نيالا: دارفور 24

كشف مدير إدارة توزيع كهرباء جنوب دارفور بالشركة السودانية لتوزيع الكهرباء المحدودة، مهندس محمد الحافظ النور، تفاصيل العودة التدريجية للتيار الكهربائي بعد 11 شهرًا من الاظلام التام للمدينة.

وبدأت أمس الثلاثاء إدارة توزيع الكهرباء بجنوب دارفور بالشركة السودانية لتوزيع الكهرباء، في التشغيل التدريجي للكهرباء بعد جهود ومبادرات مجتمعية ساعدت في اصلاح الأضرار التي لحقت بخطوط ومحولات كهرباء المدينة، بسبب الحرب.

وقال مدير إدارة توزيع كهرباء جنوب دارفور، مهندس محمد الحافظ النور، لـ”دارفور24″ إنه “بمبادرة من اللجنة العليا للخدمات بنيالا بدأ أصحاب الصناعات الثقيلة بنيالا بتوفير الوقود للمحطة التركية مقابل تشغيل المولدات الاحتياطية”.

وأكد صيانة خط الصناعات خلال الأسبوع المنصرم بينما بدأ الإمداد والتشغيل التدريجي لمنطقة الصناعات بتاريخ ١٨ مارس ٢٠٢٤م بعد عزل كافة المواقع التي لا تتبع لمربع الصناعات الثقيلة بنيالا حاليا.

وأشار إلى أن أصحاب الصناعات سيقومون بتوفير الوقود لمحطة التوليد التركية والتي ستعمل على تشغيل وحدة توليد واحدة فقط لإمداد منطقة الصناعات الثقيلة وفقًا للمبادرة التى فى طور تعميمها على كافة القطاعات بنيالا  حتى يعود الإمداد تدريجيًا، وفق قوله.

وأكد أن اللجنة ستواصل لقاءاتها مع الجهات كافة التي تهمها عودة خدمات الكهرباء لمدينة نيالا وتبحث سبل الدعم لذلك.

تخريب ودمار

وأثناء فترة المعارك التى شهدتها مدينة نيالا بين الجيش والدعم السريع لحوالى 6 شهور متواصلة، دمارا واسعًا لقطاع الكهرباء بدءا بنهب مركبات الشركة وأثاثات المكاتب علاوة على تدمير واسع لأعمدة الكهرباء وسط الأحياء الواقعة في محيط الاشتباكات، بجانب أضرارا فى محطة التوزيع دون أن تتأثر محطة التشغيل الواقعة فى حى السكة حديد شرقي المدينة لبعدها عن مواقع الاشتباكات.

وقال الحافظ لـ”دارفور 24″ إنه “بعد إدخال التيار تدريجيًا لمنطقة الصناعات يعملون حاليًا فى تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الصيانة والتي تشمل بالإضافة لخط الصناعات كل من خط نيالا شرق وخط نيالا غرب وخط نيالا شمال وخط نيالا جنوب، إضافة إلى توفير أعمدة ومواد لإعادة تشييد خطوط وسط المدينة وخط البنوك والمنطقة الصناعية الحرفية، أما خط المياه والجامعة فهي ضمن المرحلة الثالثة من خطة الصيانة”.

وناشد الحافظ جميع المواطنين بالمساعدة فى محاربة التخريب المتعمد لمكونات الشبكة ومحاربة ضعاف النفوس الذين يقومون بتقطيع موصلات وكوابل الخطوط والشبكة وسرقة زيوت المحولات والتبليغ فورا عن تلك الظواهر.

وجدد النداء لعامة المواطنين وأصحاب الحرف والغرف التجارية وكل منظمات المجتمع المدني والشباب بالعمل للمساعدة والدعم من أجل عودة الكهرباء خاصة للمرافق الإستراتيجية من مشافي ومحطات مياه.

وذكر الحافظ أن الأضرار التى لحقت بالكهرباء كبيرة جدا حيث تبلغ جملة تكلفة المواد المطلوبة لتأهيل الشبكة والعودة بها إلى حالة جيدة حوالى 4 مليار جنيه سوداني، بجانب الحاجة لأكثر من 600 عامود خرساني لتغيير الأعمدة المنهارة بجانب الحاجة لزيوت محولات بـ150 برميل لتعبئة المحولات التى أفرغت منها الزيوت، إضافة لحوالى 70 محولًا خافض للجهد مختلفة السعات، وموصلات ألومنيوم 70 مم٢ و 95 مم٢ مكسية وعارية وكوابل كذلك.

وقال الحافظ “إذا لم تتوافر المواد فإنه في حالة عودة التيار تعود الخدمة فقط للأجزاء السليمة من الشبكة، بمعنى أن المحول الخالي الزيت يجب فصله”.

وتدار كهرباء نيالا بواسطة إدارتين منفصلتين أحدها إدارة تركية مسؤولة عن محطة التوليد وأخرى تتبع للشركة السودانية لتوزيع الكهرباء المحدودة يديرها مهندس محمد الحافظ وهناك تنسيق محكم فيما بينهما تتكامل جهودهما فى التوليد والتوزيع.

وأكد أن عودة الخدمة كليا تتطلب تأهيل الشبكة لانسياب وقود التشغيل بمعدل 120 طن يوميًا لمحطة التوليد باعتبار الأحمال تبلغ في ذروتها 30 ميغاواط.

وقال الحافظ إن المحطة التوزيعية بها مشاكل لتعرضها لثقوب بروايش إبان الاشتباكات أدت الى تدفق الزيوت قبل أن يتمكن المهندسون من معالجتها وإعادة تعبئة الزيوت.

وأضاف أن هناك تنسيق فنى بينهم وإدارة محطة التوليد التركية التى تتبع للشركة السودانية للتولبد الحراري لكنهم إداريا منفصلين.

وقال إنهم حاليا مستضافون فى مكاتب إدارة التوليد التركية التى منحتهم مكتب وجهاز حاسوب لتسهيل مهامهم بعد أن فقدوا كل شيئ من آليات وعربات وأثاثات جراء الحرب.