جنوب كردفان – دارفور24
يشهد الموسم الزراعي الحالي في ولاية جنوب كردفان ظروفًا معقدة ومتشابكة، تعكس التحديات التي تواجهها البلاد على الصعيدين الأمني والاقتصادي، فضلًا عن تأثيرات التغير المناخي التي انعكست بوضوح على معدل هطول الأمطار.
وقال المزارع محمد أبكر لـ”دارفور24″، إن المساحات المزروعة هذا الموسم لن تتجاوز 20 إلى 30 ألف فدان فقط، مقارنةً بمليون فدان تقريبًا هي جملة المساحات الصالحة للزراعة في المحلية.
وأوضح أن الزراعة تركزت هذا العام في وحدة كرتالا الإدارية، وتحديدًا في المساحات الجنوبية منها.
وأشار إلى أن المزارعين لم يتمكنوا من الوصول إلى بقية المناطق بسبب انعدام الأمن، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة هبيلة، ما أدى إلى خروج مساحات واسعة من دائرة الإنتاج الزراعي.
ويعتمد سكان هبيلة بشكل كبير على الزراعة كمصدر رزق أساسي، فيما بدأت مؤشرات فشل هذا الموسم تتضح.
وقال محمد أبكر إن الموسم الحالي خالٍ تمامًا من أي شكل من أشكال التمويل البنكي، ليس فقط في هبيلة، بل أيضًا في محلية دلامي المجاورة.
وأشار إلى أن المزارعين يُضطرون لشراء برميل الوقود بمليون ومئتي ألف جنيه، في حين يبلغ سعر جوال الذرة المخصّص للبذور حوالي 100 ألف جنيه، أما قنطار السمسم فيصل سعره إلى 90 ألف جنيه، ما يشكل عبئًا ماليًا يفوق قدرة معظم المزارعين.
وأفاد أبكر بوجود تحديات أخرى تواجه الموسم الزراعي، منها انتشار الآفات الزراعية مثل الجراد والذبابة البيضاء، بالإضافة إلى بعض الأعشاب الطفيلية مثل “البودا”، في ظل غياب المبيدات الحشرية الكافية، وافتقار المنطقة لأي جهود فاعلة لمكافحة هذه التهديدات.
من جهته، أوضح المزارع من محلية التضامن، التوم البرير، لـ”دارفور24″، أن المساحة المخططة للزراعة تبلغ حوالي 840 ألف فدان، وفق إدارة الأراضي، مع وجود مساحات إضافية تُزرع بشكل أهلي أو تقليدي دون تقنين قانوني.
وتوقع البرير زراعة ربع المساحة المخططة، نتيجة لعوامل مشابهة لما تواجهه محلية هبيلة، على رأسها الوضع الأمني المتدهور في محلية أبو جبيهة، والتأثيرات السلبية المباشرة للحرب المستمرة في البلاد، بالإضافة إلى نقص الوقود والتمويل الزراعي.
وأشار البرير إلى أن غياب الدعم المؤسسي والإرشاد التقني والزراعي يُعد عاملًا أساسيًا في تراجع الإنتاجية وتدهور جودة الزراعة.
وأوضح أن فرع البنك الزراعي هو الجهة الوحيدة التي قدّمت بعض الدعم المحدود، حيث اقتصر التمويل على توفير الجازولين بأسعار تجارية تصل إلى مليون جنيه، مما وضع عبئًا إضافيًا على المزارعين.
وطالب البرير الحكومة والمنظمات العاملة في مجال الزراعة بدعم المزارعين بالبذور المحسّنة، وتوفير التمويل الأصغر والمدخلات الزراعية بأسعار مناسبة، وتعزيز الإرشاد الزراعي، وتوفير فرق لمكافحة الآفات، وإدخال محاصيل مقاومة للجفاف، وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني في برامج تحسين الإنتاج الزراعي.