نيالا- دارفور 24

 

وصف سكان محلية عد الفرسان ان الفجوة الغذائية التي يعانوها بالكارثية، ويقول المواطن موسي محمد لدارفور24 شح الحبوب الغذائية أدى الى ارتفاع اسعارها الى أن بلغ سعر جوال الذرة 50 ألف والدخن 70 ألف جنيه واصفاً حالة المنطقة بالكارثية في حالة عدم تدخل المنظمات لإغاثة الأهالي الذين لا يملكون مبالغ لشراء الغذاء من السوق.

وحذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قبيل أشهر من أن السودان سيواجه أزمة حقيقية في الغذاء وتعرض أكثر من 13مليون سوداني للمجاعة.

 

وفي ظل هذه التحذيرات بدأت الإستعدادات للموسم الزراعي بولاية جنوب دارفور غربي السودان الذي يُعول عليه في تقليل مخاطر المجاعة المتوقعة من المنظمة الدولية في غضون ذلك أكدت تقارير صحفية وجود فجوة غذائية في عدد من محليات الولاية ابرزها محليتي برام وعد الفرسان.

 

وأقر مدير عام وزارة الزراعة والثروة الحيوانية جنوب دارفور حماد محمد موسي لدارفور24 بأن أكثر من 12محلية تعاني من الفجوة الغذائية، وتحتاج لتدخل المنظمات وشركات الدقيق لتغطية العجز في الغذاء الذي يبلغ 25% في الوقت الذي أكد فيه طلبت فيه حكومة الولاية لأكثر من 30 الف طن من الإحتياطي الإستراتيجي بجانب تصديق البنك الزراعي على مد الولاية ب 50 الف طن من الذرة.

 

ورغم ناقوس الخطر الذي دقته المنظمة الأممية المعنية بالأمن الغذائي والمعاناة التي تواجه سكان عدد من المحليات هذه الأيام في الحصول على الغذاء، الا أن استعدادات الولاية للموسم الزراعي الحالي جاءت متأخرة، وقال مدير عام وزارة الزراعة حماد حامد موسى ان التقاوي الزراعية لم تصل الولاية من الخرطوم في المواعيد المحددة لتوزيعها للمزارعين في الوقت المناسب، وقال حماد أن هذا التأخير دأبت عليه الوزارة الإتحادية في كل عام الأمر الذي يأثر على نجاح المواسم الزراعية.

وتسعى حكومة جنوب دارفور لحل مشكلة تأخير التقاوي المتكررة سنوياً بتوطين التقاوي عبر مزارع نموذجية بدأت قبل ثلاث سنوات عبر التقانات الحديثة، وقال مدير عام الوزارة ان مساحات المزارع النموذجية بدأت بمائة ألف فدان وتوسعت لتصل الى 500 ألف فدان هذا العام.

 

ووصف مزارعون بمنطقة “أمكي سارا” 20 كيلو متر شمال غربي مدينة نيالا دور وزارة الزراعة بالولاية بالسلحفائي، وأشاروا إلى التأثير المباشر لتأخير التقاوي على الإنتاج في نهاية الموسم.

 

وقلل المزارع إدريس أبكر من دور الوزارة ومساهمتها في رفع الإنتاج المزارعي بالولاية، وقال لدارفور24 انه يعمل في حرفة الزراعة منذ 25 عام، ولم يجد أي دعم من الوزارة، وأضاف: لم أحصل يوماً على محراثٍ أو بذرة واحدة فقط نسمع بذلك الدعم عبر الإذاعة.

في وقت أكد مدير عام الوزارة ان وزارته اعادة صيانة الآليات منذ وقت مبكر، وتم توزيعها جغرافياً عبر محليات الولاية المختلفة لتساهم في زيادة الرقعة الزراعية في هذا الموسم من 8 مليون فدان إلى 10مليون فدان، وقال حماد أن وزارته بصدد توزيع 30 الف جالون جازولين زراعي بسعر مخفض، فيما قال مزارعو مناطق غرب نيالا الوزارة تآخرت كثيراً في توزيع التقاوي والوقود.

 

وإتهم محمد عبدالله بكر من قرية “منصورة” 36 كيلو متر غربي نيالا الوزارة بالتلكؤ في توزيع التقاوي، وتوزيع الآليات بصورة غير عادلة مما يؤخر بداية حرث الأرض، ويؤدي الى ضعف الإنتاج في نهاية الموسم.

 

وأضاف”نزرع الآن بالآليات التجارية، بتكاليف باهظة بسبب غياب الدور الحكومي حيث بلغ سعر حراثة الفدان بين 20- 25 الف جنيه حسب نوعية الأرض.

 

لكن رغم مخاوف المزارعين الا أن مدير عام الوزارة توقع نجاح الموسم الزراعي الحالي بإنتاجية عالية، وإستمرار هطول الأمطار حتي أكتوبر المقبل، وحل أزمة الغذاء التي حذرت منها المنظمة الدولية.

 

وفيما يتعلق بتحضيرات الوزارة لمجابهة الآفات الزراعية التي تداهم المحاصيل الزراعية في كل موسم، وقال مدير إدارة وقاية النباتات حافظ ابوبكر لدافور24 ان الوزارة بحوزتها الآن 3 آلاف لتر من المبيدات بالاضافة 7 آلاف لتر أخرى تم التصديق بها من قبل الحكومة المركزية، ستكون كافية لمكافحة كل انواع الآفات الزراعية المتوقع ظهورها خلال الموسم الزراعي، ناشد حافظ المزارعين بضرورة إبلاغ المفتشين الزراعيين بالمحليات في حالة ظهور أية آفة زراعية للتعامل معها مبكراً.

 

وتوفر إدارة وقاية النباتات القومية سنوياً المعدات اللوجستية “المبيدات وطائرات الرش” للقضاء على الآفات الزراعية التي تسبب دماراً إقتصادياً، في حال لم تكافح في الوقت المناسب لتأمين الموسم الزراعي.

 

وتواجه المواسم الزراعية بدارفور تحديات اضافية تتمثل في عمليات التأمين، حيث ترتفع في كل موسم التوترات والنزاعات بين المزارعين والرعاة، الأمر الذي قد يتسبب في اعاقة العمليات الزراعية او الحصاد في أية ممطقة تشهد مواجهات بين الطرفين.

 

لكن لجنة أمن الولاية ظلت تضع خططاً أمنية لتأمين الموسم الزراعي، تشمل فتح المسارات والمراحيل ونشر قوات في مناطق الهشاشة الأمنية، ويقول مدير عام شرطة جنوب دارفور اللواء محمد أحمد الزين لدارفور24 انهم أجازوا خطةً لتأمين الموسم الزراعي بقوة مشتركة من الشرطة والجيش والدعم السريع تستمر لمدة ثلاثة أشهر، وتم تنفيذها على مستوى المحليات، بترسيم المسارات والمراحيل والصواني.

 

الا أن أصوات الرعاة بدأت تعلو بالشكوى من ضيق المراحيل واغلاقها بواسطة المزارع في عدد من المناطق، وانتشر في اليومين الماضيين فيديو يشكو فيه أحد الرعاة من عدم وجود مسارات لعبور البادية من الجنوب الى الشمال، وناشد حكومة الولاية بالتدخل قبل أن تحدث مشكلة تهدد الموسم الزراعي.