نيالا- دارفور24
تفاقمت معاناة النازحين بمخيمات مدينة قريضة 86 كيلو متر جنوبي مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، بعد مرور أكثر من اسبوع على كارثة الحريق الذي إلتهم 2248 منزل، وأدى الى مقتل “5” اشخاص حرقاً.
تفاقم وضع المتضررين من الحريق بسبب أن المجتمع وقف متفرجاً في محنتهم، سواء أن كانت حكومة أو منظمات أو مجتمع مدني، ولم تصل أي اعانات لتخفيف حجم الضرر الذي لحق بالنازحين.
وتقول “مريم عبدالله” هي  نازحة وأم لخمسة أطفال لدارفور24 ان الحريق قضى على منزلها بالكامل، واستطاعت ان تنجو هي وأطفالها، دون ان تتمكن من أخذ شئ من مقتنياتها في المنزل، وباتوا الآن بلا مأوى ولا عذاء ولا كساء، مريم قالت انها تعيش الآن مع أطفالها في العراء وليس لديهم ما يقيهم من هجير أشعة الشمس، وذكرت ان أطفالها يشعرون بالجوع وليس لديهم ما يأكلونه، وهي صائمة ولا تشعر بالأمان لتخرج للاحتطاب، وأضافت: وضعنا صعب أرجو أن تنظروا في أمرنا.
ويقول “أحمد محمد مكي” وهو شيخ نازحي مخيم دارالسلام الذي قضى عليه الحريق بالكامل، أن كل نازحي المخيمات التي إلتهمها الحريق يفتقدون الآن للمأوى والغذاء والكساء ومياه الشرب، ووجه نداءً للحكومة بالتدخل العاجل لاغاثتهم، كما طالب مجلسي السيادة والوزراء لزيارتهم لمعرفة حجم الضرر، خاصة في ظل غياب دور الحكومة الولائية والمحلية والمنظمات لإغاثة المتضررين، والآن مضت على الكارثة أكثر من اسبوع، ولا زالت النيران تشتعل في المحاصيل بسبب عدم وجود عربة مطافئ للقضاء على الحريق.
سلطات المحلية أقرت بتقصيرها تجاه المتضررين، وقال مفوض العون الأنساني بمحلية قريضة “محمد عبد النور دليل” إن الحكومة على المستويين الولائي والمحلي والمنظمات لم تقدم اي مساعدات إنسانية للمتضررين طيلة فترة ما بعد الحريق التي تجاوزت الاسبوع، لكنه ذكر أن ديوان الزكاة قدم فقط ذرة للمتضررين، بينما أكتفت مفوضية العون الإنساني بحصر المتضررين من الحريق الذين بلغ عددهم “2448” يعيشون أوضاعاً سيئة- على حسب تقديره- وعزا دليل عدم تدخل الحكومة حتى الآن الى بطء الإجراءات الحكومية، بجانب تحول عمل المنظمات الانسانية من الطوارئ الى التنمية.
في الأثناء قال والي جنوب دارفور موسى مهدي- المتواجد حالياً في الخرطوم- إنه رفع قضية حريق قريضة الى الحكومة المركزية، لتحويل القضية الى الإهتمام القومي، وذكر- في تغريدة على حسابه في فيسبوك- أنه اطلع وزير الضمان الاجتماعي بحجم الكارثة والاضرار التي لحقت بنازحي المخيمات بقريضة، بالإضافة إلى أنه سيجري اتصالاً برئيس مجلس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك لابلاغه بالكارثة، وسيعقد مؤتمراً صحفياً لتمليك الرأي العام حجم المأساة، وأعرب الوالي عن ثقته في أن تثمر تحركاته دعماً للمتضررين، وجاءت تحركات حكومة الولاية لتخفيف آثار الحريق متزامنة مع مبادرة أطلقها ناشطون بوسائط التواصل الإجتماعي لاغاثة ودعم المتضررين.
يقول وكيل ملك قريضة “عامر ابراهيم” أن قضية الحرائق في مدينة قريضة ظلت تتكرر في كل عام، وأضاف ” في كل عام تقضي الحرائق على أكثر من 500 منزل، وأشار الى أن في مارس المنصرم شب حريق قضى على 497 منزل.