بابكر فيصل: “تقدم” ستطرح رؤيتها السياسية للشعب السوداني والعالم

أديس أبابا: دارفور24

كشف عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية، بابكر فيصل، عن تحركات إقليمية ودولية لإشراك حزب المؤتمر الوطني في العملية السياسية المقبلة، مؤكدًا رفضهم القاطع لذلك.

وقال بابكر في مقابلة مع “دارفور24” تنشر لاحقًا، إن “تنسيقية “تقدم” ستطرح رؤيتها السياسية التي تتضمن تصورًا لتصميم عملية سياسية بأطرافها ومائدتها المستديرة، وكل ما يتعلق بالقضايا محل النقاش، للشعب السوداني والقوى السياسية وكافة الفاعلين والمجتعين الإقليمي والدولي ولن تخضع لأي نوع من الضغوط”.

وأشار إلى وجود محاولات سابقة للمبعوث الأممي للسودان حينها فولكر بيرتس، لاشراك المؤتمر الوطني وواجهاته لكنها فشلت بعد ان قاطعتها قوى الحرية والتغيير وقتها.

وأضاف أن “هذا الأمر سيتكرر مرة أخرى إذا أصروا على إشراك الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، نحن لن نخضع لأي نوع من الضغوط لجهات إقليمية أو دولية، وفي نفس الوقت نحن منفتحون على كافة القوى السياسية عدا المؤتمر الوطني حتى هؤلاء الذين يساهمون الآن ويشاركون في الحرب نحن ما عندنا مانع إذا اعلنوا تخليهم عن الحرب، يمكنهم الانضمام إلى ركب العملية السياسية”.

وأوضح فيصل أن “المؤتمر الوطني ليس حزبًا سياسيًا، بل لديه كيانات مسلحة وكتائب ومليشيات تقاتل في هذه اللحظة على الأرض، هذا حزب لديه نواة عسكرية صلبة موجودة في القطاع الأمني والعسكري، والآن يسيطر على جهاز الدولة وعلى بيروقراطية الحكم في السودان”.

وقال: “بالتالي إذا لم يكن هناك ضمان لتحجيم الحزب في كل هذه الأمور واقتلاع هذه الامتيازات منه، سنظل ندور في الحلقة المفرغة ولن نصل إلى ديمقراطية فاعلة، لذلك لن نستجيب للابتزاز وسنسعى مع جماهير الشعب وكافة القوى للضغط في اتجاه إبعاد هذا الحزب من أي عملية سياسية قادمة”.

نص الحوار تاليًا:

ماهو التقييم العام للمؤتمر التأسيسي لـ(تقدم) لمنعقد حاليًا بأديس أبابا وماهي التحديات والعقبات؟

المؤتمر حسب تقييمنا حقق نجاحًا كبيرًا للغاية خصوصًا مع الصعوبات التي واجهت لجنة التحضير بعد ان تأخر أكثر من مرة، واجهتنا عقبات وتحديات مرتبطة بالأمور الإدارية وخروج المشاركين من داخل السودان والتواصل مع مختلف الأطراف والفئات، لكن اللجنة التحضيرية قامت بعمل كبير استمر لأكثر من ثلاث شهور حتى وصلنا للمؤتمر بنسبة حضور قاربت الـ95% من المشاركين، وجاء المشاركون عبر تصعيد من القواعد وليست عملية صورية، حتى الان نحن راضين تماما عن ما تم.

*ثم ماذا بعد المؤتمر ما المتوقع؟

للمؤتمر هدفين رئيسين، الأول هو التركيز الكبير على المعاناة الإنسانية التي يواجهها السودانيين، وقد ظهر ذلك في اليوم الاول من خلال تخصيص الجلسة الاولى للموضوع الانساني، لابراز وجه “تقدم” المتقدم في التعامل مع القضية الانسانية، والهدف الثاني هو الرؤية السياسية  لما بعد مرحلة المؤتمر والتأسيس واختيار الهياكل الدائمة للتنسيقية والرؤية بإذن الله ستشتمل على أمور كثيرة على رأسها قيام المائدة المستديرة بين الأطراف السودانية للوصول الى النقاط المشتركة في القضايا الأساسية المرتبطة بإيقاف الحرب وانطلاق العملية السياسية، أما الهدف الثالث هو اجازة النظام الأساسي وتكوين الهياكل الدائمة والثابتة لـ”تقدم”، باكتمال هذه الأهداف الرئيسة ينتهي المؤتمر ونبدأ في المرحلة القادمة من حشد الموارد والطاقات من أجل ايقاف الحرب عبر التواصل الجماهيري مع كافة قطاعات الشعب السوداني والسياسي مع القوى السياسية والدبلوماسي مع القوى الاقليمية والدولية.

*بالنسبة لتوسيع المشاركة هل من تصور لتحالف مستقبلي جديد ام تبقى تقدم كما هي؟

قد تكون لاحظت حتى هذا المؤتمر ليس مثل الاجتماع الأول الذي تم في في اكتوبر من العام الماضي بحيث انه منذ ذلك التاريخ قررت “تقدم” ان تنفتح بالكامل على مختلف القوى السياسية والمجتمعية والشبابية وتنظيمات المرأة وكل مكونات المجتمع السوداني، وخلقنا حلقات تواصل مع القوى السياسية مع الحزب الشيوعي وحزب البعث الأصل ومع الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة عبدالعزيز الحلو، وحركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد نور، ومع مختلف قوى الثورة بحيث ان ندعوها للانضمام الى “تقدم” او في حال تعذر ذلك نكون على تنسيق من أجل الوصول لمرحلة العملية السياسية وقبل ذلك مقترح المائدة المستديرة.

حتى اللحظة قُدمت لنا أكثر من 80 طلبًا للانضمام ونظرنا فيها وأجزنا انضمام 20 منها، وهم مشاركون الآن في المؤتمر التأسيسي، بينما ندرس بقية الطلبات ونحن منفتحون على كل الإضافات، ونعتقد ان السودان في حاجة الى اكبر جبهة مدنية تمثل قطاعات الشعب السوداني.

*دكتور عبدالله حمدوك وقع اعلان نيروبي مع عبدالواحد نور من جهة وعبدالعزيز الحلو من جهة أخرى، بصفته رئيس وزراء سابق وليس رئيس تنسيقية “تقدم” لماذا؟

هو في الحقيقة نحن في “تقدم” قررنا أنه بأي شكل لابد أن نصل كل القوى السياسية والحركات وغيرهم من أجل الانضمام ولذلك لم نتمسك بالشكليات مثلا الحركة الشعبية قيادة عبدالعزيز الحلو وافقت ان توقع معنا باسم “تقدم” والآن عندها وفد مشارك بصفة مراقب في المؤتمر التأسيسي، لكن حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد نور، رفضت وقالت أن لديها رؤية أكبر مما تطرحه “تقدم” لذلك نحن لم نتمسك بهذه الشكليات وتم التوافق على التوقيع، وهذا سيكون اسلوبنا في التعامل مع كل القوى السياسية ونحاول بأي شكل أن نتداخل معها لأجل ان نجذبها لصالح الكتلة الديمقراطية المدنية الكبيرة.

*قلت أن الحركة الشعبية وافقت على التوقيع مع “تقدم” هل سيكون لتوقيع على نفس الأجندة في اعلان نيروبي أم لديكم إضافة؟

هي وقعت على اعلان نيروبي وهو يمثل تنسيقية “تقدم” ولو به بعض الاختلافات الطفيفة، لكن في مجمله يمثلنا وهو في صالح تأسيس الرؤية الجديدة لما بعد الحرب، هنالك بعض الأمور الصغيرة انشاء الله بعد ما تكتمل هياكلنا الدائمة سنواصل الحوار فيها مع الأطراف في “الشعبية وتحرير السودان
لأجل ان نصل لاتفاق كامل.

*هل لديكم معلومات عن موعد استئناف مفاوضات جدة؟

حتى هذه اللحظة ليس لدينا اي تفاصيل، كنا على تواصل مع الوساطة والمسهلين لحدي أمس المساء لا توجد تفاصيل بتحديد تاريخ معين لاستئناف المنبر لكن الجهود مستمرة ونتوقع ان يستأنف المنبر في الفترة القريبة القادمة.

*هنالك حديث عن توسعة منبر جدة بضم وسطاء جدد؟

لو تذكروا سلفا في المفاوضات التي تمت في المنامة، كانت بواسطة خمسة مسهلين هم “الولايات المتحدة الامريكية، المملكة العربية السعودية، دولة الامارات العربية، جمهورية مصر والبحرين”، وفي تصريح للمبعوث الامريكي على هامش اللقاءات التي تمت في مؤتمر باريس ذكر أن الوساطة في جدة وافقت على توسيع المنبر بحيث يضم الامارات ومصر، وسلفا المنبر ضم الاتحاد الافريقي والايقاد منذ مفاوضات جدة الثانية في اكتوبر الماضي، وبالتالي نحن بهذه المشاركة نكون مطمئنون بأن كل الأطراف الفاعلة والمؤثرة في القضية السودانية موجودة في جدة.

*بعد عام من الحرب اتضح مدى سيطرة الإسلاميين على المشهد هل من رؤية جديدة للتعامل معهم؟

نعم واضح أن الاسلاميون هم دعاة استمرار النزيف الذي أشعلوا ناره، وليس من اليوم بل منذ قيام الثورة عقدوا العزم على ان يعرقلوا طريقها عبر مسيرات الزحف الأخضر ورفع سعر الدولار والمضاربة فيه وإطلاق عصابات تسعة طويلة وغلق الميناء و…الخ، مرورا بالانقلاب العسكري على الحكومة الانتقالية في 25 اكتوبر وصولا الى حرب 15 أبريل 2023، وهم يريدون استمرارها حتى تتم مكافأتهم بأن يصبحوا جزءًا من العملية السياسية، وهذا ما نرفضه تمامًا نحن في تقدم.

المؤتمر الوطني ليس حزبًا سياسيًا، بل هو حزب لديه كيانات مسلحة وكتائب ومليشيات الآن في هذه اللحظة تحارب على الأرض، منها البنيان المرصوص والبراء والفرقان وإلى أخره.

هذا حزب لديه نواة عسكرية صلبة موجودة في القطاع الأمني والعسكري وجهاز المخابرات والشرطة والجيش، هذا حزب لديه تمكين متجذر في الدولة، بدأنا نقلل من دوره في فترة الحكم الانتقالي لكنه عاد بالكامل بعد الإنقلاب على الحكومة الانتقالية، والآن يسيطر على جهاز الدولة وعلى بيروقراطية الحكم في السودان.

وهذا الحزب تمكن خلال الـ(30) سنة من السيطرة على كل مفاصل الاقتصاد في السودان، وبالتالي إذا لم يكن هناك ضمان لتحجيم الحزب في كل هذه الأمور واقتلاع هذه الامتيازات منه، سنظل ندور في الحلقة المفرغة ولن نصل إلى ديمقراطية فاعلة، لذلك لن نستجيب للابتزاز وسنسعى مع جماهير الشعب وكافة القوى للضغط في اتجاه إبعاد هذا الحزب من أي عملية سياسية قادمة.

هنالك تحركات دولية وإقليمية متمثلة في الاتحاد الأفريقي لعقد لقاءات مع المؤتمر الوطني هل يعني ذلك اشراكه في الحل؟

لدينا معلومات كاملة عن أن جهات إقليمية ودولية تسعى لاشراكهم، ونحن الآن في رؤيتنا السياسية كما ذكرت يوجد طرح كامل وتصميم لعملية سياسية بأطرافها ومائدتها المستديرة، وبكل ما يتعلق بالقضايا المفترض أنها تناقش، وبالتالي سنطرح هذا الأمر للشعب السوداني والقوى السياسية وكافة الفاعلين والمجتعين الإقليمي والدولي ولن نخضع لأي نوع من الضغوط.

وقد كانت هناك محاولات سابقة للمبعوث الأممي للسودان في حينها فولكر بيرتس، وبمشاركة “برهان وحميدتي” وما يسمون أنفسهم بالكتلة الديمقراطية، ونحن في الحرية والتغيير وقتها قطعناها وفشلت، وهذا الأمر سيتكرر مرة أخرى إذا اصروا على إشراك الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، نحن لن نخضع لأي نوع من الضغوط لجهات إقليمية أو دولية، وفي نفس الوقت نحن منفتحون على كافة القوى السياسية عدا المؤتمر الوطني حتى هؤلاء الذين يساهمون الآن ويشاركون في موضوع الحرب نحن ما عندنا مانع إذا اعلنوا وقوفهم مع وقف الحرب وعدم استمرارها يمكنهم الانضمام إلى ركب العملية السياسية.

كتائب المؤتمر الوطني المسلحة هل يمكن أن تكون جزءًا من منبر جدة الخاص بالترتيبات العسكرية؟

بأي شكل من الأشكال لا يمكن لأن هؤلاء مليشيات خارج إطار القانون، وهذه المليشيات حزبية، والآن الذين يتفاوضون في منبر جدة طرفين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتكوين المليشيات هو وتقنين للفوضى، وبالتالي أي اتجاه لشرعنة هذه المليشيات مرفوض.

هل أصبحت البيئة في السودان مواتية لوجود الجماعات الارهابية؟

نحن حذرنا منذ بداية الحرب من أن هنالك مخاطر ثلاثة تمشى في التطور، والآن وصلت ذروتها، الخطر الأول هو التدخل الإقليمي السالب في الشأن السوداني لأن كل دولة لديها مصالح متداخلة، والخطر الثاني ازدياد الانقسامات الجهوية والعرقية في السودان وتفشي خطاب الكراهية وتقسيم البلاد، والخطر الثالث دخول الجماعات المتطرفة وهذا بدأ ورايناه في قطع الرؤوس وأكل الاحشاء وما إلى ذلك، والبيئة الآن في السودان جاذبة للجماعات المتطرفة لذلك نحن ندعو إلى وقف الحرب بأسرع ما يكون حتى نقدر نلحق بلدنا لأن السلاح أصبح في يد أي شخص يرتدي زي الجيش والدعم السريع، وبالتالي إذا لم يتم  وقف الحرب والانتقال بسرعة شديدة للعملية السياسية، وقبلها عودة المواطنين إلى منازلهم ورجوع الحياة الطبيعية، بالتأكيد خطر الإرهاب سيظل ماثلًا  وواقعًا في أرض السودان.

قال ياسر العطا أن حكومة بورتسودان قطعت شوطًا في وضع دستور جديد بعد إلغاء الوثيقة الدستورية؟

بالنسبة لهذا الحديث سيتم إجازته في الرؤية السياسية خلال المؤتمر المنعقد، وبالنسبة لنا كقوى مدنية منذ 25 أكتوبر الوضع السياسي في السودان غير شرعي ولا توجد حكومة شرعية في السودان، وقد جمد الاتحاد الافريقي عضوية السودان وبالتالي زالت كل الشرعية، الوثيقة الدستورية تم تجميدها وأصبحت بالنسبة لنا من الماضي، ونحن الآن سائرون لتكوين حكومة مدنية بالكامل، وبالتالي الحكومة غير شرعية وما تقوم به غير شرعي.

هنالك مطالب بتكوين حكومة منفى موازية لحكومة بورتسودان هل هنالك أي اتجاه لتقدم لتكوين حكومة؟

هذا الرأي أصبح سائر عند أطراف عديدة، ونحن في تقدم لم نناقش أمر مثل هذا، وليس في نوايا هذا المؤتمر أن يخرج بتشكيل حكومة لأسباب عديدة متعلقة بتجارب حكومات المنفى الفاشلة التي تمت في دولة مشابهة لحالة السودان، إضافة إلى أن القوى المدنية غير موجودة على الأرض في السودان، السودان الآن إما أراضي يسيطر عليها الجيش او الدعم السريع، وأي اصدار لمثل هذا الأمر يعمل تشويش وقد يمهد للانقسام كما حدث في ليبيا واليمن، وهذا يدخلنا في سيناريو التقسيم  الذي نخشى أن تدخل فيه، وبالتالي هذا الأمر يحتاج إلى رؤية عميقة قبل الشروع فيه.

كثر الحديث عن التمويل الذي تتلقاه تقدم لعقد مثل تلك المؤتمرات؟

هذه قضية تحدثنا عنها في السابق عبر عدد من الناطقين الرسميين وأوضحنا أننا نتعامل قوانا ومساهمتها مع الشعب السوداني وما تجود به القوى السودانية ومنظمات دولية غير حكومية تتعامل مع هذا الشأن بكل شفافية، وشكرناهم  في خطابنا الافتتاحي، نحن لا نقبل أي دعم لتقدم مرتبط بإملاءات  واشتراطات، ونقود هذا الخط بكل استقلالية ولا نخشى من المزايدات، وما يسمون أنفسهم بالكتلة الديمقراطية عقدوا اجتماعًا مماثلًا في القاهرة قبل أسبوعين ولم يسألهم أحد عن مصادر التمويل، هذا الأمر يوجه لنا لأجل التخوين والإساءة ونحن لا نخشى ذلك.