الفاشر – دارفور24
اختفت بعض السلع من أسواق الفاشر المتبقية، بعد خروج معظمها من الخدمة، فيما تشهد البضائع القليلة المتبقية ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، بطريقة لا يستطيع سكان المدينة تحملها، حيث وصل سعر جوال الذرة إلى 420 ألف جنيه.
وتخضع مدينة الفاشر، بولاية شمال دارفور، لحصار من قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، كما تشهد قصفًا متواصلًا واشتباكات بين الحين والآخر، مما أدى إلى توقف شبه كامل للخدمات الحيوية، بما في ذلك المرافق الصحية.
وقال المواطن إسماعيل يحيى، لـ”دارفور24″، إن “سعر ربع الذرة بلغ 42 ألف جنيه، فيما وصل سعر جوال الذرة الواحد إلى 420 ألف جنيه”.
وأشار إلى أن محصول البصل انعدم تمامًا في الأسواق، بينما ارتفع سعر رطل السكر إلى 22 ألف جنيه، وسعر رطل الويكة إلى 50 ألف جنيه، وهو ما يعادل راتب الموظف في القطاع الحكومي.
وشدد إسماعيل على أن ارتفاع أسعار السلع في الأسواق بات يؤرق جميع الفئات السكانية، بما فيها الأسر الميسورة، حيث إن غالبية المواطنين في الفاشر اليوم يعيشون حالة نزوح داخلي.
بدوره، أفاد التاجر آدم محمود، لـ”دارفور24″، بأن الفاشر تشهد ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية، وانعدام الغالبية منها، وذلك بسبب الحصار المفروض على المدينة.
وأوضح أن وصول سعر رطل الويكة إلى 50 ألف جنيه سوداني عبر الدفع من خلال التطبيقات البنكية اليوم، يؤكد انهيار الوضع المعيشي في مدينة الفاشر.
مجاعة حقيقية
ويتفاقم وضع المواطنين والنازحين في الفاشر، بعد توقف عمل معظم التكايا التي تُقدم الغذاء مجانًا، بسبب استمرار القصف المدفعي على الأحياء السكنية وانعدام المواد الغذائية.
وقالت مريم حسين، وهي ربة أسرة فرت مع أطفالها الأربعة من أم هجاليج، غربي الفاشر، “نعيش حالة مجاعة حقيقية، لأن غالبيتنا لا يملك قوت اليوم، والأطفال وكبار السن يموتون ببطء، إذا سلموا من الموت بالقصف المدفعي”.
وذكرت مريم، لـ”دارفور24″، أن أطفالها لم يتناولوا أي وجبة منذ مساء أمس.
وتابعت: “نحن نعيش مجاعة حقيقية في تجمعات النازحين بالفاشر”.
وأشارت إلى أنها كانت تعتمد على علف الحيوانات “الإمباز” في سد الجوع، لكن أصبح الحصول عليه صعبًا، في ظل اعتماد غالبية الأسر عليه هذه الأيام.
وأعلنت عدد من التكايا بالفاشر، الأسبوع الماضي، عن توقفها عن تقديم الوجبات للنازحين، بعضها بسبب استمرار القصف المدفعي، وبعضها الآخر بسبب انعدام وشح المواد الغذائية بالأسواق.
واقع معيشي صادم
ووصف ناشطون في شمال دارفور الواقع المعيشي في الفاشر بالصادم، محذرين من كارثية الأوضاع الإنسانية، إذا ما استمر القصف المدفعي على المدينة من قبل قوات الدعم السريع، ومنع دخول المواد الغذائية والمساعدات للمحتاجين.
وقال الناشط في العمل الطوعي، محمد يسن، لـ”دارفور24″، “إن الوضع المعيشي في الفاشر كارثي وصادم، وبات لا يُحتمل”.
وأشار إلى أن العالقين في الفاشر أصبحوا يصارعون من أجل البقاء.
وأضاف: “النساء والأطفال وكبار السن هم أكثر الشرائح التي تضررت من هذا الحصار، وهم الآن محرومون من أبسط مقومات الحياة من غذاء وماء ورعاية صحية ومأوى”.
ووجّهت لجان مقاومة الفاشر، اليوم الاثنين، بيانًا إنسانيًا عاجلًا لمنظمات الإغاثة والجهات الحكومية، لوضع حد لهذه المأساة، وطالبت بدعم مطابخ الأحياء بالغذاء والدواء.