الخرطوم-دارفور24

قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، السبت،إن المقابلات التي أجريت مع الفارين من الجنينة بولاية غرب دارفور بالسودان إلى أدري في تشاد، كشفت وقائع مروعة عن قيام ميلشيا “عربية” مدعومة بقوات الدعم السريع بقتل الفارين من المدينة سيرا على الأقدام.

وأضافت المتحدثة أن موظفي مكتب حقوق الإنسان سمعوا شهادات متعددة مؤكدة عن أن الميليشيا “العربية” تستهدف بشكل رئيسي البالغين الذكور من مجتمع المساليت.

وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المكتب إن جميع من أجريت المقابلات معهم، تحدثوا أيضا عن رؤية “جثث متناثرة على طول الطريق وانبعاث رائحة التحلل”.

وتحدث عدد من الأشخاص عن رؤية عشرات الجثث في منطقة تُعرف باسم “شكري” على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود، حيث ورد أن إحدى الميليشيات العربية- أو أكثر- لديها قاعدة بها.

وأعربت المتحدثة عن القلق البالغ بشأن عمليات القتل المروعة تلك، وحثت على العمل الفوري لوقفها. وشددت على ضرورة توفير ممر آمن للفارين من الجنينة، والسماح للوكالات الإنسانية بالوصول إلى المنطقة لجمع رفات القتلى.

ومن بين الأشخاص الستة عشر الذين التقاهم مكتب حقوق الإنسان حتى الآن في أدري في تشاد، قال 14 إنهم شاهدوا تنفيذ إعدامات موجزة (أي بدون اتباع الإجراءات الواجبة) واستهداف مجموعات من المدنيين على الطريق بين الجنينة والحدود، إما بإطلاق الرصاص من مسافة قصيرة على أشخاص يُؤمرون بالاستلقاء على الأرض أو بفتح النيران على الحشود.

وتحدثت الشهادات عن عمليات قتل وقعت يومي 15 و16 يونيو وأيضا الأسبوع الماضي.

وقالت المتحدثة: “ما نفهمه هو أن أعمال القتل وغيرها من أشكال العنف، مستمرة ويصاحبها خطاب كراهية متواصل ضد مجتمع المساليت بما في ذلك الدعوات لقتلهم وإبعادهم عن السودان”.

وقال رجل يبلغ من العمر 37 عاما، إنه كان ضمن مجموعة ضمت 30 شخصا كانوا يحاولون الفرار إلى الحدود التشادية، ولكن لم يتمكن من عبور الحدود سوى 17 شخصا فقط.

وذكر الرجل أن عددا من الأشخاص الآخرين، الذين كانوا معه، قُتلوا بعد إطلاق الرصاص عليهم من سيارات تابعة لقوات الدعم السريع وميليشيا “عربية” قرب الحدود التشادية، فيما أعدم آخرون بإجراءات موجزة.

وأضاف أن الناجين تعرضوا لسرقة نقودهم وهواتفهم من رجال مسلحين كانون يرددون: “أنتم عبيد، أنتم نوبيون”.

ووفق البيان الصحفي الصادر عن المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان، تحدثت امرأة تبلغ من العمر 22 عاما عن وقائع مماثلة لأعمال قتال.

وقالت إن مجموعتها اضطرت إلى ترك شاب مصاب بجروح خطيرة على الأرض لعدم وجود أي سبيل لحمله معهم إلى الأمان عبر الحدود.

وأضافت: “اضطررنا لتركه فلم يكن معنا سوى حمار واحد فقط”. وأشار البيان إلى صعوبة تقدير عدد الجرحى الذين تُركوا ليلقوا حتفهم في مثل هذه الظروف.

وشهد شخصان- أجريت معهما لقاءات منفصلة- بأن قوات الدعم السريع أمرتهما مع مجموعة أخرى من الناس بمغادرة الجنينة. وقالت واحدة منهما إنها ضُربت بالعصي فيما قيل لها “قومي واذهبي إلى تشاد، هذا ليس بلدك”.

ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان قيادة قوات الدعم السريع إلى إدانة ووقف، بشكل فوري لا لبس فيه، قتل الفارين من الجنينة وأعمال العنف الأخرى وخطاب الكراهية ضدهم القائم على أساس العرق.

وشددت المتحدثة باسم المفوض السامي على ضرورة محاسبة المسؤولين عن أعمال القتل والعنف. وقالت إن الجنينة أصبحت مكانا لا يمكن العيش فيه. وأوضحت أن البنية التحتية دُمرت فيما يتواصل منع وصول المساعدات الإنسانية.

وحثت على إقامة ممر إنساني على الفور بين الجنينة وتشاد، وممر آمن للمدنيين للخروج من المناطق المتأثرة بالأعمال العدائية.