الفاشر – دارفور24
تشهد منطقة دار سميات في ريف شرق الفاشر بولاية شمال دارفور أزمة عطش حادة تُهدد حياة المئات من الأسر وقطعان الثروة الحيوانية.
وقال عدد من المواطنين من بلدة “قلقي” والقرى المجاورة لها بمنطقة دار سميات لـ “دارفور24″، السبت، إنهم يواجهون أوضاعًا مأساوية بسبب تفاقم أزمة العطش هذه الأيام، وطالبوا المنظمات العاملة في مجال المياه بالتدخل العاجل.
وأفاد المواطن أنور محمد عبد الله من بلدة قلقي، بأن السكان يقضون أكثر من عشر ساعات يوميًا في البحث عن الماء.
وأضاف: “هنالك أكثر من 16 قرية بمنطقة دار سميات تُعاني من أزمة عطش حادة، ما يدفع غالبية السكان إلى قطع مسافات طويلة بحثًا عن الماء”.
وأوضح أنهم يقطعون تلك المسافات سيرًا على الأقدام في كثير من الأحيان، نظرًا لعدم امتلاكهم وسائل بديلة، بما في ذلك الدواب.
وفي السياق، شكت المواطنة سمية يعقوب من حلة عبد الله من تفاقم المعاناة في الحصول على المياه، مشيرة إلى أن القرية شهدت مؤخرًا وباءً غامضًا تسبب في نفوق الحمير والخيول، مما أجبر السكان على قطع مسافات طويلة بحثًا عن الماء.
وطالبت سمية المنظمات العاملة في مجال المياه بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة السكان في مناطق دار سميات من أزمة العطش.
وأقر مدير مشروع المياه وإصحاح البيئة الحكومي بشمال دارفور، المهندس عبد الشافع عبد الله آدم، بشح المياه في مناطق دار سميات شرقي الفاشر.
وقال في تصريح لـ “دارفور24” إن مناطق دار سميات تقع غالبًا ضمن النطاق الجيولوجي للصخور الأساسية، مما يُضاعف معاناة السكان بسبب أزمة المياه، خاصة في موسم الصيف، في ظل الكثافة السكانية التي تشهدها المنطقة.
وأضاف: “المناطق الجنوبية المتاخمة لحوض ساق النعام ومناطق لوابد وأب زق ستنعم مستقبلًا بمياه آمنة ومستقرة في حال تم مدها بشبكات المياه الريفية من الأحواض الجوفية المذكورة”.
وتابع: “أما المناطق الواقعة في الوسط، فجميعها مناطق صخرية، وبالتالي يعتمد سكانها على المضخات اليدوية والحفائر، وهو ما يُفاقم معاناتهم في موسم الصيف”.
وأوضح أن إدارة المياه كانت تنفّذ خطوات استباقية لصيانة المضخات اليدوية وتأهيل السدود والحفائر بغرض تخفيف العبء عن المواطنين خلال فصل الصيف، لكن تلك الإجراءات توقفت بسبب الحرب.