زالنجي ــ دارفور24

شكا نازحون في مخيمات ومراكز الإيواء بولاية وسط دارفور من عدم عدالة توزيع المساعدات، حيث تُحابي الرحل والمجتمع المضيف أكثر من الفارين من الحرب.

وقال النازح في مخيم بندسي، عبد الرحمن عبد الله، لـ “دارفور24” إن “المساعدات التي تصل المنطقة تذهب غالبيتها لسكان المدينة والرحل، فيما لا يحظى النازحون المتضررون من الحرب سوى بالقليل الذي لا يكفي لوجبة واحدة”.

وشكك عبد الرحمن في عدالة معايير المنظمات في تقييم الاحتياجات التي على ضوءها تُقدَّم المساعدات.

وتابع: “في آخر توزيع للمساعدات، كانت حصة شيخ مخيم مسؤول من أكثر من ألفين أسرة عبارة عن جوال واحد من الأرز وزنته 50 كيلو، وجالون زيت طعام، و5 أرطال ملح طعام، بينما منحت ذات الكمية لأسرة مكونة من 7 أفراد فقط من الرحل، وكذلك لأسرة تاجر في السوق مكونة من 5 أفراد وهو من سكان المدينة المستقرين”.

وفي السياق، انتقدت النازحة في مخيم مكجر، حليمة أبكر، ما وصفتها بتغيير المنظمات العاملة في المجال الإنساني توجهاتها حيال النازحين، حيث باتت تهتم بالرحل والسكان المستقرين في المدن أكثر من اهتمامها بالنازحين في المخيمات.

وقالت حليمة، وهي أرملة مسؤولة عن رعاية أسرة مكونة من 9 أفراد، لـ “دارفور24″، إنه “في آخر توزيع مساعدات أعطوني زيتًا وحفنة من الأرز وملح الطعام، طبختها في وجبة واحدة”.

وطالبت المنظمات بضرورة التركيز على أوضاع النازحين الذين لا يملكون ما ينفقونه على تكاليف المعيشة التي تجاوزت طاقاتهم، حيث كانوا في السابق، قبل الحرب، يمارسون نشاطاتهم الزراعية والتجارية التي تساعدهم في توفيق أوضاعهم المعيشية، لكنهم في الوقت الحالي يعيشون أوضاعًا أمنية صعبة، حيث تنتشر ظواهر النهب والتفلتات الأمنية التي لا يستطيعون معها ممارسة تلك الأنشطة.

من جانب آخر، أوضح موظف في منظمة دولية ــ فضل حجب اسمه ــ لـ “دارفور24” أن المنظمات العاملة في مناطق سيطرة الدعم السريع مجبرة على تنفيذ توجيهات الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، التي تتمثل في تركيز توزيع المساعدات على مناطق الرحل وسكان المدن.

وقال إن “الوكالة تعتبر أن معسكرات النازحين قد أخذت كفايتها في حرب 2003، ولا يجب أن تخصص لها مساعدات التي تأتي للمتضررين من حرب أبريل 2023”.

وتتبع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية لقوات الدعم السريع.

وذكر الموظف بأن الوكالة قالت، المنظمة التي يعمل بها، إن “تركيزها على معسكرات النازحين ومراكز الإيواء وإهمال الرحل وسكان المدينة يجعلها تتحمل عواقب ذلك، حيث اعتقلت استخبارات الدعم السريع المدير بسبب ذلك”.

وركزت المنظمات العاملة في وسط دارفور، نشاطها في توزيع المساعدات الإنسانية داخل أحياء المدن عبر غرف الطوارئ، التي تشرف على توزيع المواد الغذائية ومواد الإيواء على الأسر داخل الأحياء وفرقان الرحيل.

وتشترط المنظمات على أسر النازحين في المعسكرات ومراكز الإيواء التسجيل في غرف طوارئ الأحياء للحصول على المساعدات الإنسانية.

وتقول الأمم المتحدة إن إقليم دارفور يواجه أزمة إنسانية مروعة، حيث يحتاج 79% من سكانه إلى مساعدات إنسانية وحماية.