طالبت منظمة العفو الدولية الحكومة السودانية بايقاف ما اسمته بالهجوم الدامي على المحتجين والعاملين في المجال الطبي، خلال المظاهرات التي تشهدها السودان هذه الأيام.

وسقط خلال الاحتجاجات التي اندلعت في السودان منذ شهر نحو 40 شخصاً في كل من القضارف ونهر النيل وسنار والشمالية إضافة للعاصمة الخرطوم التي سقط آخر قتلاها يوم الخميس بمنطقة بري.

وقالت منظمة العفو الدولية اليوم الإثنين إنها تلقت تقارير تفيد بوقوع مزيد من المداهمات للمرافق الطبية على أيدي أفراد الأمن، الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع داخل المستشفيات، واعتدوا على الأطباء.

وأضافت “مما يثير الغضب أن تواصل قوات الأمن السودانية استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين ومقدمي الخدمات الرئيسيين مثل الأطباء، وقتل الناس في موجة جامحة من أعمال العنف”.

وقالت سارة جاكسون، نائبة مدير برنامج شرق أفريقيا والقرن الأفريقي والبحيرات العظمى بمنظمة العفو الدولية إن “ما يثير الغضب أن تواصل قوات الأمن السودانية استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين ومقدمي الخدمات الرئيسيين مثل الأطباء، وقتل الناس في موجة جامحة من أعمال العنف”.

وطالبت السلطات السودانية بتولي مسؤولية قوات الأمن، وأن تكفل وقف استخدام القوة المميتة ضد المحتجين، كما يجب عليهم وضع حد فوري للاعتداء المتواصل على المرافق الطبية والموظفين الطبيين، والمحتجين المصابين وغيرهم من الأشخاص الذين يسعون لتلقي العلاج في المستشفيات، مما يشكل انتهاكًا للحق في الصحة والسلامة الشخصية. ”

وتحدثت منظمة العفو الدولية مع طبيب يعمل في مستشفى الفيصل التخصصي في الخرطوم، يوم الخميس، ابلغها بأن قوات الأمن داهمت المستشفى في فترة ما بعد الظهر، وأطلقت الغاز المسيل للدموع، وألقت القبض عليه هو وطبيب آخر، بالإضافة إلى عاملين آخرين في المجال الطبي.

وأضاف “أما أعضاء الطاقم الطبي الذين تم احتجازهم، فقد تعرضوا للضرب أثناء الاعتقال، واستُجوبوا في مكاتب جهاز المخابرات والأمن الوطني”.

وأكدت المنظمة انها تحققت من مقاطع الفيديو التي تم بثتها على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر واتساب، والتي تظهر قوات الأمن وهي تطلق الرصاص على المحتجين الذين تجمعوا في ملعب لكرة القدم بالقرب من أحد المساجد في منطقة بوري بالخرطوم يوم الخميس.

وأظهرت الفيديوهات سقوط شخص واحد، على الأقل، على الأرض نتيجة لإصابته، وتم حمله حمله من قبل محتجين آخرين، وحسبما ونُقل المصابون إلى مستشفى رويال كير.

وأكد المنظمة الدولية أن قوات الأمن السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع على المنازل والمباني في منطقة بوري، وهو انتهاك صريح للمبادئ التوجيهية الدولية بشأن استخدام القوة التي تتطلب من جميع القوى الامتثال لمبادئ الضرورة والتناسب، وتحظر استخدام الغاز المسيل للدموع في حيز ضيق.

وأضافت “يجب وضع حد لهذا الانتهاك الصارخ للقوانين الوطنية والدولية فوراً، كما يجب إجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة، على وجه السرعة، في جميع ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك حالات الوفاة التي ورد وقوعها في سياق الاحتجاجات، بحيث يتم تقديم كل من تثبت مسؤوليته عنها إلى العدالة في محاكمات عادلة “.