الجنينة ــ دارفور24

انتهج بعض المزارعين في ولاية غرب دارفور، العام الماضي، تجربة فريدة من نوعها حققت نجاحا في الموسم الصيفي “الخريف” والموسم الشتوي، تقوم على شراكة ثنائية في الزراعة مابين مالك المزرعة وأحد الأشخاص الذي ربما ينحدر من إثنية أخرى وفي الغالب يكون من الرعاة.

يتشارك صاحب المزرعة والشريك الثاني في حرث الارض ودفع النفقات حتى مرحلة الحصاد، وهي المرحلة الأصعب التي غالبا ما تتعرض فيها المزارع الى التلف بسبب دخول المواشي في رحلة عودتها من الشمال الي الجنوب، حيث يعمل الشريك على حماية المساحة المزروعة.

تجربة العام السابق

ورغم أن الشراكة الثنائية لا تزال في طور التجريب، حيث تقوم بين شخصين تجمع بينهما الصداقة أو المعرفة أو الزمالة أو أي علاقات اخرى، إلا أنها أخذة في التوسيع.

وقال حافظ، وهو أخد الذين في تجربة الشراكة، لـ “دارفور24″، إنه “في الموسم الشتوي السابق، تشاركنا مع أحد الاصدقاء في مزرعة في منطقة مورني جنوب الجنينة”

وأضاف: “صاحب المزرعة طلب مني الشراكة على أن أكون إلى جانبه خاصة في موسم الحصاد والذي غالبا ما يكون رعاة المواشي يرعون مواشيهم بالقرب منهم، حيث يتوقع أن يدخلوا مواشيهم إلى المزارع في أي لحظة وإتلافها”.

وأشار إلى أن الاعتراض على هذا السلوك يمكن أن يتسبب في حدوث احتكاكات تتطور إلى مشكلة قبلية ومن ثم إتلاف جميع المزارع.

وأفاد حافظ “بأنه بدا مترددا لكنه وافق واشتركوا في دفع جميع التكاليف، حيث كان صاحب المزرعة يقوم بمراقبتها ومتابعة العمال وفي المراحل الاخيرة كنت حضورًا كل يوم وعند اقتراب أي مواشي أذهب إلى الرعاة وأطالبهم بالابتعاد وأن هذه مزرعتي”.

وذكر أن حافظ ان نجحوا في خطتهم والمحافظة على جمع المحاصيل دون اي احتكاك.

دعم الفكرة

فرض هذا الموسم واقعًا جديدًا بعد أن أجبرت الحروبات التي شهدتها الولاية خلال العاميين الماضيين أعداد كبيرة من المواطنين من الفرار من جحيم الحرب إلى المناطق المجاورة “نازحين “وبعضهم إلى دول الجوار “لاجئين ” وأصبحت مزارعهم بور، وربما هذا يجعلها هدفا للغير طمعًا في التملك أو استغلالا مؤقتا.

وتعتبر قضية المزارع التي توزع مُلاكها ما بين مخيمات اللجوء والنزوح أكبر عقبة تواجه الموسم الزراعي، لكن الفرشة جمال بدوي وعضو اللجنة العليا لحماية وإنجاح الموسم الزراعي يتحدث لـ “دارفور24″، عن “امتلاكهم معلومات من عدة جهات عن استغلال بعض الاشخاص لمزارع الغير”.

وأشار إلى أن أعضاء من اللجنة العليا “وقفوا على عدة قضايا وخلافات تم حلها عرفيًا”، مشددًا على أن الأراضي الزراعية التي فر أصحابها من الحرب “تم تسليم بعضها إلى مزارعين أخرين وفق إجراءات وأعراف وتقاليد بحضور القيادات المحلية من أجل زراعتها هذا الموسم فقط”.

وذكر أن عدد من النازحين واللاجئين عادوا لزراعة أراضيهم وبعضهم أوكل لآخرين زراعتها.

وفيما يتعلق بالزراعة بالشراكة بين بعض المواطنين الذين ينحدرون من مجموعات سكانية مختلفة، قال بدوي إن “هذه تجربة نحجت في مناطق كثيرة، وهي في الغالب تكون بين شخصين تجمع بينهما الصداقة أو الجوار أو المعرفة القديمة وكل منهما من قبيلة مختلفة عن الأخرى”.

ولفت إلى أنهم كإدارات أهلية يدعمون هذا الفكرة لأنها تساعد في تقليل الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة التي تحدث في مراحل متعددة.

خوف المجاعة

وقال رئيس اللجنة العليا لحماية وإنجاح الموسم ورئيس الادارة المدنية بولاية غرب دارفور تجاني الطاهر كرشوم، إنه جرى توزيع أعضاء اللجنة إلى قطاعات ينتشرون في كل المناطق لحث المزارعين ومعالجة كافة المشاكل والخلافات حول ملكية الاراضي.

وأشار إلى أنهم يدرسون تجربة الزراعة بالشراكة التي حققت نجاحا ملحوظا العام الماضي في موسم الخريف والشتوي، كاشفًا عن وضع خطة محكمة لمعالجة كافة المهددات بما فيها دخول المواشي إلى المزارع.

وطالب أصحاب المواشي بالابتعاد عن المزارع والتواجد في المساحات المحددة للرعي، مشددًا على أن الأجهزة الامنية لن تجامل كل من يهدد الموسم الزراعي الذي إن “لم ينجح ستدخل الولاية في مجاعة لاحت كل مؤشراتها الآ بنقص الغذاء وانعدام الحبوب الغذائية”.