نيالا- دارفور24

رياضة الفروسية أضحت واحدة من الرياضات التي يُعتمد عليها لاعادة التلاحم المجتمعي الى سكان جنوب دارفور نسبة لما تحظى به من جماهيرية طاغية بالاقليم.

 

فمجرد الاعلان عن تنظيم سباق للخيل في أي بقعة بدارفور يتدافع الآلاف من كل قرية ومحلية وولاية ليشهدوا فعاليات السباق التي لا تخلو من أنشطة واجتماعية أخرى مثل الرقصات الشعبية لمختلف القبائل المشاركة.

 

كل هذا الزخم شهدته- السبت الماضي- منطقة ام جناح بمحلية عد الفرسان التي تبعد 65 كيلو متر غربي مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، عندما دشنت نشاط ناديها لسباق الخيل بعد توقف دام 20 عاماً. احتفال منطقة “ام جناح” بعودة النادي جاء برعاية مدير عام شرطة المرور بالسودان بن المنطقة الفريق شرطة نصر الدين محمد عبد الرحيم، وتشريف والي جنوب دارفور بالانابة واعضاء لجنة أمن الولاية.

وكان المشهد الاجتماعي الأبرز في هذه الفعالية هو تواجد عدد من زعماء القبائل وأعيان المناطق بعدد من محليات الولاية، فكان ناظر بني هلبة يتوسط زعماء قبائل الفلاتة والترجم والمساليت القِمِر وغيرهم، وهو مشهد تكرر الاسابيع الماضية في عدد من محليات الولاية عبر مهرجانات وسباقات للخيول وزيارات متبادلة بين القبائل تصب جميعها في تعزيز التماسك بين المكونات الاجتماعية.

 

فجمعت محليات تلس الكبرى بين الفلاتة والمساليت في زيارة رد الجميل التي ابتدرها شباب الفلاتة من محلية تلس قبل عدة أشهر، واستضافت منطقة الملم 110 كيلو متر شمالي مدينة نيالا- الجمعة الماضية- قبائل شمال الولاية والمحليات الجنوبية من ولاية شمال دارفور، وتستعد كذلك عدد من المناطق لتنظيم مهرجانات مماثلة، ابرزها مهرجان الفروسية والتراث بمنطقة “الشويب” الذي تجري فعالياته اليوم الثلاثاء، ومن ثم ينتقل المهرجان الأكبر يومي الخميس والجمعة المقبلين الى عاصمة الخيول والفرسان محلية عد الفرسان 88 كيلو متر غربي مدينة نيالا.

 

مهرجان ام جناح تم فيه تدشين نادي المنطقة لسباق الخيل بعد توقف استمر 20 سنة، ليضاف الى أندية نيالا الثلاثة لسباق الخيل، وقال رئيس النادي الهادي محمد عبد الرحيم ان انطلاقة موسم السباق بنادي ام جناح سيسهم في تعزيز التواصل بين المكونات السكانية بمحلية عد الفرسان وغيرها من سكان المحليات المجاورة، وذلك عبر مشاركة خيول من مناطق مختلفة في الولاية، والتي ستصل الى مضمار السباق برفقة جماهيرها ومشجعيها.

 

حكومة جنوب دارفور ظلت تراقب وتدعم ما تنظمه المجتمعات المحلية من برامج معززة للسلام الاجتماعي بالولاية، وهي مرحلة بلغتها الولاية بعد تشظي واحتراب واقتتال بين القبائل، وقال والي الولاية بالانابة بشير مرسال خلال مخاطبته المهرجان ان حكومة الولاية تشجع تنظيم هذه الانشطة والمهرجانات لجهة أنها تسهم في استقرار الأمن وتُعيد اللُحمة والترابط بين القبائل، وأكد ان البرامج الثقافية والرياضة هي الأقرب إلى نفوس الناس، ويمكنها ان تحقق ما تصبوا إليه حكومة الولاية والمجتمعات من وحدة وأمن واستقرار.

 

بعودة نادي ام جناح لسباق الخيل أصبحت ولاية جنوب دارفور تضم أربعة اندية هي “نادي البحير، ونادي نيالا، والنادي القومي، ونادي ام جناح” وهي أندية تحظى بجماهيرية جارفة، وظلت ترفد رياضة الفروسية بالبلاد بالكثير من الخيول للسباقات القومية، وتعهد الفريق شرطة نصر الدين محمد عبد الرحيم بدعم اندية الفروسية بجنوب دارفور، لتقوم بدورها في الرياضي الثقافي الاجتماعي، وقال ان الخيول التي تذخر بها جنوب دارفور تعد ثروةً اقتصاديةً يجب المحافظة عليها وتطويرها.

وتقول اللجنة المنظمة ان المهرجان حقق اهدافه المصاحبة لتدشين نشاط نادي ام جناح لسباق الخيل، وذلك من خلال التفاعل المجتمعي الذي حظي به المهرجان وتدافع المواطنين من مناطق مختلفة بمحلية عد الفرسان والمحليات المجاورة والرقصات الشعبية والتراثية التي انخرطوا فيها قبيل بدء سباق الخيل وبعده.