بورتسودان – دارفور24
قال مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الاثنين، إنه يتخذ خطوات فورية في إطار التحقيق الجاري بشأن الجرائم المزعومة في الفاشر لحفظ وجمع الأدلة لاستخدامها في الملاحقات القضائية المستقبلية.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مقر الفرقة السادسة مشاة في الفاشر، بعد نحو عام ونصف من الحصار الخانق على المدينة، التي كانت آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور.
وأعرب المكتب، في بيان حصلت عليه “دارفور24″، عن قلقه البالغ إزاء التقارير الأخيرة الواردة من الفاشر حول عمليات قتل جماعي واغتصاب وجرائم أخرى يُزعم ارتكابها خلال هجمات قوات الدعم السريع.
وأوضح أن هذه الفظائع تعد جزءًا من نمط عنف أوسع نطاقًا شمل منطقة دارفور بأكملها منذ أبريل 2023.
وأضاف: “إن هذه الأعمال، في حال ثبوتها، قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي – المُؤسِس للمحكمة”.
وذكّر المكتب أن المحكمة الجنائية الدولية لديها الاختصاص القضائي على الجرائم المرتكبة في إطار النزاع الدائر في دارفور.
وأشار إلى أنه يحقق في الجرائم المزعومة المرتكبة في دارفور منذ اندلاع الأعمال العدائية في أبريل 2023، حيث يعمل بشكل مكثف، بما في ذلك من خلال الانتشار الميداني المتكرر، وتعميق التواصل مع مجموعات الضحايا والمجتمع المدني، وتعزيز التعاون مع السلطات الوطنية والمنظمات الدولية.
وأكد أن الإدانة الأخيرة التي أصدرها قضاة المحكمة الجنائية الدولية للقائد في ميليشيات الجنجويد، علي كوشيب، بارتكاب جرائم مماثلة في دارفور عام 2004، هي تحذير لجميع أطراف النزاع في دارفور بأنه ستكون هناك مساءلة عن مثل هذه الجرائم الفظيعة.
وفي السياق، أفاد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق باستمرار ورود تقارير موثوقة عن أعمال عنف ضد المدنيين في الفاشر، بما في ذلك عمليات إعدام بإجراءات موجزة وعنف جنسي، بعد مرور أكثر من أسبوع على سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
وقال إن المدنيين غير قادرين على مغادرة الفاشر، فيما قُتل المئات منهم، بمن فيهم عاملون في المجال الإنساني، فيما لا يزال عدد كبير محاصرًا داخل المدينة، مع انقطاع أو انعدام التواصل مع العالم الخارجي.
وذكر أن العديد من الأشخاص الذين وصلوا من الفاشر إلى المخيمات المكتظة في طويلة أفادوا بوقوع عمليات قتل واختطاف وعنف جنسي على طول الطريق.
ونزح 70 ألف فرد من الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في 26 أكتوبر المنصرم، حيث نُشرت في الأيام التالية مقاطع فيديو تُظهر وصول إغاثة إلى المدينة.

