جوبا: دارفور24

وصل وفد شعبي من مناطق “جنوب وغرب كردفان والنيل الأزرق وأبيي”، يوم الاثنين، إلى جوبا، لمساندة وتسهيل التفاوض بين الجيش السوداني والحركة الشعبية شمال، وعكس حجم الأزمة الإنسانية في المناطق المتضررة من النزاع.

وكان نائب القائد العام للجيش السوداني، الفريق شمس الدين كباشي، التقى قائد الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو، يوم السبت الماضي في مدينة جوبا، واتفقا على مرور الإغاثة في مناطق سيطرتهما بجنوب كردفان والنيل الأزرق، فيما أجلا التوقيع على وثيقة مفصلة بشأن ذلك إلى وقت لاحق.

وقال أمير أمارة الأجنق ورئيس للوفد الشعبي الممثل لمناطق سيطرة الحكومة بجنوب كردفان، حسن عبدالحميد، لـ(دارفور24) إن المهمة الأساسية للوفد هي العمل كمسهل ومساند للمفاوضين فيما يتعلق بالجانب الإنساني فقط بجنوب وغرب كردفان والنيل الأزرق ومنطقة أبيي.

وأضاف أن “الوفد هو نتاج لإتفاق بين عبدالعزيز الحلو، رئيس الحركة الشعبية شمال، والفريق أول شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للجيش السوداني، حول إشراك وفود شعبية تمثل مناطق سيطرة الطرفين”.

وذكر أنه “يمكن لوفدي الجيش السوداني والحركة الشعبية أن يقدما رؤية لتطوير التفاوض حول سلام دائم من خلال اتفاقهما على رؤية مكتوبة تطرح للنقاش في التفاوض”.

وبخصوص تكوين الوفد قال الأمير انه تكون من الأفراد المتاحين والمتواجدين في مدينة بورتسودان بسبب ضيق والوقت وصعوبة الحركة، موضحاً أنه “تكون بعناية فائقة لتمثيل كل المناطق المذكورة بدون اي محاصصة حزبية أو انحياز قبلي حتى لا يثير اي حساسية بين المجتمعات في تلك المناطق”.

تدهور الوضع الإنساني

وقال الأمير حسن إن الوضع الانساني في المنطقة بالغ السوء والتعقيد حيث وصل إلى مراحل متأخرة من الضائعة المعيشية وسط حركة نزوح واسعة ليس خوفا من الوضع الأمني بل من الجوع وانعدام الخدمات الصحية، وفق قوله.

وأكد أن كل الصيدليات مغلفة ومعظم المستشفيات خارج الخدمة، كما لا توجد  خدمات صحية إلا القليل وبمجهود جبار من أبناء جنوب كردفان. وتابع “هناك انعدام تام لأدوية التخدير حتى للولادة تلد النساء بدون تخدير”.

وأشار إلى أنه “لأول مرة في تاريخ جنوب كردفان القريب يصل جوال عيش الذرة إلى 160 ألف جنيه والملوة المطحونة إلى ثمانية ألف”.

وأوضح أن قفل الشوارع بسبب الحرب هو العامل الرئيسي لسوء الوضع الانساني بالمنطقة، مؤكدًا أن طريق الدلنج الأبيض لا يعمل وأيضا الدلنج كادقلي وطريق هبيلا العباسية ولقاوة وبعض الشوارع الصغيرة كشارع ام جمينة الواصل للدلنج، بسبب الحرب.

وأضاف أن “المواطنين لا يستطيعون الصمود في ظل هذا الوضع لأسبوع قادم وبالأخص خلال فصل الخريف حيث يزداد الوضع سوءًا وتعقيدًا ولذلك لابد من الضغط لتنفيذ الاتفاق الانساني خلال مايو الجاري يونيو”، وفق قوله.

وأكد أن كل الشوارع في جنوب كردفان مقلقة حاليًا ولا يوجد أي سبيل لمرور اي مساعدات إنسانية، موضحًا أن “قوات الدعم السريع المتواجدين على طريق الدلنج الأبيض وراء وقف دخول المساعدات إلى الدلنج وكادقلي وبقية مناطق جنوب كردفان”.

وقال “هذه هي الأسباب التي جعلتنا نأتي للتفاوض للضغط على الجانبين لأجل فتح الطرق لمرور المساعدات الإنسانية بأعجل ما يكون للعالقين في مناطق الصراع”.

وناشد الأمير حسن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية للضغط على قوات الدعم السريع لفتح الطرق والممرات لإيصال المساعدات الإنسانية لجنوب كردفان لأن هذا الحرب هي بين الجيوش والمواطن ليس طرفاً فيها.

وينتظر أن يوقع الجيش السوداني مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو، خلال الأيام المقبلة وثيقة خاصة بالعمليات الإنسانية في المنطقتين، تضمن توصيل المساعدات للمتأثرين في مناطق سيطرة الطرفين.

يشار إلى أن هنالك طرف ثالث وهو قوات الدعم السريع، يسيطر الآن على بعض المواقع في ولاية جنوب كردفان، لكنه لن يكن جزءًا من الاتفاق بين “كباشي والحلو” وبالتالي غير معروف مصير المواطنين المتواجدين في مناطق سيطرته من المساعدات الإنسانية التي ينتظر ان تدخل بناءًا على اتفاق الجيش والحركة الشعبية.