نيالا: دارفور24:5 سبتمبر 2017: اختلطت مشاعر السكان
في جنوب دارفور ما بين الخوف والرعب الذي خلفه الانتشار الواسع لمرض الاسهالات المائية
وبين فرحة عيد الاضحى المبارك بعد توسع دائرة انتشاره بعاصمة الولاية نيالا ليشمل اغلب
احياء المدينة، وقد احالت الاسهالات المائية فرحة بعض الاسر بالعيد الى احزان بفقد
أحد افرادها او ادخاله عنبر العزل بمستشفى نيالا التعليمي او مركز عزل مستشفى الشيخ
موسى.
واشار عدد من كوادر وزارة الصحة وهم يبذلون جهوداً في
مكافحة المرض في حديثهم لدارفور24 ان الوضع في نيالا في طريقه الى الخروج عن السيطرة
وقال احدهم انهم لم يتذوقوا طعماً للعيد وقضوا كل ايامهم جرياً بسياراتهم وآلات الرش
الى المواقع التي تسجل حالات اصابة، مشيرين الى ان اغلب الاحياء بالمدينة سجلت اصابات
ومن بها وفيات.
ورصد مراسل (دارفور24) حركة سيارات الاسعاف من الاحياء
إلى مستشفى نيالا التعليمي لنقل المصابين بالاسهالات المائية الى مركز العزل بالمستشفى،
فيما اوضح احد العاملين في ادارة مكافحة الوبائيات فضل حجب اسمه- الى ان الوزارة عينت
فرقاً للتدخل السريع ووفرت اكثر من (16) سيارة لوصول المواقع التي سجلت حالات اصابة
للقيام بعمليات الرش والتعقيم وتوعية السكان، مشيراً الى اتساع دائرة انتشار المرض
باحياء المدينة بصورة مخيفة، وذكر ان هناك وفيات بعدد من احياء المدينة.
واضطرت وزارة الصحة الى فتح مركز جديد للعزل بمستشفى
الشيخ موسى في الناحية الشرقية للمدينة بعد ان اكتظ عنبر مستشفى نيالا التعليمي بالمرضى.
ولاول مرة منذ أكثر من (15) عام كسر والي جنوب دارفور
البرتكول والعرف المتبع من قبل حكومة الولاية الخاص بزيارة المرضى في المستشفيات، وعزا
مراقبون الخطوة الى تخوف الوالي من دخول المستشفى في ظل النقل المستمر لحالات الاصابة
بالاسهالات الى المستشفى واكتظاها بالمرضى، وكان من المعروف ان والي الولاية يتوجه
مباشرة الى المستشفيات عقب صلاة كل عيد في الساحة المجاورة للمستشفى التعليمي، الأمر
الذي لم يحدث هذه المرة.
ووجه ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي نداءات للحكومة
بضرورة تكثيف جهودها لمجابهة المرض والاعتراف بحجم انتشاره واعلان الوضع بوصفه الحقيقي
حالة وباء، لفتح الباب امام المنظمات الاممية التي تربط تدخلها باعتراف الحكومة،
في الاثناء قالت وزارة الصحة بالولاية انها كثفت مجهوداتها
لمكافحة المرض، وارسلت فرقاً متخصصة للاحياء لتوعية المجتمع بمخاطر الاسهالات المائية
وسبل الوقاية منها، وفحص مصادر المياه للتأكد من اضافة مادة (الكلور) لآبار مياه الشرب.
وفي السياق بحثت وزارة الصحة مع بلدية نيالا في اجتماع
مشترك تنسيق الجهود المشتركة للحد من الاسهالات المائية وتكثيف الوعي الصحي وسط المواطنين،
وناقش الاجتماع صحة البيئة بالبلدية وتحريك كفاءة الشركة  العاملة في النظافة بجانب رفع درجة الرقابة علي
الاطعمة بالاسواق.

واقرت وزارة الصحة بالولاية الاسبوع الماضي ان حصيلة
الاصابات بالاسهالات المائية بجنوب دارفور فاقت ال(1400) اصابة و(63) حالة وفاة، بينما
تشير مصادر من وزارة الصحة الى ان الاحصائية تجاوزت (الألفي) حالة، وارتفعت مقابل ذلك
حالات الوفيات الى اكثر من (مائتي) حالة، وتفرض الحكومة تعتيماً على الاحصائيات الحقيقية
لاعداد المرضى المصابين بالاسهالات المائية بالولاية خاصة عاصمتها نيالا، التي يحاصر
المرض سكانها- بحسب مصادر صحية- وذلك بتسجيل اغلب احياء المدينة حالات اصابة بالمرض.