جنوب كردفان – دارفور24

يواجه الرعاة في ولاية جنوب كردفان خطر فقدان ماشيتهم بسبب الحرب وتقاطع الصراعات القبلية التي أدت لانحسار المراعي وتقييد حركة الرعاة.

وحرم الصراع المسلح رعاة قبائل النوبة من التنقل شمالًا إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وبالمقابل لا يستطيع رعاة القبائل العربية التنقل نحو المراعي التي تقع تحت سيطرة الجيش السوداني أو الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو.

وقال اسحق النور، مدير إدارة المراعي والعلف بمحلية الدلنج، لـ “دارفور24” إن الحرب تسببت في نزوح واسع للرعاة من مناطق المصايف إلى مناطق المخارف، ما تسبب في ضغط عالي على الأخيرة.

وأكد أن الماشية تكدثت في الجزء الشمالي لجنوب كردفان بعدد أكثر من طاقتها وأصبحت حركة الرعي محدودة.

وأضاف أنه “بسبب الحرب معظم الرعاة والرحل في جنوب كردفان لا يستطيعون الوصول لمناهل المياه من الحفائر والطرمبات الغاطسة التي تتوفر بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان فضلًا عن أنهم لم يستطيعوا صيانتها مما تسبب بانهيارها”.

من جهته قال محمد السيد أقوني، لـ “دارفور24″ إن تواجد الدعم السريع في المناطق الشمالية أثر على حركة الرحل من بعض القبائل خصوصًا الرحل من النوبة في تلك المنطقة.

يشار إلى أن كثير من الرُحل من بعض القبائل العربية كـ”الحوازمة والعياتقة” وهم يمتلكون قطاع واسع من الماشية لا يستطيع الرعي في مناطق سيطرة القوات المسلحة لتصنيفهم من حواضن الدعم السريع.

وأضاف أقوني “بسبب سيطرة القوات المتحاربة على المناطق على أساسي اثني قبلي سبب بتوقف كل مسارات الرعي بالمنطقة”.

وتسيطر الحركة الشعبية على قطاع واسع من السلسلة الجبلية الممتدة من جنوب رشاد حتى غرب ابوجبيهة ومن الفيض ام عبدالله والأزرق حتى كاودا، كذلك تسيطر على معظم القرى حول كلوقي، الأمر الذي أثر على مجموعة كبيرة من الرعاة وحرمهم من الرعي في المناطق التي تمثل قطاع غابي كبير في المنطقة الشرقية.

وأوضح أن كل من يسلك المرحال بماشية يعتبر بقاري سواء كان من النوبة أو القبائل العربية أو الفلاتة أو البرقو أو الكواهلة أو غيرو من القبائل.

وتابع “نحن نقسم المجتمعات الرعوية إلى ثلاثة رحل وشبه رحل ومجتمعات مستقرة”.

شح الأعلاف

وأضاف أن بعض القبائل العربية التي تستقر في مناطق سيطرة الدعم السريع يعانون من شح الاعلاف في تلك المناطق لأنها فقيرة جدًا ولا يستطيعون الترحال في المناطق الجنوبية أو الغربية من الولاية لسيطرة القوات المسلحة والحركة الشعبية عليها.

وأكد أن النزوح تسبب في تكدس الماشية بأعداد مهزلة في المناطق السكنية مما ادي إلى ظهر مبادئ تصحر.

وقال اسحق إن كل المساحات والأراضي الغير صالحة للزراعة في جنوب كردفان تعتبر مراعي لكثير من القبائل العربية وقبائل النوبة والفلاتة والبرنو والبديرية والحمر وكثير من القبائل الأخرى.

وأشار إلى أنه “يوجد في جنوب كردفان ثلاث مراحيل أساسية يستقلها الرعاة اثناه رحلات الصيف والخريف، هي المرحال الغربي ويمر بالجزء الشرقي من مدينة الدلنج، والمرحال الأوسط ويمر بمحلية هبيلا ودلامي، والمرحال الشرقي الذي يمر بمحلية العباسية”.

وأضاف أقوني أنه لا توجد مصادر مياه في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع مما ضيق الخناق على الرعاة، موضحًا أن معظم مناطق خدمات الرعي التي توفر خدمة فض النزاعات والبيطرة تعرضت للنهب والسرقة من قبل المنفلتين والمليشيات المسلحة المنتشرة في المنطقة.

وقال إن المراعي تحتاج لصيانة دورية كنثر البذور في المناطق المتدهورة وجمع البذور من المناطق الغنية وعمل خطوط النار للحفاظ على الحشرات النافعة والشجيرات النامية من أي حريق قد يحصل، مشيرًا إلى أن ذلك لم يحدث بسبب الحرب.