بدأت بالعاصمة السودانية الخرطوم، الأثنين، جولة محادثات سلام جنوب السودان بمشاركة الرئيس سلفاكير ميارديت، وزعيم التمرد رياك مشار، برعاية الرئيس السوداني، عمر البشير.

وتأتي جولة المحادثات استكمالاً لجولات (الايغاد) التي انطلقت بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا حيث أوصت بأن تعقد الأطراف الجنوبية جولة مفاوضات في الخرطوم بعد تفويض الرئيس البشير لتسهيل الجهود لتحقيق السلام بجنوب السودان.

وأنطلقت جولة المحادثات بحضور الرئيس اليوغندي، يوري موسيفيني، وممثل لمبعوث (الايغاد) في جنوب السودان، كما شارك فيها عدد من الفصائل المعارضة بجنوب السودان.

وعقد رؤساء السودان ويوغندا وجنوب السودان، وزعيم المعارضة، رياك مشار، اجتماعا صباح الأثنين بالقصر الرئاسي قبيل انطلاقة جولة المحادثات لتسهيل جهود الايقاد لتحقيق السلام في جنوب السودان، قبل أن يخاطب الرؤساء الثلاثة الجلس الافتتاحية.

وقال الرئيس اليوغندي، يوري موسيفيني، امام الجلسة الافتتاحية، إن الاجتماع الرباعي خرج ببعض النقاط التي يمكن ان تمكن شعب جنوب السودان من التمتع بالسلام.

وأوضح أن الحرب لن تجلب اي مصلحة للطرفين المتحاربين كما لن تجلب مصلحة لجيران جنوب السودان ولا المجتمعيين الاقليمي والدولي.

وأكد موسيفيني في كلمته المقتضبة والتي انتزعها قبل أن يتم تقديمه من المنصة، أن والمفاوضاين سيكون لديهم التفاصيل مضيفاً “نحن نتمنى لهم النجاح واتيت فقط ان اقدم تأييدي للمباحثات”.

من جهته قال الرئيس عمر البشير، إن انطلاق جولة المباحثات المباشرة بالخرطوم، تعد خطوة نحو تحقيق السلام الشامل بالجنوب، وأشار إلى أنه لا يوجد مبرر لإطالة أمد الحرب هناك.

ودعا الأطراف لتجاوز الخلافات والمرارات والتسامي فوق الغبن ووضع مصلحة مواطن الجنوب أولاً، لافتاً إلى أن النزاع أدى إلى نزوح نحو مليوني شخص للسودان وتبديد الثروات وسفك الدماء.

ونوه إلى أن الأزمة امتدت آثارها على مستوى المحيط الإقليمي، مما دفع المجتمع الدولي للتلويح بفرض عقوبات على جوبا، الأمر الذي رفضته الخرطوم لجهة أن العقوبات لن تسهم في إيجاد الحلول وإنما تفاقم من معاناة جنوب السودان.

وأكد البشير وضع إمكانات البلاد والخبرات المكتسبة عبر الحرب والسلام لإنجاح المفاوضات بين أطراف الأزمة بدولة الجنوب.

من جهته، أعلن سلفاكير استعداده لدعم الجهود الدولية والإقليمية كافة لإرساء السلام بالجنوب، داعياً خصمه رياك مشار وبقية فصائل المعارضة الجنوبية، أن تكون جاهزة هي الأخرى لإنهاء الحرب.

وقال سلفاكير إنه يشعر بمعاناة الشعب الجنوبي ويحس بآلامهم ومعاناتهم جراء الحرب، متهماً المعارضة بأنهم دائماً مايذهبون إلى تحقيق أجندتهم الخاصة بدعم من جهات خارجية لم يسمها.

ونبه إلى أنه أتى للخرطوم لإكمال الجهود المبذولة من قبل الشركاء لتحقيق السلام ببلاده، وأشار إلى أن استقرار الجنوب جزء من استقرار السودان وأن البلدين تربطهما مصالح مشتركة خاصة فيما يتعلق بالأمن والنفط.