الخرطوم- دارفور24
لاكثر من أسبوعين تعيش مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور في حالة عزلة تامة عن العالم بسبب المعارك التي دارت بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، فتسببت في قطع خدمات الاتصالات بصورة كلية، وانتشار العصابات المسلحة التي تهدد حياة الذين يحاولون الخروج من المدينة.

يتزامن هذا الوضع مع معارك بين الجيش والدعم السريع في أحياء المدينة، تشير احصائياتها الى مقتل 12 مدنياً بينهم طفلان، واجتياح المسلحين الذين يمارسون عمليات النهب والتخريب والحرق الأحياء والأسواق والمؤسسات الحكومية.

آثار المعارك بين الجيش والدعم السريع بزالنجي
آثار المعارك بين الجيش والدعم السريع بزالنجي

قال ضابط شرطي رفيع يعمل بولاية وسط دارفور إن الأوضاع الأمنية والإنسانية بمدينة “زالنجي”عاصمة الولاية أصبحت خارج السيطرة لإنتشار مئات المسلحين في ارجاء المدينة.

 

وتمكن ضابط الشرطة من الخروج من مدينة زالنجي بعد الإشتباكات التي دارت بين الجيش والدعم السريع منتصف مايو المنصرم ووصل إلى العاصمة “الخرطوم” بعد أسبوع من السفر براً.

 

قال لدارفور24- بعد ان طلب حجب اسمه- أن الإشتباكات التي شهدتها مدينة زالنجي 17 مايو الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلفت عشرات القتلي والجرحى من المدنيين، بعد إجتياح مئات المسلحين على ظهور دراجات نارية للمدينة اثناء الإشتباكات بين الجيش والدعم السريع، مما أجبر آلاف السكان على النزوح من منازلهم.

 

وذكر أن البنوك والمحال التجارية والمؤسسات الخدمية الحكومية والمنظمات والوكالات الأممية تعرضت لعمليات نهب وتخريب واسعة.

 

وكشف عن توقف تام للخدمات الصحية والطبية وإغلاق المستشفى التعليمي بالمدينة، وإنسحاب الكوادر الطبية منه بعد الهجوم الذي تعرض له قسم الطواريء.

 

وأضاف: المدينة تعيش في حالة عزلة تامة عن العالم بعد ان إنقطعت شبكات الإتصال للأسبوع الرابع على التوالي بسبب الأحداث، وصف ضابط الشرطة الأوضاع بالمدينة بالخطيرة لعدم توفر الدواء والوقود لتشغيل محطات المياه ونقص الغذاء وصعوبة التنقل بين زالنجي نيالا لتواجد قطاع الطرق.

 

وناشد المصدر الحكومة الإقليمية لدارفور بالتحرك الفوري نحو مدينة زالنجي وإنقاذ المواطنين من الكارثة الإنسانية التي تواجه معظم أحياء المدينة.

مدينة زالنجي قبل الحرب
مدينة زالنجي قبل الحرب

فيما قال عدد من الذين تمكنوا من الخروج مدينة زالنجي ووصلوا الى مدينة نيالا نهار اليوم امس الجمعة أن تذاكر السفر بين المدينتين “زالنجي- نيالا” إرتفعت من 10 إلى 40 ألف جنيه مع وجود ندرة في السيارات.

 

وقال أحدهم أبكر إسحق محمد إن جثث عشرات القتلى مازالت في الطرقات داخل المدينة، في ظل صعوبات كبيرة في التنقل بين الأحياء، وندرة في الدقيق والسكر والزيت.

 

وأضاف أبكر لدارفور24 ان السكان يضطرون الى طهي أوراق الأشجار لتناولها كوجبة أساسية، بجانب تخفيض إستهلاك مياه الشرب الى مقدار محدود، بسبب صعوبة جلبها من مصادرها التي تقع في أماكن بعيدة عن بعض الأحياء”.

 

فيما كشف سائق إحدي الحافلات الصغيرة “إستايركس” أحمد عبدالله عثمان لدارفور24 عن صعوبة الأوضاع بالمدينة والطريق وقال أنهم يعرضون أنفسهم للخطر في الطريق بين زالنجي ونيالا للجلاء السكان من هناك.

 

وذكر أنه تعرض لإطلاق النار في الطريق أكثر من مرة منذ تفجر القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع منتصف أبريل الماضي، وأضاف: قبل أسبوع تعرضت ثلاثة حافلات لعمليات نهب واسعة وجرح عدد من الركاب، مما اضطر البعض لترك العمل في الطريق، لكن نحن نعمل من أجل إنقاذ أرواح الناس وليس للتكسب المادي.