نيالا- دارفور24

تضاربت روايات طرفي الأحداث الدامية في محلية بليل بولاية جنوب دارفور  ازاء حصيلة الضحايا من القتلى والجرحى اضافة الى اختلاف روايات أسباب القتال الذي اندلع فجر الجمعة بعد توتر شهدته المنطقة بحر الاسبوع الماضي وأوقع حتى اللحظة 11 قتلى و22 جرحى من الجانبين وفقاً لبياني أبناء الداجو ومنسقية الرحل وتصريحات مدير شرطة ولاية جنوب دارفور.

 

ففي الوقت الذي وصف فيه أحد قادة المنطقة “عبدالبادي محمد ابكر ” الأحداث بأنها نتيجة لسلة اعتداءات وأعمال نهب نفذها مسلحون من قبيلة الرزيقات ضد أفراد من قبيلة الداجو  مستقلين مركبات وعتاد حربي حكومي جراء العلاقة المتوترة بين الرعاة والمزارعين منذ بدء الحصاد في منتصف نوفمبر.

وقال عبدالبادي لـدارفور24 ان مسلحين من الرزيقات أطلقوا النار على سائق “تكتوك” وشخص برفقته مساء الأربعاء بالقرب من قرية “أموري” فقتل الأول وأصيب الثاني في أعقاب اتهامات متبادلة بسرقة أبقار من الجانبين.

 

وأضاف أبكر “في يوم الخميس بدأ مسلحون بالتوافد من خارج المنطقة على سيارات دفع رباعي معلومة الهوية قبل ان يشنوا هجوماً على عدة قرى فجر الجمعة واحراق البعض الآخر “.

وكشف أبكر عن ان القوات الحكومية التي أرسلت الى المنطقة قبل وقوع أحداث الجمعة عجزت ان تدحر الهجوم الذي تعرضت له القرى،  واكتفى قادتها بترجي المهاجمين عن إحراق المنازل بعد أن تراجعوا أمام كثافة نيران الرزيقات.

 

وقال في ذات الوقت عضو منسقية الرحل بولاية جنوب دارفور عبدالرحمن الجنيدي لـدارفور24 ان الأحداث التي شهدتها محلية بليل بدأت جنائية وكان بالامكان احتوائها اذا ما اتبعت الطرق القانونية في محاولة إلقاء القبض على الجناة الذين أطلقوا النار على قاتلي سائق التكتوك.

 

وقال الجنيدي ان قوة من حركة تحرير السودان التي يرأسها عضو المجلس السيادي الهادي ادريس- من ابناء المنطقة-  تتبعت أثر الجناة وعندما فقدوا أثر الجناة أطلقت النار على رعاة للماشية مما أدى الى مقتل اثنين صغيري السن ورجل سبعيني في طريق عودتهم مما أثار حفيظة اهلهم وربما كان هجومهم نتيجة ردة فعل على مقتل الرعاة والرجل السبعيني، لكن عضو  بارز بالحركة تحدث لـدارفور24 طالباً حجب هويته نفى علمه بتدخل عناصر من الحركة في النزاع.

وتظاهر المئات من ذوي الضحايا أمام مقر حكومة ولاية جنوب دارفور  حاملين جثث القتلى إليها ورددوا هتافات ضد الوالي حامد التجاني تقول “الوالي ياكذاب، وينو السلام وينو، وإلينا زول فاشل، والناس هناك بتموت”  واتهموه بالتقاعس عن حماية اهلهم بعد علم حكومته بالتوترات الأهلية قبل وقت كاف لوقوعها،  لكنها لم تفعل شيئاً حيال التوتر المتصاعد قبل انفجاره.

 

بيد أن قائد الجيش بالفرقة 16 مشاه اللواء ياسر فضل الله تعهد امام المحتجين بمواجهة كافة المسلحين، واعادة الامور الى نصابها بمحلية بليل، لكنه استدرك حدوث ذلك بالقول ان الامر يحتاج مسوق قانوني كاعلان حالة الطوارئ بالمنطقة “وهو ما حدث بالفعل، اذ اصدر الوالي امر طوارئ بالمحلية بعد ساعتين من ذلك حظر بموجبه التجوال بين الساعة السادسة مساء الى السادسة صباحاً دون تحديد موعد انتهائه، وفوض القوات النظامية، باتخاذ كافة التدابير والاجراءات الضرورية لحسم التفتات الامنية حسب لغة البيان.

 

وتشهد مناطق عديدة بولايات دارفور نزاعات سنوية خلال موسم الحصاد بين الرعاة والمزارعين بسبب الاحتكاكات المتكررة في حِمى المزارع التي يطالب أصحابها الرعاة الابتعاد عن المزارع، فيما يطالب الرعاة المزارعين السماح لمواشيهم الرعي على الاعشاب التي توفرها الزرائب والحظائر التي تجاور المزارع لكثافتها وصلاحية رعيها.