الفاشر: دارفور24

ينتظر أن تبدأ خلال الفترة المقبلة عملية توصيل المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور غرب السودان، من معبرين هما معبر “الطينة” مع الحدود التشادية، ومعبر “بورتسودان، عطبرة، مليط”.

وتبدأ عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور عبر هذه المعابر التي اقترحتها سلطة الجيش السوداني، حال موافقة قوات الدعم السريع عليها، إذا أنها سبق وأعلنت أن الأمر لا يعنيها في شيء لجهة أن حكومة بورتسودان لا تمتلك الشرعية لإبرام اتفاق مع الأمم المتحدة بمعزل عن قوات الدعم السريع، وفق قولها.

وكانت وزارة الخارجية السودانية أعلنت قبل يومين أنها أبلغت الأمم المتحدة موافقة الحكومة على استخدام معبر “الطينة” من تشاد إلى الفاشر لدخول المساعدات الإنسانية بدارفور، إضافة إلى مسار بورتسودان- عطبرة- مليط- الفاشر، بجانب الموافقة على استخدام مطارات “الفاشر” حال تعثر الوصول عبر الطرق البرية.

وتسلط “دارفور24” في هذه المساحة، الضوء على هذه المعابر ولمن تخضع من أطراف الصراع العسكري، وأهم النقاط التي تمر عبرها وصولًا إلى مدينة الفاشر بشمال دارفور.

معبر الطينة

وتقع محلية “الطينة” الحدودية مع دولة تشاد حوالي 400 كلم شمال غرب الفاشر، تحت سيطرة الجيش السوداني، حيث ما زال يتواجد فيها بقوة قوامها لواء.

كما تتواجد في “الطينة” فصائل من حركات دارفور المسلحة، خصوصًا حركة العدل والمساواة قيادة جبريل إبراهيم، صاحبة العدد الأكبر، بجانب حركة تجمع قوى تحرير السودان قيادة الطاهر حجر.

وكانت قوات الدعم السريع انسحبت من “الطينة” في 19 أبريل الماضي دون وقوع أي مواجهات مسلحة مع الجيش السوداني.

وتعد “الطينة” مدينة حدودية مع دولة تشاد وتحدها من جهة الغرب “الطينة” التشادية وتبعد عنها حوالي واحد كيلو متر فقط ويفصل بينهما مجرى مائي.

يتفرع الطريق من معبر “الطينة” إلى مدينة الفاشر، لمسارين، الأول يمر عبر خزان “أورشي” الذي تسيطر عليه قوة من حركة جيش تحرير السودان قيادة مناوي أركو مناوي، والعدل والمساواة قيادة جبريل إبراهيم، وتجمع قوى تحرير السودان.

ويمضي الطريق ليمر عبر منطقة “ديسة” التي تسيطر عليها حركة تجمع قوى تحرير السودان، قيادة الطاهر حجر، ثم “أم مراحيك” الواقعة أيضًا تحت سيطرة تجمع قوى تحرير السودان، وحركة تحرير السودان قيادة مناوي.

كما تمر القوافل الإنسانية المرتقبة عبر “دونكي بعاشيم” الواقع تحت سيطرة القوة المشتركة للحركات المسلحة، ثم “وادي صنايعة” تحت سيطرة تجمع قوى تحرير السودان، وصولًا إلى “مليط” التي تتمركز فيها القوات المشتركة للحركات المسلحة، قبل أن تصل إلى وجهتها الفاشر المقسمة بين الجيش والحركات المسلحة وقوات الدعم السريع.

أما المسار الثاني فيبدأ من معبر “الطينة” مرورًا بـ”سرف عمرة، كتم” اللتان تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وصولاً إلى الفاشر.

معبر “عطبرة مليط”

أما المسار البري الثاني يبدأ من بورتسودان شرقًا حتى مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، ومنها إلى مدينة “الدبة” بالولاية الشمالية، قبل أن يتوجه غربًا ليصل مليط ثم الفاشر.

يتعين على قوافل المساعدات الإنسانية المنتظرة، أن تقطع رحلة طويلة عبر صحراء قاحلة لا يسيطر عليها أي من أطراف الصراع العسكري في السودان، كما لا يوجد فيها سكان كثيرون إلا من بعض البدو الذين ارتبطت حياتهم بها.

تبدأ القوافل رحلتها من “الدبة” بالولاية الشمالية مرورًا بمنطقة “قهوة الزناتي” ببادية الكبابيش بإقليم كردفان، ومنها يتخذ الطريق مسارين الأول عبر مناطق “أبو زعيمة وحمرة الشيخ” بولاية شمال كردفان، حيث تظهر هنا قوات الدعم السريع التي تسيطر على طريق الأربعين حتى تخوم دارفور، وتبعد المسافة من “الدبة إلى مليط” عبر هذا المسار 870 كلم.

أما المسار الثاني من “قهوة الزناتي” يمر عبر صحراء مسافة أكثر من 1000 كيلو متر، حتى مدينة “المالحة” بشمال دارفور، التي تسيطر عليها قوة من الحركات المسلحة، ويتواجد فيها أحد مقراتها الرئيسية، ومن ثم تستأنف القوافل رحلتها إلى “مليط” ثم الفاشر، حسب ما هو مقترح من سلطة الجيش السوداني في بورتسودان.

وكانت بعض الحركات المسلحة أبدت تحفظها على المسارات المقترحة من الجيش السوداني لإدخال المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور.

وقال رئيس أركان حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، محمد جبل سي، إن وصول المساعدات الإنسانية عبر المعابر التي حددتها حكومة بورتسودان لاسيما معبر “طينة” بولاية شمال دارفور ليس كافيًا،  لجهة أن المعبر به فقط قوات الجيش.

وأضاف على منصة “إكس” “حتى نضمن وصول المساعدات الى المستفيدين من الضروري بمكان التنسيق مع الجهات الأخرى، القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحة، وكذلك قوات الدعم السريع السريع، لضمان سهولة الوصول الى المناطق المعنية ومعسكرات النازحين بجميع ولايات دافور الخمسة وكردفان”.

ودعا الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، إلى التواصل مع كافة الأطراف بغرض التنسيق لضمان وصول المساعدات حتى لا تذهب المساعدات لصالح الحرب، وفق قوله.

وشدد على أن التنسيق مع كل الأطراف مهمًا بغية مساهمة الجميع في تأمين القوافل من والى المناطق المستهدفة، فالأولوية الإنسانية في هذا الظروف يجب ان تعلو فوق كل المصالح، حسب قوله.

وظلت الحكومة الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني والتي تتخذ من مدينة بورتسودان عاصمة مؤقتة، طوال الفترة السابقة ترفض إدخال المساعدات عبر الحدود خصوصًا طريق تشاد، متعللة باستغلال قوات الدعم السريع للمعبر الإنساني في إدخال الأسلحة.

وقوبل قرار السلطات السودانية بمنع دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع دولة تشاد برفض واسع من مؤسسات دولية ومجتمعات محلية لاسيما وان الوضع في ولايات دارفور اجمع ينذر بالخطر اذا توقفت المنظمات عن تقديم الاغاثة للمحتاجين.

وحذر برنامج الأغذية العالمي، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، من أن الحرب الدائرة في السودان منذ قرابة 11 شهرا، “قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم” في بلد يشهد أساسا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.

ويعاني 18 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وصار خمسة ملايين منهم على شفا المجاعة، في حين يعاني العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يساعدونهم، من صعوبات في التنقل ونقص كبير في التمويل.