نيالا- دارفور24

كشف وزير الارشاد والاوقاف نصرالدين مفرح عن حالات فساد واسعة في عهد الانقاذ طالت مؤسسات الشئون الدينية بكل السودان، وقال ان هناك مرافق وقفية تؤجر الآن بمبلغ “سبعين” جنيه في حين ان نفس المرفق في موقع مجاور له يؤجر بمبلغ “20” ألف جنيه، واضاف “هناك عقودات باطن ووسطاء يأخذون الجزء الاكبر من ريع الاوقاف بغير وجه حق.

ووجه مفرح مديري الاوقاف بالولايات بإجراء حصر دقيق لكل الاوقاف بولاياتهم، وامهلهم الى يوم العاشر من نوفمبر المقبل لتسليم استمارات الحصر الى الوزارة، مشيراً الى انه بعد عملية الحصر سيتم تشكيل لجنة مستشارين لمراجعة عقودات الاوقاف بكل السودان لإنهاء ما يسمى بعقد الباطن وعقد الظاهر، وابان ان عائد هذه الاوقاف ستتم الاستفادة منه في تسكين الائمة والدعاة في هياكل وظيفية في الدولة بالإضافة  الى الصرف على المؤسسات الدينية.

وقال مفرح ان وزارته شرعت في استثمارات في الاوقاف- وصفها- بالضخمة، يتم الاستفادة من ريعها- وفقاً لشرط الواقف- في رعاية الفقراء والمساكين وتسكين ائمة المساجد والدعاة في وظائف، ونبه الى انه اكتشف من خلال المراجعة التي اجراها ان قاعة الصداقة الشهيرة بالخرطوم هي وقف لكن تم التعدي عليها في فترة الحكم السابق- على حد قوله- ونوه الى ان مشروع الجزيرة به “تسعة” آلاف فدان وقف لم تتم الاستفادة منها، واضاف “السودان بها اوقاف ضخمة لكنها تحتاج الى ان يرتقي الناس الى مستوى المسئولية”

وقال الوزير انه يريد ان يحيي شعيرة الوقف التي قال انها توقفت بسبب ممارسات النظام السابق، وتابع “الواحد يقول ليك انا ما بعمل لي وقف عشان يأكلوه الناس، لذلك نحن نريد ان نعظم شعيرة الوقف” والاستفادة من تجارب الدول التي استفادت من شعيرة الوقف مثل تركيا وقطر والسعودية والكويت التي قال انها تقدمت جداً بالاستفادة من هذا الشعيرة.

وقال وزير الاوقاف ان دعوته لحكومات ولايات دارفور لعقد القاء التفاكري في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور جاء لأهمية هذا للقاء بالإضافة الى ان الحكومة الانتقالية في سباق مع الزمن، وقدم اعتذاره لولاة الولايات ومديري الشئون الدينية والاوقاف بالولايات وقال “نعتذر لدعوتكم الى نيالا ومن المفترض ان نأتيكم في ولاياتكم لكننا في الحكومة الانتقالية في سباق مع الزمن” وذكر ان وزارة الشئون الدينية هي ليست وزارة لرعاية شئون الدين الاسلامي فقط وانما لكل الاديان، بحسب العدالة التي جاءت في شعار ثورة ديسمبر، وقال انه وزارته وضعت على عاتقها تنفيذ ورشة لتأهيل وتدريب كل الائمة والدعاة بالسودان، وابان ان ورشة ولايات دارفور الخمس ستنعقد في مطلع نوفمبر المقبل وتستهدف “300” من الائمة والدعاة، وشدد على ان الفرص الثلاثمائة سيتم توزيعها بعدالة على الولايات الخمس، واضاف ” هذه العدالة تعني ان تشمل الورشة كل الجماعات والطوائف الدينية بما في ذلك الاخوان المسلمين واستدرك “اقصد بالإخوان المسلمين الحركة الاسلامية القديمة جماعة الشيخ الصادق عبد الله عبد الماجد”

وكشف عن اجراءات يقوم بها لهيكلة وزارة الشئون الدينية والاوقاف على المستوي المركزي وقال بعد الفراغ من هذه الهيكلة سيتم تنزيلها الى الولايات، واردف “اضافة الى ذلك نعمل لآن في تعديل القوانين الخاصة بتنظيم عمل الوزارة، وذلك وفقاً لصلاحيات الوثيقة الدستورية الانتقالية، التي قال انها تنص على انه في حال تصادمت القوانين السابقة مع الوثيقة الدستورية يتم تعطيل القوانين، ولفت الى انه بعد اطلاعه على القوانين التي تنظم عمل الوزارة وجد ن قانون “1996” افضل من قانون “2008” لذلك سيتم تعديل هذه القوانين، وأكد انه يسعى لأن يتم تعامل الائمة مثل المهندسين والمعلمين وغيرهم من اصحاب المهن.

واوضح مفرح ان وزارته تعد العدة لتنظيم قوافل دعوية وارشادية في شهر يناير المقبل لكل ولايات البلاد وقراها، وقال ان هذه القوافل لن تكون نمطية كما كانت في عهد النظام السابق، وتابع “هذه القوافل ستشمل كل نواحي الحياة بالتنسيق مع الوزارات الاخرى في الحكومة الانتقالية، منوهاً انها ستحدث حراكاً دعوياً لن يكون المشاركين فيها من الخرطوم فقط وانما سيكون فيها ائمة ودعاة واطباء من ولايات دارفور يسافرون الى كسلا ومن الشمال الى الغرب وهكذا