نيالا- دارفور24

خلفت الاشتباكات المسلحة التي دارت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور- منتصف أبريل المنصرم والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام- أوضاعاً صحية معقدة بعد ان فقدت المدينة خدمات جميع المراكز الصحية، ومخازن الأدوية الرئيسية.

 

ففور اندلاع المواجهات المسلحة بين الطرفين اقتحم المدينة مسلحون يستغلون دراجات نارية تساعدهم سيارات دفع رباعي مدنية، وانهالوا على المؤسسات الحكومية نهباً وتخريباً، وانضمت إليهم أعداد كبيرة من سكان الأحياء، فلم تسلم من أيدي هؤلاء حتى المراكز الصحية ومخازن الأدوية وبعض ادارات وزارة الصحة.

 

وبحسب متابعات مراسل دارفور24 بمدينة نيالا فإن عمليات النهب والتخريب طالت مخزن الإمدادات الطبية بنيالا الذي يحتوي على مخزون ولايات دارفور من الأدوية للعام 2023م، بجانب مخزني أدوية وزارة الصحة بحي السكة حديد، وبرج الصندوق القومي للتأمين الصحي، ومركز يشفين المرجعي لخدمات التأمين الصحي، فضلا عن ما يزيد عن 10 مراكز فرعية بالأحياء، وادارتي الصحة الانجابية والتحصين.

 

ولم يتبق للمدينة التي يقطنها نحو مليوني نسمة سوى مستشفيات “التعليمي، والتخصصي، السودانى التركي، والايطالي للاطفال، في الاثناء استقبلت مستشفيات المدينة ضحايا الاشتباكات المسلحة بين الجيش والدعم السريع الذين بلغ عددهم 71 قتيلاً وأكثر من 390 جريحاً، فيما تسعى وزارة الصحة هذه الأيام لتشغيل مستشفيي الوحدة جنوبي المدينة، والشيخ موسى شرقي المدينة.

 

ويقول دكتور محمد ادريس رئيس لجنة الطوارئ الصحية بالولاية ان الولاية فقدت بسبب عمليات النهب والتخريب والحرق كل أدوية الأطفال دون سن الخامسة، بالإضافة الى خدمات الصحة الانجابية والتحصين الموسع، ونبه الى الخطر الذي سيواجه الأطفال حديثي الولاية في مقبل الأيام، أضاف “الأطفال الذين سيولدون بعد اسبوعين لن يجدوا جرعات للتطعيم ضد أمراض الطفولة، وكذلك ادوية الأطفال دون الخامسة” وأردف: أطفالنا والنساء الحوامل ليسوا في امان.

 

واوضح مدير الطوارئ الصحية بالولاية دكتور عباس حسن شمس الدين ان الادوية الخاصة بولايات دارفور للعام 2023م وأدوية طوارئ الخريف والأطفال دون سن الخامسة والأدوية المنقذة للحياة جميعها أحرقت ونهبت، وذكر أن كميات الأدوية الموجودة بالولاية لا تكفي لاسبوعين قادمين، لكنه أشار الى ان منظمة الصحة العالمية لديها مخزون من الأدوية وضعته تحت تصرف وزارة الصحة، اضافة الى أن المستشفى التعليمي لديه كميات من الأدوية المنقذة للحياة تكفي لمدة اسبوعين فقط.

 

وقالت وزيرة الصحة بالولاية دكتورة رحاب علقم- في تنوير أمام مجلس وزراء حكومة الولاية- إن الادوية الموجودة بالولاية تكفي لأقل من شهر، لكنها نبهت إلى ان هناك جهوداً لايصال كميات من الأدوية إلى مدينة نيالا كانت عالقة فى الطريق بسبب اندلاع الحرب.

 

وطالت عمليات النهب والتخريب الصندوق القومي للتأمين الصحي بالولاية، وبحسب مسئولة الامداد الدوائي بالصندوق دكتورة سلمى تكنة فقد تم نهب فقدت 16 عربة وتدمير 3 مراكز صحية وجميع المعامل والأشعة بجانب سرقة مخزون الصندوق من الدواء في مجمع يشفين التشخيصي، لكنها أشارت الى توفر بعض الأدوية ستساعد في مجابهة النقص الآن.

 

وفي سياق الجهود المبذولة لمقابلة الظروف الطارئة التي يمر بها قطاع الصحة بالولاية، اجتمعت وزارة الصحة- أمس الأحد- مع ممثلي المنظمات الانسانية العاملة في مجال الصحة، وتم الاتفاق على تنسيق جهود المنظمات والوزارة، بتجميع كل مخزون الأدوية لدى المنظمات بالوزارة لتتمكن ان الاعتماد عليه في تلبية الحاجة للأدوية بالولاية.