطاع الزراعي بالولاية المهندس الزراعي محمد الشريف أحمد انهم تحركوا- على الفور- واتخذوا اجراءات وقائية تم بموجبها سحب كميات من المنتج من أسواق مدينة نيالا، بواسطة لجنة فنية مشتركة من وزارة الزراعة والمواصفات والمقاييس وإدارة الجودة والأجهزة الأمنية.

 

وأكد شريف أن اللجنة أثبتت وجود الديدان داخل العبوات، وتم إرسالها لمعمل البحوث الزراعية بولاية الجزيرة والذي أثبت كذلك وجود الديدان والتعرف عليها وتسمي “خنفساء الخابرة”

وأكد شريف خطورة خنفساء الخابرة على البذور وقدرتها على التآلقم مع أي مناخ وبيئة والتواجد في المخازن الأمر الذي يهدد التقاوى بجميع أنواعها، وقال ان لم يتم جمع هذه العبوات من الاسواق وأيدي المزارعين والسيطرة عليها ستسبب كارثة زراعية في الولاية.

 

وبحسب مصادر علمية فإن يرقات خنفساء الخابرة تحدث ضرراً بالحبوب والتقاوى المخزونة لقدرتها على ثقبها والتغذي على محتوياتها، ويمكنها أن تعيش في الثقوب والشقوق الموجودة بالمخازن لمدة 3 سنوات بدون غذاء.

 

وأوضح مدير قطاع الزراعة أن وزارة الزراعة توصلت للمورد الرئيسي لهذه البذور بالخرطوم، وتم ضبط كميات من العينات نفسها بحوزته، وذكر أنهم ينتظرون الآن تقرير لجنة مركزية لمعرفة كيفية دخول هذه التقاوي للسودان وإنتشارها في 5 ولايات.

 

وأكد شريف ان ادخال هذه البذور يلفت الإنتباه الى تآمر جهات خارجية لتدمير الإقتصاد الوطني عبر إدخال بذور تالفة ومزورة، وقال أن انتشار هذه البذور في 5 ولايات ينذر بكارثة في القطاع الزراعي، حيث لا يتوقف ضرر هذه الديدان على محصول الطماطم فقط وانما يتعداه لبقية المحاصيل الزراعية.

 

وذكر شريف أن فاكهة الجوافة البيضاء بجنوب دارفور تأثرت في السنوات الأخيرة بحشرة “الذبابة البيضاء” التي لم يعرف مصدرها حتي الآن، ونتج عن ذلك نقص في إنتاج الجوافة بمحلية مرشينج التي كان انتاجها يكفي حاجة الولاية والولايات المجاورة” وأضاف: لذلك من المتوقع أن تقضي “خنفساء الخابرة” على محصول الطماطم، ومن ثم الانتقال الى محصول آخر.

 

مضيفاً أن الإجراءات التي قامت بها وزارته غير كافية لتلافي آثار هذه البذور لجهة أن الطماطم تعد المحصول الثاني بعد البصل في المساحات المزروعة بالولاية وهو محصول نقدي للمزارعين، وحث الشريف تجار المراكز والخدمات الزراعية بجمع بقية البذور وايقاف زراعتها.

 

وقالت الخبيرة الزراعية نور الصادق ان دخول هذه البذور للبلاد بهذه الطريقة يكشف عن فوضى من قبل الجهات المختصة، وذكرت نور لدارفور24 ان هذه البذور دخلت البلاد من الجارة مصر عبر طرق غير رسمية بواسطة جوالات ومن ثم أُعيدت تعبئتها في عبوات “علب” قبل ادخالها الأسواق.

 

“نور” وهي تمتلك مركزاً لبيع البذور بمدينة نيالا أكدت وجود كميات كبيرة من هذه البذور في السوق لا زال التجار يحتفظون بها، ونبهت الى أن “خنفساء الخابرة” يمكن مكافحتها عبر المبيدات.

 

وطالبت- في الوقت نفسه- الحكومة بإكمال التحقيق مع الجهة التي استوردت هذه البذور ومحاسبتها بأعتبار أن هذه قضية عامة، اضافة الى معالجة الأخطار الناجمة عن إنتشار المنتج في 5 ولايات أخري.

 

ورجح مدير هيئة المواصفات والمقاييس فرع جنوب دارفور المهندس الضو أدم عبدالله دخول هذه البذور بطريقة رسمية عبر مطار الخرطوم في مارس الماضي.

 

وقال ان لجنة التحقيق تجري تحرياتها الآن لمعرفة كيفية دخول هذه البذور الى البلاد، قبل إجراء الحجر الزراعي وإستخراج شهادات الإنبات والجودة وفحص المستندات.

 

وقال ان دخولها للولاية كان عبر “النافذة الموحدة” وهي مسؤولية وزارة الزراعة وهيئة المواصفات والمقاييس في حالة وجود مشاكل تستدعي التدخل.

 

وكشف الضو عن وجود كميات من هذه البذور بحوزة المزارعين ويجري العمل على جمعها وتعويضهم من قبل المستورد، مبدياً أسفه لإختفاء كميات سيتضرر منها المواطن والبلاد.