نيالا ــ دارفور 24 

وصفت اللجنة التحضيرية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بولاية جنوب دارفور، الأوضاع الإنسانية في الولاية بالكارثية بسبب الحرب التى تدور بين الجيش والدعم السريع، لتتسببها فى نزوح ولجوء غالبية سكان نيالا وتدمير البنية التحتية.

وجاء اللقاء الأول للجنة التحضيرية الذي ضم ممثلين للقوى السياسية وحركات الكفاح المسلح والنقابات والمهنيين والنازحين، بهدف التنوير بالراهن السياسي بالبلاد والوضع الإنساني بالولاية.

وقال عضو اللجنة التحضيرية للجنة، حمادي آدم مختار توسه، فى أول لقاء تنويري عُقد الأربعاء بمقر حزب الأمة القومي بنيالا؛ إن الحرب “أفرزت وضع إنسانى كارثي للسكان بالولاية وضاعفت مآساة النازحين المتأثرين بحرب دارفور منذ العام 2003 بأكثر من 9 معسكرت حول نيالا والمحليات”.

وأبدى مخاوف من دخول الوضع الإنسانى بالبلاد والولاية إلى مرحلة الخطر الحقيقي إذا إستمرت هذه الحرب لشهرين فقط.

وشدد توسه على أن كل الحروب التى شهدتها السودان لم تنتهى بالحسم العسكرى، لذلك وجب على الأطراف المتحاربة الرجوع للحوار، مؤكدًا على أنهم يدعمون كل المبادرات الرامية لوقف الحرب داخليا وخارجيا.

وبادرت تقدم بالتوقيع على إعلان لوضع خارطة طريق لوقف الحرب مع قائد قوات الدعم السريع، وتقول إنها تنتظر من قائد الجيش تحديد موعد لتُناقش معه بنود الإعلان.

وقال حمادي توسه لـ “دارفور 24″، إن كل المؤشرات تشير إلى الدخول لمرحلة الكوارث الإنسانية في شتى المجالات، مطلقا مناشدة عاجلة بعدم إستخدام الجانب الإنسانى فى القضايا السياسية وزجها فى هذه الحرب التى ليس للمواطن مصلحة فيها وأن الذين يتاجرون بالحروب مصرون على استمرارها وفرض الحصار وحرمان إنسان جنوب دارفور من وصول المساعدات الإنسانية.

من جانبه، قال عضو اللجنة حافظ أحمد عمر، إن وقف الحرب يمثل أولوية قصوى لـ “تقدم” وإيجاد الحل لهذه الأزمة.

وأبدى حافظ إستعدادهم بالولاية للجلوس مع كل المؤمنين بقضية وقف الحرب والتحول الديمقراطى للوصول إلى رؤية مشتركة.

وحذر عضو عضو اللجنة عصام شرا من التطورات الخطيرة التى اتخذها منحى الحرب الدائرة ودخول أطراف دولية فيها بجانب تنامى خطاب الكراهية والعنصرية.

وأضاف: “هناك جهات مازلت تدعوا لاستمرار الحرب متخذة العديد من الشعارات على شاكلة (بل بس)”.

وطالب شرا بعض الناشطين والجهات الإعلامية بالكف عن التحريض وإيقاف خطابات الكراهية والعنصرية.

وأبدى استغرابه لعدم توحد الضمير الإنسانى السودانيين، واستدل بأن جنوب دارفور شهدت انقطاع لكل شبكات الاتصالات لثمانية أشهر ولا أحد أدان أو إستنجد ولكن عندما قطعت فى بعض الولايات “قامت الدنيا وقعدت” ما يؤكد أن ضمائر السودانيين غير موحدة.

بدوره، دعا عضوية اللجنة التحضيرية لـ “تقدم”، أحمد بريمه، كل الشرفاء الداعمين لوقف الحرب والتحول الديمقراطى بالعمل سويا لتحقيق الهدف وإبعاد الجيوش من عالم السياسة.

ودعا بريمه رفاقهم الذين اختاروا الطريق الثاني بالعودة لوقف الحرب وفتح المسارات للمساعدات الإنسانية للتصدى لمرجلة الجوع التى شارف السودان الدخول إليها.

وعاب بريمه صمت حكومة إقليم دارفور والولاية على ما يحدث من قصف جوي على منازل المدنيين وانتهاكات الأطراف المتحاربة، مطالبا حكومة الولاية بالخروج إلى المواطن وتبصيره برؤيتهم لمعالجة هذا الوضع الإنسانى الذي وصفه بالكارثي.

ويعيش غالبية سكان ولاية جنوب دارفور بمحلياتها الـ 21 ظروفا إنسانية بالغة التعقيد، حيث وصل حال النازحين بالمعسكر إلى مرحلة الخطر الحقيقي بنقص الغذاء والدواء ومعاناة بعضهم فى الحصول على مياه الشرب.

وقالت عضو اللجنة، مها رمضان، إن معظم سكان نيالا أصبحوا نازحين ولاجئين بدول الجوار وأوضاعهم بالغة التعقيد وحتى الذين نزحوا إلى المحليات القريبة أصبحوا لايستطيعون العودة إلى المدينة لعدم إمتلاكهم ما يمكنهم من ترحيل أبنائهم.

وعبرت مها عن رفضها منع وصول المساعدات الإنسانية للمناطق التى سيطر عليها الدعم السريع متسائلة: “ما ذنب المواطن الذي عانى من حرب الطرفين”.

ودعا القيادي في “تقدم” أحمد جرمه المجتمع الدولى بالنظر للحالة الإنسانية للمواطن السودانى دون النظر إلى المتحاربين، مشددًا على الحرمان من المساعدات إجحاف فى حق المواطنين.

وقال جرمه لابد أن تقف هذه الحرب وتكون آخر الحروب فى السودان.