تقرير:دارفور24
لم تُخلّف  الحرب التي
اندلعت  في اقليم دارفور منذ العام 2003  القتل والتشريد 
او النزوح  واللجوء فحسب وإنما أفرزت هذه الحرب شريحة قائمة بذاتها
وهي شريحة “المعاقين حركيا”   اذ ازاد تعدادها بنحو يشكل
معاناة إنسانية حقيقية لعشرات الآلاف من المواطنين  علي مستوى اقليم دارفور المتألف
من خمس ولايات جغرافية . وتعاني هذه الشريحة ظروفاً إنسانية في غاية الصعوبة
حيث  انهم في حاجة ماسة لأطراف صناعية يستطيعون من خلالها الحركة مع
الآخرين و لسد حاجاتهم  الضرورية  والملحة وان كانت جزئيا ولا
يخفى علي احد وهو يتجول شوارع المدن الرئيسة للإقليم مثل مدينة
نيالا  كثرة المعاقين حركيا فيها.   .
وبحسب تقارير جهات وطنية
و منظمات أممية ذات صلة  مهتمة بشأن ذوي الاحتياجات الخاصة  فان
أكثر من 22 الف معاق حركيا في ولايات دارفور الخمسة   لاسباب عديدة
أهمها النزاعات الدموية التي اندلعت في اقليم دارفور سوءا كانت أطرافها
الحكومة السودانية  و الحركات التحررية الدارفورية  او
فيما بين القبائل  . 
وفي هذا الشأن قال مدير مركز
نيالا لتأهيل ذوي الإعاقة حركيا   بولاية جنوب دارفور احمد الزين
 ان الحرب في اقليم دارفور بلا  أدنى شك  سواء كانت النزاعات
بين الحكومة والحركات المسلحة او الصراعات القبلية فإنها تمثل  القدح
المعلى في زيادة أعداد المعاقين حركيا كما ان حوادث المرور وأمراض السكري وغيرها
لها حظها   موضحا ان مركز التأهيل الحركي ظل يتلقى الالاف من
المعاقين بصورة راتبة من جميع ولايات دارفور وكردفان بالاضافة  الى الحالات القادمة من دول الجوار القريبة
 لجنوب دارفور
واضاف الزين ان اكثر من 2500
معاق يتلقون الخدمات العلاجية والحركية بصورة راتبة و دائمة  منذ تأسيس
المركز في العام 2004 مشيرا الي ان المركز يقوم بصناعة الأطراف الصناعية
المعاقين حركيا من  القدم وحتي مفصل الحوض بواسطة الورش
الموجودة  في المركز بحي
“السكة حديد ” بوسط مدينة نيالا لافتا الي ان معالجة العديد من
الحالات بصفة نهائية وأصبح المعاقين  يتمتعون بالقدرة علي الحركة
الطبيعية مما ادى الي  انخراطهم   في الانتاج الاقتصادي 
وأشاد الزين بقرار الحكومة
السودانية  بسماحها  لمنظمة  اللجنة الدولية
للصليب الأحمر لاستئناف نشاط الإنساني بالولاية حيث تعتبر  المنظمة  الداعم
الرئيسي والأساسي  لاحتياجات ذوي الإعاقة بإقليم دارفور بأقسامها الثلاث
وهي المعاقين حركيا والصم والبكم و والمكفوفين بالاضافة الي ذوي الإعاقة الذهنية
وتقوم المنظمة بتوفير آليات التأهيل الحركي للمعاقين بجانب التأهيل النفسي لافتا
الي ان العديد من المعاقين الذين هم في حوجة ماسة للتأهيل النفسي   تم
إرسالهم   الي خارج البلاد لتلقي العلاج   بواسطة
المنظمة بالاضافة الي ابتعاث اكثر من 24 كادر مساعد لذوي الإعاقة حركيا
لاكتساب الخبرات التأهيلية وصناعة الأطراف للمعاقين 
وناشد الزين حكومة الولاية بضرورة خلق
وظائف للكوادر الطبية  لصالح مركز نيالا لتأهيل ذوي الإعاقة حركيا
للتخفيف من معاناتهم مبينا ان هنالك  ” فني معمل “واحدا فقط
يعمل في المركز في حين ان الحاجة الحقيقية للمركز  اكثر  من 9
فني معامل ومساعدين 
وأكد احمد الزين ان حكومة الولاية
طلبت منهم تقريرا مفصلا بعد طرد منظمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر  في
العام 2014 حول مدى أهمية الخدمات الانسانية التي توفرها المنظمة مشيرا
الي  انهم ردوا بانه سيضطرون الي إغلاق مركز نيالا لاعادة التأهيل لذوي
الإعاقة حركيا اذا فقدوا الخدمات التي توفرها المنظمة  لافتا الي ان
المنظمة بمثابة العمود الفقري حيث تقوم بتمويل سخي للمحتاجين اذ انهم يعتمدون كليا
للمنظمة
ومن جانبه قالت المديرة
الفنية  لادارة المعامل  بالمركز “اسماء احمد اسماعيل ” ان
المركز ظل يقوم بصناعة الأطراف الصناعية للمعاقين رغم قلة الكوادر التي تعيق عمل
المركز  مضيفة ان هنالك عنابر خاصة للذين يحتاجون الي العلاج و  التدريب
في كيفية التعاطي والتعامل مع الأطراف الاصطناعية موضحة ان ادارة المركز تقوم
بتوفير الإعاشة والعلاج مجانا الي ان يتم مغادرتم المركز 
وفي ذات الاتجاة أفادت ادارة منظمة
اللجنة الدولية للصليب الأحمر بولاية جنوب دارفور التي عاودت استئناف نشاطها
الإنساني بعد توقف دام ثلاث سنوات  حيث تلقت  اوامر بإيقاف
نشاطها من الحكومة السودانية  في العام 2014 أفادت بإنشاء “كلية
جامعية ” للأطراف الصناعية بجامعة النيلين في اطار تعاونها مع مؤسسات
التعليم العالي بالسودان الامر الذي يساعد كثيراً في صناعية الأطراف لذوي الإعاقة
حركيا بدلا عن استيرادها من الخارج مما يكلف المنظمة مبالغ لا طائل لها
 موضحة انهم بصدد توطين احتياجات المعاقين بالداخل