الجنينة- دارفور24
توقف القتال بين الجيش والدعم السريع بمدينة الجنينة في التاسع عشر من ابريل بعد ثلاث ساعات من اشتباكات عنيفة، بينما اشتعلت وتيرة القتال في احياء الجبل بين السكان ومهاجمين يستغلون سيارتين لاندكروزر مسلحة بمدافع الدوشكا.

وأفادني احد مواطني حي الجبل مربع٣- اصيب لاحقاً اصابة بالغة- ان جيرانهم من قبيلة المساليت ابلغوهم انهم لا يعلمون هوية العناصر التي هاجمتهم، وقتلت شخصين واصابت اخر بجروح.

هذه الرواية تفتح الباب أمام احتمالات “نظرية المؤامرة” بوجود طرف ثالث يسعى لاشعال الفتنة بين المكونات القبلية من أجل مكاسب سياسية، فقد عاد من تسبب في القتال الأهلي الى سكناتهم وتركوا السكان يصطلون بنيران حرب قبلية قديمة متجددة، ظل تجار الحروب يشعلونها من وقت لآخر رغم الجهود الكبيرة من قيادات اهلية ومبادرات مجتمعية التي تبذل من اجل تفويت الفرصة وتهدئة الخواطر.

اتسعت دائرة القتال القبلي في ذات اليوم فشملت “احياء الجبل، التضامن، الثورة، الكفاح، والجمارك” واضطرت مئات الاسر من النزوح الى وسط المدينة، وكان القتال عنيفاً استخدمت فيه كافة انواع الاسلحة، وشوهدت اعمدة الدخان ترتفع من سقوف المنازل.

في هذه الاثناء وعند الساعة الواحدة ظهراً نقل شهود عيان ان مئات المواطنين بينهم نساء واطفال اقتحموا مقر رئاسة شرطة الولاية تمكنوا من الاستيلاء على كميات كبيرة من الاسلحة الخفيفة والثقيلة وآليات عسكرية بينها مدرعات.

تحاشى والي غرب دارفور خميس عبدالله في تصريحاته الصحفية عن تلك الأحداث الحديث عن اقتحام مخازن سلاح الشرطة الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من مواطني الولاية باعتبار ان هذا الحادث قد يحدث تحولاً كبيراً في الصراع القبلي الذي تشهده الولاية منذ سنوات.

مصادر امنية افادت ان جميع الوحدات الشرطية المتخصصة مثل “الجمارك، مكافحة التهريب، وشرطة قسم المدينة” قامت بجمع اسلحتها في مخازن رئاسة الشرطة.

وتضاربت الأنباء حول كيفية اقتحام مخازن السلاح، فبينما أشارت بعض المصادر إلى أن هنالك اصوات ارتفعت وسط بعض افراد الشرطة بضرورة فتح المخازن وتسليح المواطنين، لكن هنالك مصادر ذكرت ان ثمة تواطؤ حدث، وتم الاعتداء على الافراد المكلفين بحراسة المخازن قبل عملية الاقتحام، وتقدر عدد الاسلحة التي تم نهبها بأكثر من “9000” قطعة سلاح خفيفة وثقيلة، وتمت السيطرة الكاملة على مقر رئاسة الشرطة وأصبح مقراً لانطلاق الهجمات على المواطنين ونقطة تمركز للقناصة.

وفي ذات الصعيد تم تسريح النزلاء في سجن “اردمتا” واشارت الانباء ان الخطوة قصد منها اطلاق اكثر من 48 فرد من عناصر عصابة كولمبيا القبلية الذين تم القبض عليهم وايداعهم السجن مؤخراً بعد تنفيذهم عدة هجمات واعتداءات ذات طابع قبلي في منطقة الجمارك.