تقرير:دارفور24

” نسابق الزمن، لإعادة ترميم مساكننا، التي دمرها فيضان العام الماضي، بعد انتظار طويل لمساعدات وعدتنا بها المنظمات الا انها لن تأتي بعد”.

بهذه العبارة تروي نور الشام ابكر النازحة في معسكر كلمة للنازحين في ولاية جنوب دارفور،قصتها مع  السيول الفيضانات التي دمرت منزلها المتهالك في سنتر (9) بمعسكر كلمة للنازحين العام الماضي.

وقالت نورالشام ذات ثلاثة ربيعا و ام لخمسة اطفال، (دارفور24) “ان في احد الليالي العاصفة في شهر أغسطس من العام 2022، سمعنا صرخات استغاثة تأتي من بعيد وعندما خرجنا وجدنا مياه الفيضان تتدفق في شوارع المخيم”، و اضافت أيقظت اطفالي و هربنا الى التلة “مسار خط  سير القطار على السكة حديد” حيث تجمع النازحين هناك.

واجتاحت السيول في يوم 23 أغسطس 2022م معسكر كلمة للنازحين بولاية جنوب دارفور ، وخلّفت دماراً هائلاً في المنازل والمرافق العامة. 

وقالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور إن الأوضاع الإنسانية والصحية في معسكرات النازحين، سيئة للغاية جراء الأمطار الغزيرة التي تسبب في إنهيار المنازل، وتأخير صرف الحصص الغذائية التي تأتي من برنامج الأغذية العالمي لمدة ثلاثة أشهر، الأمر الذي خلق أوضاعا إنسانية وصحية، صعبة ومتردية للغاية.

وأوضحت في بيان انهيار نحو 7000 منزل في معسكر كلمة بجنوب دارفور بينما تضررت عدد من المرافق الصحية والخدمية.

و أعلنت اللجنة العليا للطوارئ ولاية جنوب دارفور في ذات الشهر، الولاية منطقة كوارث، حيث قتل أكثر من 20 شخصا بسبب السيول التي اجتاحت 11 محلية ودمرت جزءا من سد أم دافوق. وبلغ عدد الأسر المتأثرة 30225 أسرة وانهار 9229 منزلاً، وغمرت المياه حوالي 300 فدان من الاراضي الزراع

وتابعت نور قائلة  “عقب السيول تم تسجيل كل المتضررين من قبل المنظمات، لتقديم المساعدات الهينة لهم من مشمعات و خيم، الا اننا مازلنا ننتظر حتي الان و لم نتلقى شئ”، مضيفة تعمل بالأجرة اليومية لتوفير قوت الأولاد و لا استطيع اعادة بناء منزلي الذي ترونه مهدم امام، فقط تمكنت من إعادة بناء راكوبة صغيرة تغني و اطفالي من حر الشمس.

مع اقتراب موسم الأمطار الذي يبدأ عادة في شهر يونيو، استشعرت الشام الخطر و تذكرت المعاناة مع فيضان العام الماضي، لذا بدأت في إعادة بناء منزلها، استعدادا لموسم الأمطار القادم الذي يستمر حتى شهر أكتوبر.

و يشكو متضررو السيول من الإهمال والغياب الرسمي عن متابعة أوضاعهم على المستويين المركزي والمحلي، وشح الخيام والطعام والدواء وغياب المساعدة العينة التي تساعدهم في اعادة بناء مساكنهم.

علي أبو بكر، النازح في معسكر كلمة من الذين فقدوا كل ما يملكون قال إن “أكثر ما يفتقدونه هو مواد الإيواء والغذاء والناموسيات والمعينات الصحية، لأن معظم الأسر مازالوا يعيشون في العراء يستظلون بأي شيء متاح وتهددهم الأمطار مع اقتراب الموسم القادم “.

وحسب الأمم المتحدة، بلغ  عدد المتأثرين بالأمطار والسيول في السودان، خلال العام 2022 إلى نحو 350 ألف شخص، حيث تصدرت ولاية جنوب دارفور الولايات الأكثر تضررا بنحو 80 ألف شخص. 

 

 

*المصدر: مكتب تنسيق الشؤون الانسانية “اوتشا” السودان.

 

وبحسب ما ورد من معلومات ، فقد الناس أكثر من 4800 رأس من الماشية ، وتضرر أكثر من 12100 فدان (حوالي 5100 هكتار) من الأراضي الزراعية بسبب الفيضانات ، مما سيؤدي إلى تفاقم المستويات المقلقة بالفعل من انعدام الأمن الغذائي التي يواجهها الناس في جميع أنحاء البلاد.