لم يتوقع أكثر المتشائمين ان يستنسخ الطبيب
بمدينة الجنينة ابراهيم الخليل تجربة سوق المواسير التي أطاحت بعشرات المليارات من
رؤوس الأموال خلال العام 2010 في مدينة الفاشر؛ نظراً لمكانة الطبيب الخليل التي  يتكئ عليها من  ثقة وعلاقات طبية واسعة وسط المجتمع فضلا علي
ذلك يسر حالته الاقتادية ولايصنف . تقول بداية الرواية بحسب الضحايا ان الطبيب
ابراهيم الخليل بدأ بشراء مركبات بأسعار اعلى سعر من قيمتها عبر شيكات أجلة السداد
ومن ثم بيعها بأقل من قيمتها واستخدم عيادته بالمقرب من معرض للسيارات ذاع صيته
وسط الراغبين المهتمين بتجارة المركبات اضافة الى ان كافة الذين باعوا سياراتهم
لهذا الطبيب سدد لهم مبالغهم وحققوا فوائد كبيرة وسريعة. فقد حفزت الخطوة آخرين
بحسب أحد المتعاملين مع الطبيب مفضلا حجب اسمه خوفاً من ملاحقته السلطات في القضية
والذي أضاف بان بعض المتعاملين سألوا الطبيب عن سر شرائه السيارات وبيعهم بأقل من
أسعار شرائها فطمئنهم بانه يستورد بأسعارها النقدية دوء من دول الجوار ليربح ويغطي
فقدان الأسعار . غير أن قواعد اللعبة تغيرت  وأصبح الطبيب يوقع علي دفاتر شيكات هي ملك لآخرين
اتضح لاحقا أنه اشتراها بمبالغ كبيرة من أصحابها لاستخدامها والتوقيع عليها وارتدت
الشيكات بسبب عدم مطابقة التوقيع بلاضافة الي ذلك الشيكات غير مغطية وبعدها تعالت
أصوات الضحايا مطالبين بحقوقهم ،وما كان امام الطبيب من خيار سوى الاختفاء ومن ثم
تكشفت معالم الجريمة المنظمة وان المسألة خدعة كبيرة استخدمت فيها دفاتر شيكات
لآخرين ، اختلف الناس حول الرقم الحقيقي وذلك بسبب إخفاء بعض الضحايا لمعلوماتهم
وعدم الإفصاح عنها . بيد أن مصدراً أمنياً  ذكر ان البلاغات وصلت 15 بلاغاً ولا يزال يتقدم
المتضررون الى النيابة لفتح بلاغات في الجاني في الوقت الذي رفض المصدر عن رقم
المبالغ التي وقع الاحتيال عليها . وتتناقل الأوساط الشعبية عدة روايات تقول
احداها ان  سبعة مليارات تم الاحتيال عليه
وتقول ثانيها ان المبالغ تسعة مليارات  وأخرى
ثلاثة وعشرون مليار.  التقيتنا ضحيتين
كلاهما متورط  بعربيتن أحدهم يسكن حي النسيم متضرر بمئتان وخمسون ألف بحسب
روايته والثاني بأربعمائة وعشرون ألف جنيه، الأخير تحدث بحرقة قائلا كان يجب أن
أتعظ من تجربة مواسير الفاشر لكنها الأقدار هي التي حكمت علي اموالي بالإعدام وعلي
ان أتحمل حماقتي، واللافت في الامر أن معاوني الطبيب أحدهما صيدلي  وتاجر ونظامي بالإضافة سماسرة . وفي القوت الذي
اختفى فيه المتهم الرئيس الى جانب مساعده الصيدلاني والقاء القبض على النظامي أخذت
هذه القضية مساراً مختلفاً عن سوق مواسير الفاشر وخطير ينذر بكارثة وشيكة اذا لم
يتم تدارك الأمر حيث اصطف المتضررون بحسب قبائلهم وان القبيلة الفلانية تضررت بكذا
من المال .اجتمع المتضررون اكثر من مرة بخصوص هذا الامر.  .
لكن محامياً شهيراً بمديينة الجنينة على المسألة بقوله
ان مثل هذه القضايا غالبا ما تنتهي بالتسوية  خارج ردهات المحاكم ووصف تكرار
تجربة سوق المواسير في الجنينة بالطمع لان الأمر فيه سابقة، لكن السمعة الطيبة
ومكانة الطبيب وعلاقاته هي التي ردمت الهوة بين التصديق والتكذيب حتي أصبح أمر
واقع.

 

وأسس جنود من قوات الشرطة نهاية العام 2009 سوقأ
في الفاشر أطلق عليه  اسم سوق المواسير راح ضحيته آلاف المتعاملون جراء بيع ممتلكاتهم
بأسعار باهظة وانتظار اجل شيكات تسلموها مقابل السداد الآجل لكن السوق انهار ووضعت
السلطات يدها على بعض منشئيه وحولت قضيته الى وزارة العدل.