الخرطوم : دارفور24 : 5سبتمبر 2017 :: في حي الجبل، أحد أشهر الاحياء
بمدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، ويقطنه حولي 4000 شخص، لا يتعجل سكان الحي
رفع النفايات والقمامة من اماكن تجميعها في الشوارع، ودائما تتراكم لايام حتي تصبح
أرضا خصبة لتوالد الذباب والحشرات، هذا ما يبرر انتشار الإسهالات المائية الحادة وغيرها
من الأمراض وسط الاطفال وحتي الكبار .
لكن، وبفضل متطوعين من منظمة الصحة العالمية، بدأت شوارع الحي
تفارق تراكم النفايات كما بدأ انتشار الامراض في التراجع ما جعل حي الجبل وعمل
المتطوعين نموزج ينتظر تمدده في الاحياء الاخري.
محمد تاج الدين يبلغ من العمر 42 عاما ويعمل سائق بمنظمة الصحة العالمية،
تلقى تدريبا ليصبح متطوعا مجتمعيا، حيث عرف أن أكوام القمامة يمكن أن تكون مصدرا للعدوى
من خلال المياه العادمة، لأن الذباب يستخدم النفاية كأرض خصبة للتكاثر ومن ثم يقوم
بنشر الاسهالات المائية، فضلا عن أمراض أخرى.
ولوقوف في وجه ذلك لابد من بيئة نظيفة، حيث يتم التخلص من  النفايات الصلبة بشكل صحيح لتبقي الناس في صحة جيدة.
عندما رأى محمد أكوام القمامة في حيه، بدأ يشعر بالقلق حول صحة جيرانه
وأصدقائه. يقول ” لاحظت أن كومة كبيرة من القمامة كانت تنمو بالقرب من بيتي في
حي الجبل، وهي أيضا قريبة من السوق”.
محمد: “أردت أن أفعل شيئا حول القمامة، لأنني كنت أعرف من عملي
في منظمة الصحة العالمية أن الناس سيصابون بالمرض إذا لم أتصرف. لذلك، تحدثت إلى الباعة
المتجولين وللنساء اللائي يبعن الشاي والجزارين. سألتهم جميعا ان يقدمو مساهمة صغيرة
وهي شراء البنزين وحرق النفايات. ثم، أنا ببساطة بدأت في شق الحفر. في البداية، كان
الناس يقفون ويراقبون ، ولكن عندما واصلت ، بدأ الناس يساعدونني وبدات اعداد
المساعدين في تزايد “.
وحسب تقرير للمتطوعين اعدته منظمة الصحة العالمية – مكتب السودان –
يقول محمد : بعد ذلك، قام المتطوعون بحفر عدة حفر مليئة بالقمامة ومن ثم قامو بحرقها.
ومع الايام ، أصبح خطر الإصابة بألامراض المتتسرة وسط المجتمع اقل  بكثير، ما اكد للجميع بان الجهود الرامية إلى وقف
انتشار المرض أكثر فاعلية.
مع الايام انتشرت أخبار أنشطة محمد حتى إلى المخيم المجاور للمشردين
داخليا، حيث بدأ قادة المجتمعات المحلية وسكان المخيمات أيضا في تنظيف النفايات الصلبة.
ونتیجة لذلك، فإن النظافة في المخیم ارتفعت الي مستوى أعلی ولم تبرز أي مشاکل صحیة
کبیرة.
وأخيرا، لاحظت وزارة الصحة في الولاية أن العمل المجتمعي الذي قام به
محمد، الذي يخدم سكان حي الجبل البالغ عددهم 4000 شخص، وتمدده نحو المعسكر المجاور،
نموزج يستحق التبني والدعم ، واعترفت الوزراة بتحسين إدارة النفايات في المنطقة،
ما دعاه الي الترويج للفكرة والطلب من إدارة المنطقة بالحفاظ على المعيار الجديد للنظافة
الصحية ومتابعتها لضمان استمرار التطور الإيجابي.