امتلأت الشوارع القريبة من القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش بالعاصمة السودانية الخرطوم بالمحتجين الذي تقاطروا من الأحياء السكنية لإحياء الذكرى الأولى للثورة التي أسقطت نظام البشير بعد 30 عاماً من الحكم.

وردد المحتجون هتافات مؤيدة لحكومة عبد الله حمدوك وتطالب بعزل ومحاسبة عناصر النظام السابق المعرفين باسم “الكيزان” رافعين صور الضحايا الذين قتلتهم أجهزة أمن البشير.

واقترب المحتجون من مبنى القيادة العامة للجيش لكنهم لم يصلوا مقر الاعتصام الذي اقاموه قبل عام، لأن المداخل قد تم اغلاقها بواسطة القوات المسلحة من خلال نشر الجنود والمدرعات الأسلاك الشائكة.

وانطلقت مواكب التظاهرات في كل مدن السودان عند الساعة الواحد ظهراً وهو ذات التوقيت الذي كان تجمع المهنيين السودانيين يحدده لخروج الاحتجاجات ضد حكومة البشير.

لكن الاحتفالات الأبرز بإحياء ذكرى الثورة السودانية في عامها الأول شهدتها مدينة “عطبرة” التي وصلها الآلاف من عدة مدن سودانية للاحتفال مع سكانها في هذا اليوم التاريخي لها.

ووصل إلى المدينة التي يسمونها “منجم الثورات” قطاراً من الخرطوم على متنه مئات المواطنين يحملون إعلام السودان وصوراً لللقتلى الذي سقطوا برصاص أجهزة أمن البشير خلال الاحتجاجات.

كما وصلت إلى مدينة عطبرة مواكب احتفالية من مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، وهي أيضاً كانت قد شهدت تظاهرات متزامنة مع احتجاجات عطبرة في يوم 19 ديسمبر العام الماضي.

ووصل في “قطار رد الجميل” إلى عطبرة عدد من قيادات تجمّع المهنيين أبرزهم وزير الشباب والرياضة ولاء البوشي، ومحمد ناجي الأصم، والبراق النذير، وآخرون.

وخرجت حشود ضخمة في مدينة عطبرة لاستقبال قطار الخرطوم والاحتفال بمرور عامٍ على الثورة الشعبية التي أطاحت بالنظام العسكري الذي تسبب في انفصال الجنوب، واندلاع الحرب الأهلية في إقليم دارفور، وتدمير الاقتصاد والبنية التحتية، وغيرها من الأزمات التي اقعدت بالسودان في المحافل الدولية.