وكالات – دارفور24

أعلن برنامج الأغذية العالمي، اليوم الجمعة، عن وصول مواد إغاثة إلى إقليم دارفور غرب السودان لأول مرة منذ أشهر عبر حدود تشاد، مؤكدًا وصول أغذية يستفيد منها نحو 250 ألف شخص يواجهون الجوع الحاد، لكنه كرر التحذير من تفاقم كارثة الجوع بالبلاد.

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه تفاوض على تسليم أول قافلتين من المساعدات الغذائية إلى دارفور بعد شهور من عدم تمكنهم من ذلك، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة ناجمة عن الحرب.

وأثارت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مجاعة واسعة النطاق في البلاد، بعد تدمير البنية التحتية والأسواق وتشريد أكثر من ثمانية ملايين شخص.

ووصلت إلى مناطق في دارفور، في نهاية شهر مارس الماضي، قافلتا مساعدات كانتا محملتين بمواد غذائية يستفيد منها نحو 250 ألف شخص يواجهون الجوع الحاد، بحسب البرنامج التابع للأمم المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم البرنامج في السودان ليني كنزلي، اليوم الجمعة في مؤتمر صحافي بجنيف، عبر الفيديو من نيروبي، إن توزيع المواد الغذائية يجري الآن في ولايتي غرب ووسط دارفور.

وتعد هذه الشحنات الأولى التي تدخل عبر الحدود منذ أن منعت السلطات الموالية للجيش دخولها من ناحية الحدود مع تشاد في فبراير 2024.

وقالت كنزلي خلال المؤتمر: “هناك قلق جسيم من أن عدم حصول شعب السودان على تدفق مستمر للمساعدات عبر جميع الممرات الإنسانية الممكنة.. سيؤدي الى تفاقم كارثة الجوع في البلاد”.

وتابعت إن “التوقف الموقت لممر المساعدات الممتد من تشاد، فضلاً عن القتال المستمر وعمليات الاستيضاحات (الأمنية) المطولة لدخول شحنات المساعدات والتهديدات الأمنية، جعلت من المستحيل على العاملين في المجال الإنساني العمل بالحجم المطلوب لتلبية احتياجات الجوع في السودان”.

وأضافت كنزلي إنه “مع بدء موسم العجاف في غضون بضعة أسابيع، سوف يتزايد الجوع في السودان، وأكثر مخاوفنا هو أننا سنشهد مستويات غير مسبوقة من المجاعة وسوء التغذية تجتاح البلاد”، مشيرة إلى صعوبة الوضع في إقليم دارفور على وجه الخصوص.

وأوضحت أن محصول الحبوب في دارفور كان أقل بنسبة 78 في المئة عن متوسط السنوات الخمس الماضية، في حين وصل الجوع في ولاية غرب دارفور إلى مستويات مثيرة للقلق.

وأكدت أن الطريق من تشاد “حيوي إذا كان لدى المجتمع الإنساني فرصة لمنع المجاعة على نطاق واسع” في غرب دارفور.

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس في المؤتمر الصحافي إن الاحتياجات الإنسانية في السودان بلغت مستويات قياسية. وتابعت “إنها كارثة صحية مستمرة”.

ومن المتوقع حدوث جوع كارثي، وهو مصطلح مستخدم على مستوى الأسر لوصف ظروف المجاعة -في الخرطوم وغرب دارفور اللتين شهدتا أعنف الهجمات وفقا لشبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة- وكذلك في مناطق كثيرة أخرى في دارفور لاذ بها ملايين النازحين.

وتمكنت قافلة تحمل 1300 طن من الإمدادات من الوصول عبر معبر أدري الحدودي مع تشاد إلى غرب ووسط دارفور، وهما منطقتان تشهدان بالفعل مستويات طارئة من الجوع بعد أن اجتاحتهما قوات الدعم السريع.

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه ليس متأكدا من إنْ كان سيتمكن من التفاوض على استخدام حدود تشاد لإدخال المساعدات إلى السودان مرة أخرى.