بليل ــ دارفور 24

قال شيخ معسكر بليل للنازحين واللاجئين بولاية جنوب دارفور، سيف الدين آدم موسى، إن الجوع الشديد دفع العديد من النازحين إلى تناول علف الحيوان.

ونفذ المخزوطي الاحتياطي للحبوب بجنوب دارفور وسط مخاوف من حدوث مجاعة، مما دفع السلطات إلى منع ترحيل الغلال من الولاية إلى الولايات الأخرى.

وقال سيف الدين آدم موسى، لـ “دارفور 24″، إن “النازحين بمخيم بليل يواجهون ظروفًا إنسانية قاسية بسبب انعدام الغذاء”.

وأشار إلى أن هذه الأوضاع دفعت العديد من النازحين إلى تناول مخلفات معاصر الزيوت “الإمباز” الذي يُستخدم كعلف للحيوانات، لسد الجوع.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في 2 فبراير الجاري، إنه تلقى تقارير عن أشخاص يموتون جوعًا، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع تقديم المساعدة الغذائية بشكل منتظم إلا إلى شخص واحد من كل 10 أفراد بحاجة إليها.

واستنجد سيف الدين آدم موسى بوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ النازحين من الجوع وتوفير الغذاء والعلاج والمياه لهم.

وتحدث الشيخ عن وقوع وفيات في وسط الأطفال وكبار السن بسبب سوء التغذية، مشددًا على أن اللاجئين من دولة جنوب السودان والذين يقيمون بالمخيم يعيشون في ظل أوضاع إنسانية قاسية.

وقال إن سكان المنطقة لم يتمكنوا من الزراعة في الموسم الصيفي السابق بسبب الحرب، بينما من زرع لم يتمكن من الحصاد نتيجة لانعدام الأمن.

بدوره، أفاد مقرر معسكر “سنتر صفر” بمنطقة بليل آدم إسحق إبراهيم، بأن الأوضاع الإنسانية في المخيم وصلت مرحلة الجوع كما يوجد نقص في الأدوية.

وأشار، في تصريح لـ “دارفور 24″، إلى أن المنطقة تشهد ارتفاعًا في أسعار الحبوب، حيث بلغت ملوة العيش 4 آلاف جنيه فيما كان سعرها لا يتعدى الـ 500 جنيه.

من جانبها، قالت النازحة مريم آدم لـ “دارفور 24″، إن النازحين في المخيم خاصة النساء يواجهون مآساة حقيقية، لا سيما صعوبة الوصول إلى المياه.

وأضافت: “قبل اندلاع الحرب كانت المنظمات تقدم الخدمات، لكن توقفت بعد نشوبها وتركتنا في حالة إنسانية بائسة يواجه فيها الأطفال والنساء وكبار ظروفًا صعبة”.

وأفادت بأن غالبية أطفال ونساء المخيم يذهبون إلى الأسواق والمنازل للبحث عن عمل من أجل توفير بعض الاحتياجات، لكنهم لا يجدون عملًا ومن يجده يُنهب منه ما جناه في الطريق.

ويقع مخيم “سنتر صفر” شرق مدينة بليل، حيث يُعد امتدادًا لمعسكر كلمة.

وتقول الأمم المتحدة إن 24.8 مليون سوداني يحتاج إلى المساعدة الإنسانية، منهم ما يقارب الـ 18 مليون فرد يواجهون حاليًا الجوع الشديد.

وتتحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، عن احتياج 14 مليون طفل إلى المساعدة، متوقعة إصابة 3.5 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام بما في ذلك 700 ألف طفل سيعانون من سوء االتغذية الحاد الوخيم.