تحليل: دارفور24 : سبقت ولاية جنوب
دارفور علي ما يبدو “رفيقاتها” من ولايات دارفور الخمسة في الترتيب
لقرار جمع السلاح من ايدي المدنيين افرادا كانو او قبائل او مجموعات مسلحة، فيما
ينتظر ان تلحق بها الاخريات.

الخطوة التي أعلنت أمس لن يمر
تطبيقها دون عقبات فالاقليم الذي ظلت الحرب مشتعلة فيه لاكثر من عقد ونصف بات
“مطمورة” واسعة للسلاح، ليس في ايدي الجماعات المسلحة فحسب بل الافراد
والقبائل، والمعارضة والمليشيات التي تتبع للحكومة، وهناك مجموعات غير سودانية
تسرح وتمرح في دارفور.
لكن يبدو ان الدولة عازمة هذه المرة علي
تنفيذ خطتها وعلي ما يبو ان التعويل في تنفيذها سيكون بيد قوات الدعم السريع التي
اعيد ترتيبها وتدريبها وضبطها من جديد، ومع ذلك ستكون تركيبة القوات التي تتكون في
غالبها من القبائل العربية ” أقر قائدها الفريق محمد حمدان في حوار مع فضائية
سودان 24 بذلك” ومن عشيرة الرزيقات علي وجه التحديد عقبة اخري في الطريق لجهة
تداخلات قبلية بين الرزيقات والعديد من قبائل دارفور خاصة حربها المريرة مع
جيرانها المعاليا ومع البني حسين.
سيتم تدشين حملة جنوب دارفور لجمع
السلاح من قبل الرئيس عمر البشير ما يعني ان الدولة وعلي اعلي مستوياتها عازمة علي
ذلك، فقد اعلن ان الرئيس سيزور جنوب دارفور منتصف الشهر المقبل، وستكون الزيارة
لمدة يومين يبشر فيهما بالخطة القومية لجمع السلاح من غير منسوبي القوات النظامية
في ولايات دارفور ويحذر من يقف في طريقها.
وحسب قول ادم الفكي والي جنوب
دارفور في تصريحات صحفية نشرت الاحد فان الدولة عازمة علي حسم اي تفلت في اي
موقع بولاية جنوب دارفور وان تطبيق اجراءات حفظ الامن وبسط هيبة الدولة ستمضي قدما
مهما كلف الامر “لن نسمح بالتراجع للوراء” ولن نتواني في استخدام السلاح
في وجه كل من يعترض.
في الخرطوم يمكن رصد اكثر من مؤشر
لما تنوي الدولة فعله بأمر السلاح غير الحكومي ، فقد اجتمع
نائب الرئيس حسبو عبد الرحمن المكلف بالاشراف علي تنفيذ خطط جمع السلاح في دارفور
وكردفان، بالنائب العام عمر احمد محمد للوقوف علي الترتيبات القانونية التي وضعت لما يمكن ان تسفرعنه حملات جمع
السلاح بولايات دارفور وكردفان.
حيث ذكر النائب العام فى تصريحات صحفية
عقب اللقاء انه ناقش مع نائب الرئيس الاوضاع القانونية بولاية شرق دارفور وموقف سير
حملات جمع السلاح بالولاية. وناشد كل الذين يحملون سلاحا بدون تراخيص الاسراع بتسليمه
قبل انتهاء المدة المحددة لذلك. واكد ان الجهود متصلة لجمع السلاح من كل ولايات البلاد
من اجل تعزيز الامن والسلام والاستقرار.
الاهم ان عمر كشف عن انه ستكون هناك
قوة مشتركة من كافة الجهات الامنية والشرطية والقوات المسلحة لتنفيذ عملية جمع السلاح
مؤكدا انه سيتم اتخاذ كافة الاجراءات القانوينة ضد كل من لم يتلزم بجمع السلاح.
مؤشر آخر اجتماع عقد في القصر
الجمهوري “الاحد” ضم اعضاء المجلس القومي لتنسيق نزع السلاح والتسريح واعادة
الدمج ومشرفين علي تنفيذ خطة جمع السلاح في دارفور بينهم فيصل حسن ابراهيم وزير الحكم
الاتحادي.
وحسبما رشح فان الاجتماع ناقش ما
يمكن فعله لاي مجموعة مسلحة تستجيب لحملات جمع السلاح، وقال الفريق صلاح الطيب عوض
مفوض مفوضية نزع السلاح والتسريح واعادة الدمج في تصريحات صحفية، ان المجلس وجه دعوة  للحركات المسلحة بضرورة الالتحاق بمسيرة السلام والوفاق
الوطني حقناً للدماء ودعماً لمشاريع التنمية والاستقرار التي تشهدها البلاد، ونبه
الي ان الاجتماع أمن علي خطة لاستكمال توفيق اوضاع  الاعداد المتبقية من الذين طال انتظارهم لنيل فرصهم
في عمليات التسريح وإعادة الادماج  حتي
يقطع الطريق امام عودتهم لحمل السلاح.
 وشدد الفريق صلاح علي  ضرورة استكمال تسريح وتسجيل واعادة ادماج الاعداد
المتبقية والوفاء بتعهدات الحكومة نحو سلام ابوجا ووثيقة الدوحة بتسريح الاعداد المستهدفة
اضافة الى توفيق اوضاع العائدين من الجيش الشعبي وانفاذ مشروعات السيطرة على الاسلحة
الصغيرة والخفيفة وجمع السلاح ،وحرمة الدماء، وبناء السلام ،وبرامج امن المجتمع وإعادة
الاستقرار.
لكن عقبة كبري في الطريق لا يدري
احد كيف يمكن للحكومة ان تتجاوزها ، وهي السلاح الذي بيد الحركات التي تقاتل
الحكومة من دارفور، والتقاطعات القبائلية التي افرزتها الحرب بين مؤد للحكومة
وواقف الي جانب هذه الحركات، وكيف يمكن سد الثقرة حال سحب السلاح مثلا من القبائل التي
وقفت ابان فترة المعارك الي جانب الحكومة وظلت تحمي نفسها بسلاحها عندما تترك في
العراء ستكون في مواجة اعدائها، وكذا الامر ينطبق علي القبائل التي صنفت الي جانب
الحركات المسلحة.
مؤشرات “العقبة الكبري”
ظاهرة الىن في عمليات جمع السلاح وبسط هيبة الدولة التي تجري الآن في تلس
“عاصمة الفلاته” وفي كليكل بشرق دارفور، فقد واجهت الحملة مقاومة من جهة
وعنف من جهة اخري.
في انتظار ما ستسفر عنه الايام
المقبلة يكون المحك في الاجابة علي السؤال هل يمكن ان يجمع السلاح من الافراد ومن
القبائل ويترك بيد المعارضة المسلحة وهل الدولة التي تمركزت في عواصم الولايات
الخمسة وفي المدن الكبري وتركت “الخلاء” الواسع وعلي مدي عشر سنوات مضدت
قادرة علي بسط هيبتها بشكل دائم ومستمر في كل ربوع دارفور .. هذا ما ستكشفه
الايام.