ادى اندلاع المعارك بين القوات الحكومية وقوات الحركات المسلحة في محيط جبل مرة يوم الجمعة الماضي إلى قلق متعاظم  من اضطراب الأوضاع الانسانية وتدهورها من جديد إلى المربع الأول.

ويتوقع أن تتجدد المعارك بين الطرفين مرة أخرى في اية لحظة خصوصاً وأن حركة تحرير السودان قالت إن معلومات توفرت لها بأن قوات حكومية بدأت تتجمع حول الجبل كما أرسل الحكومة قوات دعم وإسناد من مدن “كأس وزالنجى، ونيالا، والجنينة”، لمعاودة الهجوم مرة أخرى.

وسرت تخوفات رسمية وشعبية من تأثير تجدد المعارك على حالة الاستقرار النسبي للأمن في المنطقة خاصة ان العديد من النازحين الذين عادوا إلى مناطقهم الأصلية القريبة من جبل مرة قد تجبرهم هذه الاحداث على النزوح مرة أخرى الى المعسكرات.

وقال منسق الشؤون الانسانية بمعسكرات ولاية وسط دارفور، الشفيع عبدالله، إن أكثر من 300 أسرة فرت إلى سطوح جبل مرة جراء المعارك التي دارت بين الحركات المسلحة والجيش الحكومي مدعومة بقوات الدعم السريع بمناطق “كارا، قندي تو، والنقي” الجمعة الماضي.

وأشار الشفيع إلى انهم يعيشون ظروف انسانية حرجة في الأغذية والمياه ومواد الأيواء والأدوية خاصة معظمهم من الاطفال والعجزة والنساء.

من جانبه أبدى العديد من تنظيمات المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيين تخوفهم من الحشود العسكرية للجيش الحكومي استعداداً للدخول في المعارك جديدة مع حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد في عدة مناطق بجبل مرة بهدف تحريرها مما يسبب تدهور في الأوضاع الانسانية.

وقال الناشط الحقوقي، عبدالحميد هرون أحمد، إن اي أعمال عدائية بين الحكومة والحركات المساحة من جديد سيؤدي إلى المزيد من الانتهاكات الانسانية ضد المدنيين بالاضافة إلى بروز الانفلات الامني في المدن حيث تحدث عمليات النهب المسلح والقتل والخطف بصورة واسعة تزامنا مع الأحداث، مبينا ان المواطنين يعيشون ظروف اقتصادية سيئة لا يكاد تحمل أكثر مما هم فيه.

وجرت أكثر من ثلاثة معارك ضارية خلال الشهرين الماضيين في عدة مناطق بجبل مرة حيث تتحصن فيه قوات حركة  جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور مما اضطر ما لا يقل عن 42 ألف مواطن إلى الفرار من مناطقهم هرباً من الموت قبل نحو شهرين.

وسبب تجدد القتال بين الجيش الحكومي والمعارضة المسلحة بجبل مرة الخوف والذعر بوسط النازحين وخاصة الذين عادوا الي مناطقهم وتولي ولاة ولايات دارفور اهتمامات كبيرة ببرنامج العودة الطوعية للنازحين إلى قراهم الأصلية ولكن بتجدد المعارك قد يعرقل الأمر مما يزيد من عمر معسكرات النازحين.