Image result for ‫نساء نازحات دارفور‬‎

تقرير:دارفور
24
تعتبر المرأة في اقليم دارفور من اكثر النساء في
السودان  إنتاجا وعملا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة
وارجع الكثيرون ان السبب الأساسي هو ان تلك الفترات التي عاشت فيها دارفور الحروب
المتلاحقة التي مرت علي المنطقة طوال الحقب التاريخية الماضية ما قبل المهدية
والعهود التركية حيث كان الرجال ينشغلون بالحروب ويتركون النساء ليذهبن الي
العمل لإعالة الاسرة التي هجرها الرجل من اجل العمل العسكري بعيدا عن مناطق السكن
في الصحاري والوديان لفترات طويلة 
واعتادت المرأة في دارفور العمل في الزراعة قبل ان تجبرها الحروب الي
معسكرات النزوح حيث تخرج لحراثة الارض بالآليات التقليدية  والمحلية في
حين ان الرجل حتى هذا العصر المتقدم  ليس له دور كبير في الزراعة غير
الإشراف عليهن بين الحين والآخر للاطمئنان علي سير العمل ولكن عند نهاية الحصاد هو
المسؤول الاول في التصرف في المحاصيل ويحتفظ بالمال وأحيانا يتجرأ الرجل بالزواج
بامرأة ثانية من جهد زوجته التي تعمل في الزراعة دون اعتراضهن  علي
ذلك حيث ان مفهوم الزوجة عند  كثير من الرجال هي  لجني المال
حيث  معظم الثقافات السائدة بالمنطقة وتري المرأة سيقابلها الطلاق
حال احتجت  علي الامر الذي يودي الي تشريد الاسرة 
وتعاظم دور المرأة وازدادت قساوة بعد اندلاع ازمة دارفور 2003 ووجدت
المرأة نفسها امام مهن  شاقة لا تتناسب مع طاقتها وتركيبتها
الانثوية ولكن ولجتها  بقوتها البسيطة وهي مضطرة ومجبرة في الإقدام
اليها للحصول على اقل من الحد الأدنى للعيش الكريم من قوت ابنائها بعد ان
فقدوا من يعولهم  وأصبحن يعملن في المباني وكمائن الطوب وتجارة مياه الشرب
بدلا عن تعمل في الزراعة والرعي والاحتطاب وغيرها 
وأصبح منظر النسوة  وهن يعملن في الاعمال  والمهن
الشاقة مألوفا في المجتمع حيث ان معظم عمالة المباني والكمائن من النساء بمن فيهن
كبيرات السن بالرغم من قسوة المهنة وضعف العائد المادي فان من يمارسنها
يرفضن التخلي عنها لعدم وجود بدائل واضحة تخرج العائلين من ازمة الفقر التي
تتفاقم يوم بعد يوم 
وتقول فطومة التي تعمل في المباني ل” دارفور 24 ” انها
اضطرت للعمل الشاق الظروف الاقتصادية الحرجة بعد فقدت زوجها  وابنيها
الكبيرين في الهجوم علي قريتهم في  منطقة “شطاية” في العام
2004 وبعدها نزحوا الي معسكر “كلمه ” للنازحين 18كلم جنوب شرق
مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وأصبحوا يتلقون المساعدات من المنظمات ولكنهم
فجأة فقدوا المعونات الانسانية بعد طرد الحكومة للمنظمات في العام 2009 من دارفور
لذا لجأت الي هذه المهنة مجبرة. 
فيما تروي فطومة قصتها بمرارة تجبرك التعاطف معها
بانها تعمل ما بين 8 الي 10 ساعات في اليوم لنقل الطوب والطين
المعجون  لتنال مبلغ يومية قدره 40 جنيهاً لتغطية نفقات عيالها الخمس
وتضيف انها تقطع حوالي 3 كلم لتصل الي مدينة نيالا من مقر أقامتها بمعسكر عطاش
للنازحين مشيرة الي ان معظم أسرهن يعيشون ذات الظروف الامر الذي لا فرصة في
الاستعانة بالغير 
وفي ذات الاتجاه أضافت سعدية ادم التي تعمل في بيع الماء في
احياء مدينة نيالا الجنوبية انها وجدت نفسها مضطرة لتجارة الماء بواسطة حمارها
الذي يقود  فنطاسا لها منحتها منظمة خيرية كوسيلة
انتاج  لظروف العائلية السيئة لافتة الي انها تشعر بالحرج الشديد
خاصة ان مدينة نيالا  لم تألف ان امراة تعمل في هذه المهنة التي لا تنسجم
مع انوثتها وأنها سجلت سابقة هي الأولي في تاريخ البلاد حيث انها ظلت تعمل قرابة
الثلاث سنوات  وأضافت ان سكان الحي قدروا الظروف  ويكنون لها
احتراما متعاظما لصلابتها وتحديها لقهر الحياة فأصبحت لهم زبونا دائماً
 مما ساعدها في سد نفقات أبناءها  
وأشارت سعدية الي انها  احيانا تجد المعاكسات والمضايقات من ذوي
النفوس الضعيفة ولكنها تتجاوزها  بالصبر  وتقديم النصح لهم  وتطالب
سعدية الحكومة   والخيرين بضرورة  الإنفاق علي الفقراء
والعمل علي توفير وسائل انتاج مريحة لرفع ضنك العيش عن الضعفاء 
وعلي صعيد ذاته  تروي عائشة فضيل التي تعمل  بائعة
شاي في مدينة نيالا انها  راضية بالمهنة حيث انها ظلت تعمل لاكثر من
خمسة عشر عاما وهي تعول اكثر من سبعة من أولادها بينهم طلاب بالجامعات وأنها تحمد
الله على هذه  النعمة وأنها في غاية السعادة في سبيل راحة ابنائها وتشير
عائشة الي ان السبب من وراء عملها في السوق نسبة لكبر سن زوجها الذي يكبرها
ما يربو عن 20 سنة وليس لديه القدرة الكافية لتوفير قوت عياله لذا وجدت نفسها
مضطرة لجلب حاجات الاسرة الضرورية  وأنها تشكر الله علي التوفيق في تربية
الأبناء ونجاحهم الملموس  مضيفة ان عملها بالمقارنة
مع  النساء الأخريات اللاتي يعملن في أشغال المباني والطوب هي في
راحة كبيرة 
وفي ذات الصعيد أضافت ام سلمى التي تعمل في في كمائن الطوب انها ترفع
عدد 1000طوبة الي قمة الكمينة التي تبلغ حوالي اربع أمتار فما فوق مقابل أجرة
قدرها 30 جنيه ولفت الي ان اليوم الواحد غير كافي لنقل  1000طوبة الي الكمينة
حيث تحتاج الي اليوم ونصف لذا تضطر لأصتحاب أطفالها  لمساعدتها حتي
تتمكن من إكمال العدد وتتمنى ام سلمى استقرار الأوضاع الامنية بالإقليم
للعودة الي قريتهم في محلية “كاس ” لممارسة مهنتها الأقل صعوبة وهي
الزراعة والرعي