يعيش النازحون في معسكرات النزوح وقرى العودة الطوعية  بولاية وسط دارفور جملة من الاعتداءات المتكررة من مليشيات قبلية مسلحة وأخرى منسوبة لقوات الدعم السريع  مما جعلهم في حيرة من أمرهم.

وسقط 6 قتلى واصيب 23 جريحا من النازحين في معسكري (5 دقائق، وعرديبة) للنازحين بولاية وسط دارفور جراء هجمات نفذها قوات الدعم السريع في الاسبوع المنصرم.

وقال منسق النازحين بوسط دارفور لـ (دارفور24) إن النازحين يعيشون الأمرين جراء الاعتداءت المتعمدة وبشكل ممنهج من قوات “الدعم السريع” متهماً الحكومة بغض الطرف قصدا عن الجرائم التي يرتكبها منسوبي قوات “الدعم السريع” الحكومية.

وأضاف الشفيع أن الاعتداءات على معسكرات النازحين وقرى العودة الطوعية زادت بشكل أكبر في العام 2018 مبيناً أن برامج العودة الطوعية للنازحين التي تنادي لها الحكومة ما هي إلا خطة لتعريض حياة النازحين للخطر مجدداً، بارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين العزل.

وأشار إلى أن أكثر من 15 قرية للعودة الطوعية اضطر سكانها مغادرتها مرة أخرى عائدين للمعسكرات بعد الهجمات المتكررة التي تعرضوا لها بواسطة رافضون لعودة المواطنون إلى قراهم، لافتا الى أن الحكومة لم تقم بحماية قرى العودة الطوعية رغم تكرار الهجمات.

وأوضح الشفيع أن عودة النازحين إلى مناطقهم أمر يهم النازحين أكثر من الحكومة ولكن النازحون لا يستطيعون العودة  في هذه الظروف نسبة لبقاء أسباب نزوحهم حتى اللحظة.

وأضرم مسلحون مجهولون في وقت سابق من مايو الجاري النيران في عدد من المنازل بقرية (كلو) الواقعة غرب مدينة طويلة بولاية شمال دارفور ما أدى إلى احراق 11 منزلاً بالكامل دون وقوع ضحايا في الأرواح.

وتعد منطقة “كلو” أحدى مناطق العودة الطوعية التي عاد إليها أصحابها الذين نزحوا منها في وقت سابق بسبب الحرب، ويرجح أن من أضرموا النار فيها هم بعض من استوطنوا حديثاً في القرية.

من جهته أكد الناشط بتنظيمات المجتمع المدني بولاية وسط دارفور، صالح هرون جرادة، أن معظم النازحين توصلوا لقناعة من عدم جدوى عمليات العودة الطوعية لعدة أسباب أولها عدم توفر الأمن بالاضافة إلى إنعدام الخدمات الضرورية الأخرى مثل الصحة والمياه الصالحة للشرب والمدارس.

وأشار جرادة إلى أن حكومة الولاية لم تكن جادة في ملاحقة الجناة للقبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة رغم أن معظم الجناة معروفين للضحايا مما يدلل على عدم جديتها في حسم الانفلات الأمني.

وأعربت البعثة المشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة “اليوناميد” عن بالغ قلقها من الأحداث الأخيرة التي وقعت على ثلاث معسكرات بولاية وسط دارفور.

وبحسب البيان الصادر من البعثة أن هنالك هجمات في الفترة من 21- 23  من مايو الجاري أسفرت عن وقوع ضحايا وإصابات بوسط النازحين، حيث تعرض كل من معسكرات “5 دقائق والعرديبة وجدة ” للنازحين بوسط دارفور إلى هجوم من مسلحين.

ونبه الممثل الخاص للبعثة جيربمابا ماما أن كل الأطراف الضالعة في الأحداث بأن المعسكرات تعد حيزا انسانيا ويجب الا ينبغي ان يتعرض النازحين للتهديدات او المضايقات او الهجمات او الأذى.

وأضاف جيربما أن مثل هذه الأعمال ربما تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الانساني، لافتاً إلى أن المسؤولية في حماية المدنيين تقع على عاتق حكومة السودان وأن بعثة اليوناميد ستواصل تعاونها ومشاركتها للسلطات الحكومية المعنية بهذا الشان علي كافة المستويات.