فجرت خطوة زيادة أسعار الخبز بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور بواسطة سلطات الولاية ـ الأربعاء ـ غضباً جماهيرياً واسعاً وسط سكان المدينة، بينما هدد مسؤول طلابي بقطع رأس كل من يخرج التلاميذ إلى المظاهرات في الشارع.

وخرجت عدد من المظاهرات الطلابية يومي “الاثنين والثلاثاء” الماضيين، لكن تصدت لها القوات الأمنية وفرقتها بالقوة حسب شهود عيان من أحياء جنوب الوادي والمزاد والامتداد التي شهدت المظاهرات.

وتعيش المدينة هذه الساعات احتقاناً وتوتراً سيطر على خطب وكلمات المسئولين بالولاية في الأنشطة التي تقيمها المؤسسات الحكومية، حيث برز ذلك في خطاب رئيس اتحاد الطلاب بالولاية، أحمد سراج، أثناء مخاطبته احتفال حكومة الولاية بالذكرى السنوية لاعلان استقلال السودان من داخل الرلمان.

قطع الرؤوس

وهدد سراج في كلمته بقطع رأس كل من هو وراء اخراج الطلاب في المظاهرات، وقال “هذه رسالة لكل المرجفين وكل الذين يراهنون على الطلاب من اراد ان يسوح في سوح الطلاب سنقطع رأسه بالسيف”.

بينما قال رئيس المجلس التشريعي بالولاية، صالح عبد الجبار، إن ما وصفها بالهنات هنا وهناك ستزول قرياً، في إشارة لآثار الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وأضاف “المظاهر السالبة لن نرضاها، ورسالتنا للطلاب كل عسر وشدة ستنتهي وأملنا فيكم ان تحموا السودان”.

وابلغت مصادر “دارفور24” أن اتحاد الطلاب يعتزم تنظيم فعاليات مستمرة داخل المدارس خلال الأيام المقبلة لإلهاء الطلاب عن الخروج في مظاهرات، للتنديد بالغلاء الذي تعيشه البلاد، ودفع اتحاد أصحاب المخابز وحكومة الولاية الى إصدار تعرفة جديدة لأسعار الخبز.

زيادة تعرفة الخبز

وقال رئيس المخابز بمدينة نيالا، محمد عبد الجبار حسن، لـ “دارفور24” إن التعرفة الجديدة نصت على زيادة “50” قرش للرغيفة الواحدة ليصبح سعرها “جنيهين ونصف”.

وذكر أن اسباب هذه الزيادة بسبب الارتفاع الذي طرأت على أسعار الدقيق بالولاية، موضحاً أن سعر جوال الدقيق المدعوم ارتفع من “750” الى “900” جنيه، بينما ارتفع سعر الدقيق التجاري من “1300” الى “1900” جنيه.

وأشار إلى أن الاتحاد أعلن هذه الزيادة بعد الاجتماع المشترك الذي ضم الاتحاد، وجهاز الأمن والمخابرات، وشركات الدقيق، وادارة التجارة والتموين بوزارة المالية.

وأوضح أن الازدحام الذي تشهده الأفران سببه الشح في كميات الدقيق التي يتم توزيعها، لكنه استدرك بأن اليوم تمت زيادة حصة الأفران من الدقيق.

وذكر أن كميات الدقيق التي كانت توزع بالمدينة حوالي “1800” جوال في اليوم في حالة الوفرة، وتخفض إلى “1600” جنيه في حال شح الدقيق بالولاية.

ولجأت في الوقت نفسه بعض المخابز بحسب جولة “دارفور24” إلى تخفيض وزن الرغيف الى أحجام صغيرة جداً، وقال أحد بائعي الخبز بالقرب من مجمع الصيدليات بسوق نيالا الكبير إنهم لجأوا لتخفيض وزن الخبز حتى يتمكنوا من تغطية تكاليف التصنيع، ويحقق لهم هامش ربح، في ظل الظروف المعيشية الصعبة، على حد قوله.

أزمة مواصلات

في الأثناء شكا المواطنون من الزيادة التي فرضها أصحاب المركبات العامة في تعرفة المواصلات في عدد من الخطوط بمدينة نيالا، دون ان يتم اعلان هذه الزيادة من قبل الجهات المختصة.

وقال أحد شيوخ معسكر عطاش الناقي البشر، لـ “دارفور24” إنهم تفاجأوا اليوم الأربعاء بزيادة تعرفة المواصلات من “خمسة” إلى “عشرة” جنيهات.

وأكد أن هذه الزيادة ألقت على عاتقهم عبء إضافي خاصة أن لديهم أطفال يدرسون داخل مدينة نيالا، مردفاً “كيف لنازح ان يرحل ابنائه “بعشرين” في اليوم لكل تلميذ ذهاباً واياباً. مطالباً سلطات محلية نيالا بضرورة وضع حد لما اسماها بالفوضى في الأسعار.

وتجددت بمدينة نيالا هذه الأيام ازمة الوقود حيث تشهد محطات الوقود تزاحماً وصفوفاً طويلة لأجل الحصول على الجازولين والبنزين.

احتجاجات عطبرة وبورتسودان

إلى ذلك شهدت عدد من المدن السودانية اليوم الأربعاء موجة احتجاجات واسعة منددة بالغلاء المعيشي، وذلك في أعقاب زيادة أسعار الخبز من التعرفة السابقة.

وخرج المواطنون في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل طوال نهار الأربعاء واستمرت الاحتاجات في الشوارع حتى المساء، وأحرق المحتجون مباني حزوب المؤتمر الوطني.

وفي بورتسودان خرج كذلك عدد من المحتجين وأغلقوا الشوارع وسط هتافات تندد بالغلاء وتطالب باسقاط النظام.