الفاشر – تقرير دارفور24

حذر مواطنون وخبراء زراعيون من فشل الموسم الزراعي هذا العام بولاية شمال دارفور مما قد يؤدي إلى مجاعة، لاعتماد السكان بنسبة كبيرة على المنتجات الزراعية في ظل غياب المساعدات الإنسانية.

ومع بداية شهر يونيو من كل عام يبدأ سكان مدينة الفاشر والمحليات بنظافة الأرض استعداداً لفصل الخريف وزراعة المحاصيل المطرية مثل الدخن والذرة بأنواعه والفول السوداني وحب البطيخ  والبامية وحب البطيخ.

لكن خريف هذا العام يختلف عن سابقه عقب اندلاع الحرب في البلاد منذ منتصف أبريل العام الماضي والذي خلف أوضاعًا كارثية في مجالات الحياة المختلفة من بينها الزراعة أدى إلى تقليص مساحات واسعة من الأراضي العام الماضي، وفقاً لخبير زراعي تحدث لـ”دارفور24″.

وأشار إلى أنه “بعد الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر وسيطرتها على معظم مناطق الإنتاج الزراعي وانتشار النهب المسلح والجماعات المسلحة في إنحاء الولاية، ذاد من مخاوف فشل الموسم الزراعي”.

مهددات أمنية

قال عدد من المزارعين أن الموسم الزراعي هذا العام بات مهدداً ولن يستطيع أحد الوصول إلى مزرعته.

وقال المزارع يعقوب الصادق لـ”دارفور24″ من منطقة “أم مراحيك” 40 كلم شمال الفاشر إن الموسم الزراعي يحتاج إلى إمكانيات مالية وتجهيزات مبكرة من إصلاح الأراضي وتجهيز التقاوي وحجز التراكتور وإحضار الوقود.

وأضاف: “ننتج في أم مراحيك أكثر من 4 ألف جوال فول وحوالي 700 جوال دخن، وأكثر من ألف جوال ذرة إضافة لمحصول السمسم وحب البطيخ واللوبيا”.

وأكد أن المساحة التي كانت تزرع شمال الفاشر تتجاوز 50 ألف فدان، تبدأ من بوابة مليط وحتى مناطق الصياح وغرب مليط وهي مناطق خصبة.

وأوضح أحد المزارعين من شنقل طوباي 55 كلم جنوب غرب الفاشر أبكر محمد عبد المالك لـ”دارفور24″ صعوبة زراعة الأرض هذا العام لوجود تحديات أمنية تشهدها المنطقة، وأشار إلى عمليات اعتداء للنساء الأسبوع الماضي عقب ذهابهن لنظافة الأرض وتعرضهن للجلد بالسياط.

وتوقع حدوث مجاعة لاعتماد السكان بشكل أساسي على الزراعة في المساحة المعروفة بقوز “أبزريقة” والواقعة جنوب غرب الفاشر.

وأكد من أن غياب الأمن وانتشار النهب المسلح في المناطق الزراعية العام الماضي خلف قتلي وجرحي وسط المزارعين ساهم في التخلي عن فكرة الزراعة هذا الموسم.

هدنة إنسانية

بدوره طالب الخبير الزراعي المهندس مختار أحمد حبيب أطراف القتال بولاية شمال دارفور بوقف القتال لـ”هدنة إنسانية” لصالح الموسم الزراعي وتخفيف معاناة المواطنين بدارفور.

وقال مختار لـ”دارفور24″ إن الولاية موعودة بفقدان أكثر من 5 مليون فدان زراعية من جملة الأراضي الصالحة للزراعة بينها 160 ألف فدان بمشروع ساق النعام الزراعي بمحلية كلمندو 45 كلم جنوب الفاشر، والذي ينتج كميات كبيرة من الذرة والدخن يساهم في المخزون الإستراتيجي للغلال بالولاية.

وذكر مختار أن من بين المشاريع الزراعية التي دخلت الخدمة العام الماضي مشروع أم بياضة الزراعي بمحلية المالحة 136 كلم شمال شرق الفاشر والذي بدأ بنحو 3500 فدان والذي يمكن الإستفادة منه في زراعة القمح عبر الجمعيات الزراعية بالمنطقة.

وحذر مختار من أن فشل الموسم الزراعي هذا العام سيؤدي إلى مجاعة جماعية لاعتماد شمال دارفور على 40% من إنتاج الدخن والذرة كغذاء من الزراعة المطرية وسد بقية الاحتياجات من الولايات المجاورة، متوقعًا وصول أسعار جوال الدخن الى نحو 300 الف جنيه وأسعار جوال الذرة إلى 280 الف جنيه والذي وصل حالياً إلى 150 الف جنيه للدخن و130 الف جنيه للذرة.

اعتداءات متكررة

وبشأن التحديات التي تواجه المزارعين قال إنها تتمثل في غياب الأمن وزيادة الاعتداءات المتكررة للمزارع من قبل الرعاة وخلق أزمات مع المزارعين وضعف قدرات الدولة في الوقت الحالي لمجابهة الآفات خاصة الطيور، وعدم توفر المبيدات وارتفاع أسعار الوقود واختفاء الآلات الزراعية الحكومية والتجارية خوفاً من نهبها أثناء خروجها من الفاشر للمشاريع الزراعية.

وبدوره كشف أحد العاملين بوزارة الزراعة بشمال دارفور فضل حجب اسمه لـ”دارفور24″ عن وجود كميات من التقاوى التي تسلمتها الوزارة العام الماضي من “الفاو” منتصف سبتمر الماضي وتوزيع كمية منها للمحليات.

وذكر أن أبرز التحديات هذا الموسم هو استمرار المعارك بمدينة الفاشر والحصار المفروض عليها وانعدام الأمن مما يصعب التحرك للفرق العاملة للخروج وإجراء المسح الزراعي وتوقف تمويل الزراعة عبر البنوك والتجهيزات المبكرة لصيانة الآلات الزراعية وعملية توزيعها.