نيالا دارفور 24:  لم تفلح جهود حكومات ولاية جنوب دارفور المتعاقبة
– علي ما يبدو- في اقناع النازحين بالمعسكرات بالعودة الي مناطقهم، لجهة ان
الاسباب التي دعتهم قبل عقد من الزمان لترك قراهم ما تزال قائمة.

 فمنذ ان بدأت
حكومة جنوب دارفور في تنفيذ خطة برنامج العودة الطواعية للنازحين في العام 2007 الي
قراهم مايزال النازحون يتمسكون بالبقاء في معسكرات النزوح رغم المعاناة والظروف القاسية
التي لا تتوافق مع الكرامة الانسانية بحجة ان الأسباب التي أدت الي تهجيرهم القسري  مازالت قائمة.
 اوضح  عضو منسقية النازحين واللاجئين الشيخ ابوبكر سحق
عيسى  ان عدد معسكرات النزوح داخل ولايات دارفور
الخمس 174 معسكرا  قابعة حول عواصم الولايات
والمحليات الآمنة بينها  13 معسكر لللاجئين
بشرق تشاد مبينا ان عدد النازحين واللاجئين حوالي 2,5  مليون نازح ولاجئ  موضحا انهم في انتظار تحسن الأوضاع الامنية وتوفير
الخدمات الضرورية بقرى العودة لمغادرة هذه المعسكرات بصورة نهائية>
واكد مسوول الشئون الانسانية النازحين بمعسكر “كلمه”
للنازحين  صالح ادريس يحي انه ليس هنالك  أمل للنازحين في العودة الي ديارهم في القريب العاجل
نتيجة لوجود المهددات الامنية التي تعرض حياتهم للخطر مرة اخرى مشيرا الي ان اي حديث
عن العودة الطوعية للنازحين مجرد خداع  وافتراء
لضحايا الحرب موضحا ان العودة الحقيقية يقررها النازحون أنفسهم بعد التاكد من استتباب
الأوضاع الامنية بقري النازحين بالاضافة الي توفر الخدمات الضرورية>
واضاف صالح ان الأوضاع الانسانية بوسط النازحين متردية
للغاية  خاصة بعد تقليص العديد من المنظمات  الدولية الحصص الغذائية مبينا ان النازحين هم في
امس الحاجة الي العودة الي مناطقهم لممارسة نشاطهم بحرية تامة  بما يحافظ كرامتهم الانسانية ولكنهم مجبرين بالبقاء
بهذه المعسكرات الي حين استقرار الأوضاع الامنية علي ارض الواقع.
هجمات علي قرى العودة.
وكشف  صالح ان
اكثر 11 من النازحين الذين عادوا الي مناطقهم مؤقتا في منطقة “حجير تونو”
التابعة لمحلية ” بليل ”  لممارسة
الزراعة  قتلوا بالاضافة الي 9 اخرين أصيبوا
بجراح خلال الأسبوعين الماضيين  مما اضطر اكثر
من 1300 مزارعا   الي العودة الي معسكر
“كلمه” 18كلم شرق مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور  بالاضافة الي ان هنالك العديد من قرى العودة الطوعية
التي نفذتها الحكومة تعرضت لهجمات عنيفة أدت بحياة العشرات من النازحين العائدين واصابة
اخرين بجراح خطرة حيث  ان اكثر من 15 قتيلا
في هجوم نفذه  مليشيات مسلحة علي قرية
“حمادة “التابعة لمحلية” نتيقة “في ولاية جنوب دارفور في العام
2015 بينما نفذ مليشيات مسلحة اخرى هجوم مسلح علي قرية” ابو جابرة ” جنوب
مدينة نيالا عاصمة الولاية مما ادي الي وفاة 9 من العائدين  و
يرفض المسلحون عودة النازحين الي قراهم مرة اخري  بعد ان استولوا عليها.
وفي السياق نفسه مسوول في حكومة جنوب دارفور فضل حجب”
اسمه ” نية الحكومة الجادة لتنفيذ متطلبات العودة الطوعية للنازحين الي مناطقهم
خاصة بعد صدور القرار الرئاسي بجمع الاسلحة من القبائل وكافة الاجهزة النظامية وحصرها
في يد القوات المسلحة والشرطة لإطمئنان النازحين علي تامين أرواحهم وممتلكاتهم مشيرا
الي ان بقاء المعسكرات عكست صورة سالبة للبلاد بالاضافة الي ان مكوثهم  في المخيمات إهانة لكرامة الشعب السوداني .
من جهته أشار نائب رئيس هيئة النازحين واللاجئين ادم
عبدالله الي صعوبة  تحقيق عودة النازحين الي
قراهم قبل التوصل الي سلام حقيقي في دارفور بين الحكومة والحركات التي مازالت تحمل
السلاح  مضيفا انه من الاستحالة تنفيذ خطة الحكومة
في عملية جمع السلاح  من المواطنين قبل فرضها
هيبة الدولة وحماية المواطنين بنشر اجهزة أمنية وتفعيل النيابات والمحاكم وأعمال سيادة
حكم القانون في جميع ارجاء دارفور  مبينا انه
لا يعقل ان تجمع الحكومة سلاح المليشيات التي تقاتل لصالحها قبل التوقيع علي سلام شامل
في دارفور.
وأبدى عبدالله تخوفه من ان تكون عملية جمع السلاح انتقائية
مما سيؤدي الي ارتكاب مجازر جماعية ضد قبائل بعينها  خاصة ان العديد من القبائل لم تصل الي مصالحات  حقيقية تطوي صفحات القتال مبينا ان الغبن مازال
موجودا  منوها الي ان معظم هذه المصالحات سياسية
ليست لها علاقة مع الواقع.
وعلي ذات الصعيد اضاف الناشط في تنظيمات المجتمع المدني
احمد محمد صالح ان  بقاء هذه المعسكرات شكل  ضغطا سياسيا كبيرا علي الحكومة مشيرا الي ان هذه
المعسكرات مربوطة بجرائم الإبادة الجماعية و 
اخري ضد الانسانية حيث دونت بلاغات 
جنائية في مواجهة  كبار مسؤولي الدولة
علي رأسهم رئيس الجمهورية عمر البشير امام المحكمة الجنائية الدول .