الخرطوم- دارفور 24
أكَّد رئيس المجلس الإستشاري للطب الشرعي بوزارة الصحة الاتحادية دكتور عقيل سوار الذهب عدم التراجع عن تشريح ودفن الجثامين مجهولة الهوية بمشارح العاصمة الخرطوم.

 

وقال سوار الذهب- في مؤتمر صحفي بوكالة الأنباء السودانية “سونا” ظهر الاثنين- إنهم سائرون في تنفيذ المهمة وتشريح ودفن الجثامين وفقاً للأخلاق الطبية ولن يوقفهم شئ.

 

وأعلن “17” جسماً من ضمنها تجمع أسر المفقودين ومبادرة مفقود ولجنة أطباء السودان المركزية ومحامو الطوارئ ومنظمة أسر الشهداء رفضهم الكامل لدفن الجثامين دون اتباع البروتوكولات الدولية، واستجلاب فريق دولي متخصص نظراً لفقد ذوي الضحايا الثقة في مؤسسة الطب العدلي لتورطها في اعطاء معلومات كاذبة لأسرتي الشهيدين “قصي حمدتو، وحسن عثمان أبو شنب” وتزوير تقارير التشريح للشهيدين “بهاء الدين نوري، ومحمد اسماعيل ود عكر”.

 

وحمّل “سوار الذهب” القرار الصادر من هيئة الطب العدلي بالصحة الاتحادية بتوجيه من لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص- لجنة المفقودين- بعدم دفن الجثامين، مسؤولية تكدسها في المشارح بالعاصمة وتفاقم اعدادها من “300” إلى “3” آلاف جثمان.

 

وقال استشاري طب الاسنان الشرعي دكتورخالد محمد خالد إنّ عملية ترشيح ودفن الجثامين المقرر البدء في تنفيذها 25 سبتمبر الماضي تم تأجيلها لمزيد من التشاور مع أسر المفقودين لفترة محددة.

 

ونظمت مبادرة مفقود بالتعاون مع تجمع أسر المفقودين وقفة احتجاجية أمام النيابة العامة- أمس الأحد- رفضاً لقرار النائب العام المكلف بدفن الجثامين مجهولة الهوية.

 

وشددت ممثل أسر المفقودين السيدة “سمية بن عوف” في تصريحات صحفية سابقة على اصرار اسر المفقودين على عدم الدفن بواسطة اللجنة المكلفة لعدم ثقتهم في مؤسسة الطب العدلي، مطالبين باستجلاب فريق خبراء اجنبي محايد.

 

ووصف دكتور خالد اتهام مؤسسة الطب العدلي ككل بعدم المصداقية بأنه غير منطقي ومقبول، وقال إنه لا ينكر وجود اطباء فاسدين تسبووا في اعطاء معلومات مضللة عن بعض الشهداء والمفقودين، ولكن هناك اطباء ساهموا في اكتشاف والعثور على جثامين العديد من المفقودين، وتابع: بقاء الجثامين في المشارح أكثر من ذلك طمس للحقيقة بصورة أكبر.

 

وتخوف استشاري الطب الشرعي والسموم دكتور محجوب بابكر من تفشي مرض الطاعون في المناطق القريبة من المشارح، وقال إن مشرحة بشائر المأهولة بفأر (الجقر) جراء تكدس الجثث لسنوات تبعد “100” متر فقط من غرف العمليات و”250″ متر من مركز خاص بغسيل الكُلى.

 

ولفت إلى أنه بات من المستحيل إيجاد “23” مفقود ضمن الـثلاثة آلاف جثة بالمشارح.

 

وقال مدير مشرحة أمبدة دكتور محمد أحمد الشيخ إن المشرحة التي تم افتتاحها في الـ23 من سبتمبر الماضي استقبلت خلال “3” أيام فقط “10” جثامين مجهولة الهوية.