الخرطوم: دارفور24 : افاد مسؤولون
ان العمليات الانسانية الجوية للامم المتحدة في السودان مهددة بالتوقف بسبب نقص التمويل،
ما قد يؤثر في ايصال المساعدات الى ملايين الاشخاص في مناطق النزاعات.
ومع الاموال المتوافرة حاليا،
ستكون الخدمة الجوية الانسانية للامم المتحدة قادرة على العمل فقط حتى نهاية تشرين
الثاني/نوفمبر المقبل وقد تضطر الى وقف عملياتها بداية ديسمبر وفق ما اوضحت بيانكا
زيرا المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي في السودان.
وسبق للخدمة الجوية الانسانية
التي تضم طائرتين وثلاث مروحيات ان قلصت نطاق عملها بحيث توقفت عن التوجه الى خمسة
مواقع من اصل 41 تغطيها في انحاء البلاد.
وقالت زيرا هذا الاسبوع لفرانس
برس “لدينا حاليا اموال حتى نهاية نوفمبر ونحتاج الى مليون دولار اضافية (نحو
850 الف يورو) لمواصلة العمليات حتى نهاية العام”.، ونبهت “اذا لم نتلق مليون دولار
فان العمليات ستتوقف”.
تشكل الخدمة الجوية الانسانية
للامم المتحدة عاملا حيويا لتسليم المساعدات وخصوصا الادوية، في مناطق السودان التي
تشهد نزاعات على غرار اقليم دارفور في الغرب وولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان في
الجنوب. وتستطيع المروحيات الاممية خصوصا الوصول الى مناطق نائبة يصعب الوصول اليها
من طريق البر.
وتابعت زيرا “رغم ان مهمتها
الاساسية تقضي بنقل العمال الانسانيين، فان الخدمة الاممية تتولى ايضا ايصال لقاحات
ضد الامراض الفتاكة يستغرق ايصالها برا وقتا طويلا”.
وتقل الخدمة ايضا وفودا دولية
ودبلوماسيين اجانب ومسؤولين سودانيين يرغبون في تقييم الوضع الانساني في مناطق النزاعات. وقالت ايضا
“نتلقى 500 الف دولار من هنا و250 الفا من هناك”، في وقت تحتاج الخدمة الى
نحو 1,4 مليون دولار شهريا.
واضافت “ما تحتاج اليه
الخدمة الاممية فعليا هو تمويل كامل، اي اموال اضافية وليس حتى نهاية العام فحسب”
بحيث تتمكن الامم المتحدة من “وضع استراتيجية وتلبية تنامي الحاجات”.
وازدادت الحاجات خصوصا بعدما
سمحت السلطات السودانية للطواقم الانسانية بالوصول الى مناطق عدة كانت محظورة عليها،
واتخذت الخرطوم هذا القرار بعدما
اشترطت واشنطن ذلك لرفع العقوبات الاميركية عن السودان في شكل دائم.
وفي 12 اكتوبر، سيتخذ الرئيس
الاميركي دونالد ترامب قرارا في شان الرفع النهائي او عدمه للعقوبات التي فرضت على
السودان العام 1997 على خلفية اتهامه بدعم جماعات اسلامية متطرفة.
وحذر مسؤولون في الامم المتحدة
من تأخير كبير في توزيع المساعدات على عشرات الاف الاشخاص اذا توقفت العمليات الانسانية
الجوية. ونبهت مارتا رويداس
المنسقة الانسانية للامم المتحدة في السودان الى ان حصول ذلك “يعني تأخيرا كبيرا
مرتبطا بالمسافات وسوء احوال الطرق، اضافة الى استحالة الوصول الى بعض مناطق البلاد
حيث يسود انعدام الامن”.
والسودان احد اكبر بلدان افريقيا
وتناهز مساحته 1,8 مليون كلم مربع.
واوضحت الامم المتحدة ان الخطة
الانسانية للعام 2017 قضت بمساعدة نحو ثلاثة ملايين شخص في السودان.
واثار عدم اهتمام المانحين بتمويل
العمليات الانسانية الجوية في السودان مخاوف من ان تتاثر مجمل الوكالات الانسانية في
هذا البلد بنقص التمويل.
وكانت الامم المتحدة حددت حاجاتها
في هذا البلد عام 2017 ب 804 ملايين دولار، لكنها لم تجمع حتى 24 ايلول/سبتمبر سوى
304 ملايين، اي 38 في المئة فقط من المبلغ، بحسب مكتب المنظمة الدولية لتنسيق الشؤون
الانسانية.
وارخى هذا الوضع بثقله على غالبية
العمليات الانسانية لكن الامور مهددة بالتفاقم.

وعلقت زيرا ان “التوقف
سيطاول عندها نصف النشاط الانساني وستتم اعادة النظر في العديد من المشاريع”،
مبدية خشيتها على المدى القصير من “فوضى هائلة”.