دارفور24:وكالات

أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن قلق بالغ إزاء تعطل الخدمات الصحية بسبب اندلاع القتال في السودان مما يعرض حياة نحو 220,000 امرأة حامل للخطر.

وفيما عرقل القتال العنيف تقديم الدعم الإنساني وأدى إلى تضرر عشرات المستشفيات وخروجها عن الخدمة، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على تقديم الخدمات- عبر الهاتف- مثل الخدمات الإرشادية والتطبيب عن بعد.

ويناشد الصندوق الأممي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع احترام القانون الإنساني الدولي وعدم استهداف المرافق الصحية والمدنية.

وحث الطرفين على إلقاء السلاح ووقف العنف والدخول في حوار من أجل استعادة السلام في السودان.

أخبار الأمم المتحدة أجرت حوارا مع السيدة ليلى بكر المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للحديث عن آخر تطورات الوضع الصحي في السودان.

بداية سألنا السيدة بكر عن الجهود التي يقوم بها الصندوق لمساعدة المحتاجين للخدمات الصحية وخاصة النساء الحوامل في ظل هذا التردي في الوضع الصحي في السودان؟

ليلي بكر: للأسف، الوضع القائم الآن لا يسمح بالتدخل المباشر. لا يسمح القتال لأي تدخل من الأمم المتحدة بما في ذلك الصندوق، ولكن من ناحية المساعدات لدينا خط سريع يمكن الاتصال عبره بخدمة طبية وتلقي التعليمات اللازمة للولادة الآمنة طالما لا يوجد أي نوع من التأثير السلبي على حياة الطفل أو الأم.

تواجه النساء خطرا على حياتهن وعلى حياة أطفالهن وعائلاتهن. تتفاقم الاحتياجات بشكل سريع في ظل الظروف الحالية

للأسف، أول أمس كانت هناك امرأة حامل اضطر أهلها لنقلها إلى المستشفى، وفي الطريق إلى المستشفى حدث اشتباك وأصيبت برصاصة. من خلال خدمة التدخل السريع في المستشفى- والتي يتم توفيرها عبر الهاتف- تدخل الصندوق وتمكن من المحافظة على حياة الطفل، ولكن للأسف توفيت الأم.

نحن قلقون على هذا الوضع وأزمة المستشفيات والنقص في الأطباء ومقدمي الخدمة الطبية حتى لو كان المستشفى قائما ويعمل في ظل هذه الظروف. ونتمنى ونطلب من جميع الفصائل التوقف عن القتال والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

أخبار الأمم المتحدة: هل لديكم فرق طبية على الأرض تعمل مع السلطات الصحية لتقديم الخدمات الصحية للمتأثرين؟

ليلي بكر: فقط من خلال الحكومة ومن خلال الكوادر الطبية الوطنية ولكن لا يسمح الحال بالتحرك وهذا الذي يجعل الوصول صعباً. الآن لا يوجد أي نوع من المساعدات الطبية إلا بالحالات النادرة وفي المناطق الآمنة وهي مناطق يصعب الوصول إليها إلا عبر الهاتف فقط.

أخبار الأمم المتحدة: هناك مناشدات بالتدخل العاجل وخاصة في ظل نفاد المواد الطبية ما هي الحلول في هذه الحالة؟

ليلي بكر: تبدأ الحلول من وقف القتال أولاً، وثانياً الحفاظ على كل الكوادر الطبية والمستشفيات والمراكز الطبية واحترام القانون الدولي في عدم إصابة أي شخص يعمل في الكادر الطبي مهما كانت جنسيته، والسماح لأي مدني محتاج بالوصول للمساعدة الطبية.

للأسف، واحدة من المآسي الإضافية هي مداهمة المراكز الصحية والسرقات التي تتم داخل المستشفيات من معدات وإمدادات.

أخبار الأمم المتحدة: هل أجريتم تقييماً أولياً لمعرفة الاحتياجات الضرورية في الوقت الحالي؟

ليلي بكر: للأسف، لا تسمح شدة القتال وانتشاره على الأرض- خاصة في العاصمة في الخرطوم- بالتحرك لمعرفة الاحتياجات بشكل دقيق، ولكن من خلال معرفتنا واتصالاتنا مع جميع شركائنا على الأرض، وفي كافة أنحاء الوطن، نستدرك جزءاً من الاحتياجات وخاصة بالنسبة لـ 220 ألف امرأة حامل في الخرطوم فقط، من بينهن 24 ألف امرأة على وشك الولادة.

تواجه هؤلاء النساء خطراً على حياتهن وعلى حياة أطفالهن وعائلاتهن. تتفاقم الاحتياجات بشكل سريع في ظل الظروف الحالية التي تتسم بشح الموارد الأساسية مثل المياه الجارية والغذاء.

أخبار الأمم المتحدة: تطرقت إلى مسألة التنسيق مع الوكالات الأممية الأخرى والشركاء في المجال الصحي. حدثينا عن هذا الأمر؟

ليلي بكر: يهتم صندوق الأمم المتحدة للسكان- بشكل متخصص- بالنساء الحوامل والفتيات، ولكن نحن نعمل ضمن منظومة الأمم المتحدة بشكل عام وبالتحديد مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف لتقديم المساعدات الطبية والصحية بشكل أشمل.

نحاول حاليا تأمين الموارد والكوادر الطبية والأمن في الأماكن التي يتم فيها تقديم الخدمات الصحية مثل المستشفيات والعيادات- أو حتى في البيوت- من خلال تقديم المساعدات مباشرة للناس المحتاجين، ولكن يجب أن أعيد هذا الكلام: إذا لم يتم السماح للكوادر الطبية الإنسانية بالتحرك بشكل آمن وللمواد الطبية بالوصول، فلن يصل أي نوع من المساعدات للناس، وهذا يشكل خطراً على الجميع- بما في ذلك مقدمو الخدمة من الأمم المتحدة نفسها. نحن تحت الحصار حاليا.

أخبار الأمم المتحدة: بالإضافة إلى هذا العائق الرئيسي الذي يشكله استمرار القتال أمام تقديم الخدمات الصحية هل هناك تحديات أخرى يعاني منها الصندوق والشركاء في مسألة تقديم الخدمات الصحية للناس هنا؟

ليلي بكر: يمكن ألا تكون الخدمات الموجودة على أرض الواقع كافية- لا الكوادر البشرية ولا الموارد الموجودة في ظل الأرقام الخيالية التي نتوقعها للناس المحتاجين.

ولكن عندما تحدث هدنة- إن شاء الله- يمكن أن نجمع المساعدات وندخلها إلى السودان. لدينا موارد موجودة خارج البلاد، والكوادر الطبية التي يمكن أن تقدم الخدمات للناس المحتاجين بشكل سريع.

نحن نرتب هذا التنسيق مع الشركاء بما في ذلك منظمة الصحة العالمية والشركاء الرئيسيين من الأمم المتحدة. وفي حالة إعلان أي هدنة، سنوصل هذه الموارد بشكل سريع إلى البلاد لتقديم المساعدات بشكل سريع.

أخبار الأمم المتحدة: وفي حالة عدم حدوث هدنة لا قدر الله هل لديكم خطة في هذا الأمر؟

ليلي بكر: خطتنا مبنية على الأمل بأن تحدث هدنة. كافة الجهات السياسية في الأمم المتحدة تجري وتعمل بهذا الاتجاه. وبدون أن تكون هناك هدنة، فإن استمرارية القتال لن تسمح بتقديم الخدمات.

حاليا، المطار مغلق وكذلك كل المناطق التي يمكن أن تدخل عن طريقها أي نوع من هذه الموارد إلى السودان.

أخبار الأمم المتحدة: هل لديك رسالة إلى النساء السودانيات في ظل هذه الأزمة؟

ليلي بكر: أولاً، الرسالة هي رسالة تضامن ورسالة أمل، نأمل أن يكون هناك سلام في البلاد ونأمل أن تتمكن كل إنسانة سودانية من عيش حياتها بسلام وكرامة مثلما تعيش جميع النساء في العالم. نتمنى لهن كل الخير والأمان.

أخبار الأمم المتحدة: وما هي رسالتك للأطراف المتحاربة؟

ليلي بكر: رسالتي أن يتذكروا أن كل إنسان يستاهل أن يعيش حياة كريمة وهذا يتطلب توقف القتال والدخول في حوار.