دارفور24: قالت جيهان هنري كبير الباحثين
في منظمة هيومان رايتس ووتش اي (مراقبة حقوق الانسان) انه إذا كان الهدف من زيارة البشير
إلى معسكر للنازحين هو إظهاره للعالم أن الوضع في دارفور مستقر، فإن استراتيجيته اصيبت
بانتكاسة. وقد ادعى ممثل السودان لدى الأمم المتحدة مؤخرا أن “دارفور منذ عام
2015 تتمتع باستقرار كبير في الظروف الأمنية والإنسانية”. 
وتظهر عمليات إطلاق
النار يوم الجمعة بدلا عن ذلك أن دارفور هي المكان الذي يعد فيه القتل لإسكات المتظاهرين
أمرا شائعا. 
ومن المؤكد أنه عندما يقترن ذلك مع سنوات من الإفلات من العقاب وانتهاكات
حقوق الإنسان المستمرة في جميع أنحاء البلاد، ينبغي أن يستدعي وقفة خاصة من حكومة الولايات
المتحدة التي تنظر في تخفيف جميع العقوبات المفروضة على حكومة السودان.
وقالت منظمة هيومان رايتس
ووتش  ان قوات الأمن السودانية اطلقت النار
يوم الجمعة على المتظاهرين في كلمة أكبر معسكر للنازحين في جنوب دارفور، مما أسفر عن
مقتل ما لا يقل عن 5 أشخاص وإصابة أكثر من 20 اخرين وكان السكان يحتجون، للمرة الثالثة
على التوالي، على زيارة مقررة من الرئيس عمر البشير. وحمل المتظاهرون  لافتات تقول ان البشير لا يجب ان يطأ بأقدمه معسكر
كلمة، وانما يجب ارساله الى المحكمة الجنائية الدولية حيث يواجه اتهامات بارتكاب جرائم
حرب وجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية .
واضافت جيهان هنري استنادا
إلى الشهود، فإن استخدام الحكومة السودانية للقوة كان غير متناسب بشكل كبير. وقد نشرت
قوات الأمن، بما في ذلك قوات الدعم السريع سيئة السمعة المسؤولة عن جرائم الحرب في
دارفور، حول المعسكر وأطلقت الذخيرة الحية على المتظاهرين لتفريقهم. وليست هذه هي المرة
الأولى التي تفتح فيها القوات السودانية النار على سكان كلمة. ففي عام 2008، وبذريعة
جمع السلاح من داخل المعسكر أطلقت القوات الحكومية النار عشوائيا على السكان، مما أسفر
عن مقتل 31 شخصا على الأقل.
وبعد أن رفضت قيادة معسكر
كلمة السماح للبشير بالزيارة، ألقى خطابا في موقع على بعد كيلومترين من المعسكر . وطبقا
لما ذكرته احدى الصحف، حث النازحين على العودة الى ديارهم ووعدهم ببناء مساكن جديد
. ولم يشر إلى الجرائم العديدة التي يزعم أن قواته والميليشيات المتحالفة معها قد تسببت
في نزوحهم في المقام الأول.

واضافت جيهان هنري:  وكما لو أن تاريخ كلمه للعنف لم يكن مأساويا بما
فيه الكفاية، فإن هذا الأسبوع يصادف الذكرى الرابعة لحملة الحكومة العنيفة على الاحتجاجات
الشعبية في الخرطوم وأم درمان وغيرها من المدن. عندما خرج الناس إلى الشوارع بعد
الإعلان عن إجراءات تقشفية في 22 سبتمبر من العام 2013، حيث أطلقت القوات الحكومية
النار مرة أخرى على المتظاهرين. وقتلت أكثر من 170 شخصا، معظمهم بالرصاص في الظهر والرأس
والصدر.