أكد القيادي البارز في تجمع المهنيين السودانيين الدكتور محمد ناجي الأصم، أن “التجمع”، حظي بقبول جماهيري إبان ثورة ديسمبر المجيدة لأنه إستطاع توحيد الجميع بمختلف الأيدلوجيات والتوجهات والأفكار بخلق خطاب مشترك وحد أدنى متفق عليه.

ونبه إلى أنه في حال فقد “التجمع” ذلك الخطاب المشترك يصبح فاقداً لقيمته ومصدر قوته الأساسي.

وتأتي تصريحات الأصم، على خلفية تواثق “المهنيين”، وتجمُّع القوى المدنية، أمس الأول “السبت” على تعزيز الدولة المدنية وحفظ الحريات لبناء دولة المواطنة دون تمييز، والتأكيد على فصل الدين عن الدولة.

وقال الأصم، اليوم “الاثنين”، إن هنالك عموميات في قضية علاقة الدين والدولة والمواطنة ‏كان من الممكن أن يدعوا لها التجمع ويخلق حولها توافق مهم في طريق بناء قناعات ومبادئ قانونية ودستورية دائمة.

ورأى أنه من غير المعقول أن يقفز التجمع على أولوياته الأساسية المتمثلة في بناء النقابات والمساهمة في تنظيم وتقوية المجتمع المدني ليناقش هكذا قضايا، ‏متجاوزا أولوياته والتي يصعب تحقيقها مع أي محاولة للتجيير الأيدلوجي للتجمع.

وأضاف أن تناول القضية بهذا الشكل من السطحية يحولها لحرب شعارات وتحشيد واصطفاف واصطفاف مضاد، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الوحدة والاتفاق، ورعاية ما يتفق عليه من عموميات والتمسك بها، ‏ بدلاً عن مناقشة ما يزيد من الانقسام والتشتت، باعتبار أن روح الفترة الانتقالية تكمن في تهيئة الوطن لعملية تحول ديمقراطي حقيقية تتطلب أكبر درجة ممكنة من الاتفاق.

ولفت الأصم‏، الذي تقدم أواخر مارس الماضي باستقالته من سكرتارية “هيئة القيادة” للتجمع، مع الاحتفاظ بعضويته في التجمع، لفت إلى أن طبيعة التجمع التحالفية وتنوع عضويته من المشارب والجهات المختلفة تحول بينه وبين قدرته على اتخاذ أي موقف أيدلوجي، لكونه تحالف بني ميثاقه على القضايا النقابية في المقام الأول ومن ثم المتفق عليه من عموميات في القضايا الشعبية والجماهيرية.

وأضاف أنه ‏من المؤسف أن مسألة كهذه فاتت على من أعلنوا هذا الموقف الذي ربما يعبر عنهم، ولكنه لا يعبر عن تجمع المهنيين كتحالف بأي حال من الأحوال، كما أنه يعارض كل المتفق عليه داخل مواثيق ولوائح التجمع.

وقال إنه ‏ليس من الحكمة القفز على الواقع في أي وقت من الأوقات، لاسيما خلال فترة انتقالية مليئة بالتعقيدات.

وشدد على أهمية التدرج في الخطوات، والبناء على الموجود من المكاسب، لأن استعجال أي طرف من أطراف هذا الواقع للوصول إلى نتائج تعبر عما يريد هو لا ما اتفق أو يتفق عليه الجميع، تشكل خطراً.
ويعتبر الدكتور محمد ناجي الأصم، أحد أبرز قادة تجمع المهنيين السودانيين، وهو طبيب، تعرض للاعتقال منذ اندلاع الثورة الشعبية، وأُفرج عنه عقب عزل المخلوع عمر البشير في الحادي عشر من أبريل ٢٠١٩م، ويحظى بشعبية واسعة في السودان خاصةً وسط الشباب.