وجدي صالح : تشكيل الحُكومة في الوقت الراهن “مستحيل”.

الخرطوم : دارفور 24

كشف الناطق بإسم قِوى الحُرية والتغيير ـ المجلس المركزي ـ وجدي صالح،عن أهم بنود “الإعلان الدستوري” المزمع اجازته الاسبوع القادم.

وقال “وجدي صالح” في مقابلة أجرتها معه دارفور 24 إنّ الإعلان الدستوري الجديد يتضمن مقترحات حول شكل الدولة السُّودانية وهياكل السُلطة الانتقالية وتأسيس المجلس التشريعي وصلاحياته،مشيرًا إلى أن كافة هذه البنود سيتم عرضها على كُتل قوى الثورة للتوافق عليها ومن ثمَّ اجازتها.

وأكَّد “وجدي صالح”،إنّ تشكيل حُكومة في ظل الانقلاب العسكري القائم أمر مستحيل ولايُمكن حدوثه،وأن تحالف الحُرية والتغيير لن يقبل بعد كلما قدمته ثورة ديسمبر المجيدة من شهداء أن يُحدد قائد الانقلاب “عبدالفتاح البرهان” شكل الحُكومة القادمة ومواصفات رئيس الوزراء وهياكل السُلطة. وتابع :”الموافقة على تشكيل الحكومة الآن يعني الانخراط في شراكة جديدة يرأسها الانقلابيين الخمسة”.

وفي الـ4 من يوليو الماضي أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي،الفريق أول عبدالفتاح البرهان،بيانًا مفاجئًا أعلن عبره انسحاب الجيش من الحوار الذي ترعاه الآلية الثلاثية وترك المجال للقوى السياسية لتشكيل حكومة كفاءات،يتم بعدها حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للأمن والدفاع على أن تحكم الحكومة المدنية البلاد حتى نهاية الفترة الانتقالية.

وأوضح “صالح” أن الاولوية في هذه المرحلة ليس تشكيل الحُكومة بل توحيد قوى الثورة التي يعمل فلول النِظام البائد ومُعاونيهم في الأجهزة الأمنية على تفتيتها وصناعة الخُطط والمؤمرات حيثُ تشهد كافة مؤسسات الدولة عودة “الفلول” بكثافة مؤخرًا.

وتابع :”نحن نعلم من يقف خلف مايحدث،لدينا معلومات كافية تجعلنا قادرين على تحديد من هو العدو الحقيقي”؛لذلك فإن قوى الحُرية والتغيير لن تخوض أيَ معارك جانبية ولن تتقاتل مع قوى الثورة مهما تباينت الرؤى فالمعركة واحدة هي اسقاط الانقلاب واقامة الدولة المدنية.

مستنكرًا الحديث عن تراجع شعبية تحالف قوى الحُرية والتغيير الذي بدا واضحًا عقب تنظيمها مواكب احتجاجية رفضًا للنزاع القبلي الذي شهده اقليم النيل الأزرق مؤخرًا اطلقت عليه (السُّودان الوطن الواحد)، بقوله :”تحالف الحرية والتغيير لم يتأكل كما يزعمون وإنما ازداد قوةّ وتماسكًا رغم انسلاخ الحزب الشيوعي وبعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام”.

مقرًا بارتكابهم العديد من الاخطاء منها فشلهم في تأسيس المجلس التشريعي مطلع الفترة الانتقالية موضحًا أن تحالف الحرية والتغيير لم يعد الممثل الوحيد للثورة كما السابق،”هُناك قوى عديدة تُمثل الثورة الآن”. وأضاف : وحدة هذه القوى الضامن الوحيد لسقوط الانقلاب.

واتهم “وجدي صالح” فلول النِظام البائد وما اسماها بـ “قوى الانقلاب” بإشعال النزاع القبلي الذي شهده اقليم النيل الأزرق مؤخرًا وأن ماحدث ليس سوى امتداد للاحداث الدامية التي يشهدها اقليم دارفور وشرق السُّودان بين الحين والآخر.وزاد :”التحالف القائم الآن بين فلول النِظام البائد والانقلابين يسعى جاهدًا للعودة إلى الحُكم مرة أُخرى وبشتى الطرق”.

مستدًلا بظاهرة الانفلات الأمني التي شهدتها العاصمة الخرطوم وبعض الولايات سابقًا بقوله : “ظاهرة 9 طويلة التي نشرت الذعر بين المواطنين سابقًا اختفت تمامًا دون تدخل رادع من الاجهزة الأمنية ما يُشير إلى أنها ايضًا واحدة من الأدوات التي اُستخدمت لزعزعة الانتقال”.لافتًا إلى احتماء اتباع النظام البائد بقائد انقلاب لـ25 من اكتوبر “عبدالفتاح البرهان” وهذا الامر بات معلومًا للجميع.

وقال “وجدي صالح” إنّهم في قوى الحُرية والتغيير على يقين تام باسقاط جماهير الشعب السُّوداني التي ظلت متواجدة في شوارع لـ(9) أشهر متتالية الانقلاب.

وفي رده على ماورد في تحقيق عن تهريب الذهب السُّوداني إلى روسيا بثته (سي إن إن) أثار جدلاً واسعًا قال “صالح” إن الدولة بأكملها مختطفة ولا توجد مؤسسات لتتبع هذه الأموال المنهوبة سواء كانت ذهبًا أو غيره فالسودان مليء بالمعادن وليس الذهب فقط. وتابع : “غير متفاجئ بماورد في التحقيق بحكم عملي السابق في لجنة إزالة تمكين النظام البائد،نعم المعلومات صادمة لكنها حقيقية ومحاولة تكذيبها أشبه بتغطية الوجه بالغربال”.